الفكر المهدوي بين الانغلاق والانفلات
الدكتور خسرو باقري
القضية المهدوية قضية عقائدية ذات آثار تربوية. غير أن سوء فهم نصوصها أو الممارسة الخاطئة لمتطلباتها يعودان بآثار سلبية لا يمكن غض الطرف عنها.
هناك ظاهرتان سلبيتان اقترنتا بالتثقيف على القضية المهدوية. هما ظاهرتا الانغلاق والانفلات.
-فحين يبتعد المعتقد بهذه القضية بالانتظار عن مجريات الساحة ويتجه بالاتجاهات الباطلة التي تخترقها. يصبح انتظاره انكماشا وانطواء على الذات, وهو يستلزم الانغلاق أمام المجريات بدل أن يكون فاعلية وحيوية تناجز الاتجاهات الباطلة والهدامة.
-وحين تلتبس حدود الحق والباطل وتفقد القضية المهدوية مصداقيتها الحقيقية, تمسخ المهدوية مسخاً يفقدها معالمها الأساسية, وهو الانفلات من كل الأطر والحدود المرسومة لها.
إن عدم التأرجح بين الانغلاق والانفلات هو الوضع المطلوب الذي يحفظ لهذه القضية حدودها وأبعادها الأساسية وينأى بها عن المثاليات اللاواقعية, والذوبان الذي ينتهي بالخروج عن الخط المهدوي, نتيجة للتغافل عن المبدأ الأساس في هذه القضية المهمة.
والدعوة إلى الأهداف الكبرى للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لا يمكن طرحها مع الغفلة عن قابلية الفهم والإدراك الذي يتناسب مع عظمة الأهداف.
ومن هنا قد تكون كمالات أصحاب اللإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأوصافهم حافزا للاتصاف بها, لكنها تصبح شعارات جوفاء إذا لم يكن المخاطبون بها قادرين على استيعابها أفضل استيعاب.