هوية المنتظر (عجّل الله فرجه) عند أتباع المذهب الإسماعيلي
مجتبى السادة
إن الإسماعيلية السليمانية وباقي الفرق الإسماعيلية تؤمن بأن الإمامة لا يحدها عدد ولا رقم إنما تحددها مشيئة الله، وهم يؤمنون كذلك أن الإمامة لا تنقطع عن هذه الدني، منذ خلق الله الأرض إلى أن يرثه، ويتم توارثها من قبل الأئمة ولدا عن والد بأمر الله سبحانه وتعالى واختياره وتدبيره، ولكن يكون هؤلاء الأئمة أما مغمورين مستورين بسبب تغلب الأضداد وأهل الكبر والعناد وأهل الفساد، أو ظاهرين لإعلاء كلمة الله عندما يأمر (عزَّ وجل) ويكون لهم الغلبة، مثلما حدث وقت ظهور الإمام المهدي بالله عبد الله بن الحسين من المغرب وقيام الدولة الفاطمية.. (حسب اعتقادهم) وهم يتأملون هذ، وينتظرون قيامه بفارغ الصبر، ولكنهم لا يؤمنون انه ولد قبل مئات السنين وأنه مازال حيا منذ ذلك الحين إلى قيام الساعة، إنما يؤمنون انه سيولد من نسل إمام مستور، وأنه سيقوم ويقيم العدل ويعلي كلمة الله ويحي شريعة محمد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وانه من نسل الحسين بن علي (عليه السلام).
من هو المهدي (عجّل الله فرجه) وما هو نسبه عند الإسماعيلية؟
المعروف عندهم إما أنه ولد في الوقت الراهن، أو أنه ما زال في صلب أبيه، وقد يكون هو الإمام الحالي المستور، وعلى يديه يكون وقت الكشف والظهور، فالله ومن شاء يعلمون، وكل ما يعملونه أنه من نسل الحسين بن علي (عليه السلام).
هل الفرق الإسماعيلية الأخرى تنتظر نفس الشخص (المهدي) أي تتفق عليه؟ أم هناك اختلاف بينهم؟
مثلما ينتظر جميع الشيعة قيام الإمام القائم (عجّل الله فرجه) فالإسماعيلية كذلك، ولكن الاختلاف الواضح بين الشيعة والإسماعيلية هو في هوية آباء هذا الإمام، فالاثنا عشرية يؤمنون أنه من نسل الإمام موسى الكاظم (عليه السلام)، والإسماعيلية يؤمنون أنه من نسل إسماعيل (عليه السلام)، والإسماعيلية النزارية يؤمنون أنه من نسل نزار، والإسماعيلية المستعلية يؤمنون أنه سيكون من نسل المستعلي..
هل هناك علامات للظهور ذكرت عن طريق أهل البيت (عليهم السلام) تحدد زمن خروج المهدي (عجّل الله فرجه)؟
للإسماعيلية كتباً توضح بعض العلامات ولكنه، ليست مشهورة، أما عن المشهور بين الشيعة من ظهور الشمس من المغرب فالإسماعيلية يقولون أن شمس (الدولة الفاطمية قد ظهرت من المغرب)، فهم يؤمنون أن كوكب الشمس لن يظهر من المغرب أبد، بل سيكون المشرق ظهوره والمغرب غروبه من قبل والآن ومن بعد، إنما كان قصد الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) من ظهور الحق بقوله الشمس فقد شبه الحق بالشمس.
أما قول الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أسمه على إسمي فكان المهدي بالله عبد الله بن الحسين أسمه عبد الله والرسول أحد أسمائه عبد الله قال تعالى: ﴿وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا﴾.
إن أهم كتاب عند الإسماعيلية بهذا الخصوص هو (الفترات والقراءات)
من هو الإمام المستور الذي ينتظر الإسماعيلية خروجه أو ظهوره؟
يؤمن الإسماعيلية بأن الأرض لا يمكن أبداً أن تخلو من إمام أما ظاهر مشهور أو مستور مغمور، ولكن هم لا يعلمون من هو الإمام القائم، وهل زمنه هو هذا الزمن، ولا يعلمون هويته وأن آخر إمام ظهر لهم كما يقولون هو الإمام أحمد بن هاشم بن نزار بن معد بن الحسين بن علي بن محمد بن عبد الله بن محمد بن أحمد بن الطيب (أبي القاسم) بن الأمر بأحكام الله أبو على المنصور بن المستعلي بالله أبي القاسم أحمد بن المستنصر بالله معد أبي تميم بن الظاهر لإعزاز دين الله علي بن الحسن بن الحاكم بأمر الله المنصور أبي علي بن العزيز بالله نزار أبي منصور بن المعز لدين الله معد أبي تميم بن المنصور بالله أبو الطاهر إسماعيل بن القائم بأمر الله أبو القاسم محمد بن المهدي بالله عبد الله بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين أبي عبد الله بن حيدره الكرار علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
هل هناك وقت محدد لخروج الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) تم تحديده؟ أم إن وقت خروجه سر من أسرار الله سبحانه وتعالى؟
لا علم بذلك لديهم ولا يوجد للإسماعيلية تاريخ محدد لخروج القائم (عجّل الله فرجه)، وهم يقولون إنما هذا سر من أسرار الله يعلمه من يشاء من عباده ومن اصطفى وهو فضل يؤتيه من يشاء بغير حساب.