من علامات الظهور، وحسب بعض الروايات أن ظهوره يتزامن مع نزول عيسى بن مريم عليه السلام أو قُبيلهُ بقليل، وقد عبّر البعض عنه بالمسيح الدجال ولعله تبعاً لبعض الروايات أو لكونه يُقابل المسيح في دعوته.
تُشير بعض الروايات إلى أنه ولد في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن صياد، أو صائد بن صياد، ووردت روايات بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أشار إليه بأنه هو الدجال وسيبقى إلى اليوم الموعود، حتّى أن الشيخ الصدوق استفاد من وجود الدجال على إثبات حياة الإمام المهدي عليه السلام بأن الله تعالى أبقى عدوه إلى اليوم الموعود حسبما وردت روايات أهل السنة بذلك فكيف لا يُطيل الله عمر وليه ليظهره على الدين كله؟ وهذا التساؤل حقيق بالتمعن، فالاذعان بحياة الدجال يلازمه قبول وجود الإمام الحجّة عليه السلام وإذا كانت إرادة الله نافذة في عدوه فما بالنا نتوقف في حياة وليه إلى اليوم الموعود، وهو أمرٌ لا يمكن تغافلهُ فعلاً.
يبدو أن الدجال سيمثل إحدى مظاهر القهر والقتل كما أنه يُمثّل حالةً من حالات الكذب والتزوير والدجل ليُغري بالكثيرين من السذج وضعيفي الإيمان، وسيتبعهُ الكثير ممن يحملون في مطاوي نفوسهم حالات التشكيك لتنفذ بسهولة محاولات التضليل والدجل والتزوير إليهم. يُمثل الدجال غاية الانحراف والدجل وذلك من خلال ما يستخدمه من أساليب السحر والشعوذة التي توهم المغفلين أتباعه، والظاهر أنه يستغل أزمةً اقتصاديةً خانقةً تودي بالكثير ممن يتهاوون أمام مغريات الدجال ووعوده الزائفة بتوفير حياة مادية لا تشوبها أية أزمة ولا تعتورها أية مشكلة فيتبع الدجال طلاّب الدنيا ومحبو الجاه، إلاّ أن الظاهر من الروايات أن شيئاً من هذه الوعود لم يتحقق، فإن الدجال يبدأ مهمته بمحاولة جذبٍ وتغرير لعناصر خاصة تستهويهم مغرياته وذلك بفعل أعمال السحر التي يستخدمها كوسيلة إقناع ومن ثمّ فهو يوقع التدمير والقتل بمن خالفه أو بمن لم ينتم إليه أو يصدّقهُ.صلى الله عليه وآله وسلم
إذن فمحاولات الدجال مظهرٌ من مظاهر الظلم وقلب الحقائق ومصادرتها، وإذا كان الأمر كذلك فإن لحركة الإمام عليه السلام أثرها في تفعيل وعي الناس وبيان اكذوبة الدجال وفضح أضاليله وإنحرافاته، وهو بالتأكيد عملٌ يستدعي تقديم جهدٍ عسكري ودعم التصدي للدجال وإحباط محاولاته، وبهذا سينكشف زيفه وخداعه ويتهاوى أمام إرادة المؤمنين بقيادة الإمام عليه السلام الذي يسعى لقتله وتفريق جماعاته، ويبدو أن هذه المهمة توكل إلى السيد المسيح الذي يتولى أمر القضاء عليه وإخماد حركته الباطلة.
إن إيكال مهمة القضاء على الدجال للسيد المسيح تبدو علاقتها بجغرافية تحركاته العسكرية، والظاهر أن أكثر مؤيديه هم من المسيحيين الذين تستهويهم دعاوى الدجال وشعاراته الاصلاحية الزائفة، ويمكن أن تكون ثقافة الغرب المسيحية بمنأى عن الثقافة المهدوية وعلامات الظهور التي تؤكد ظهور السيد المسيح، وهو الأمر الذي سيجعل الكثيرين منهم ينبهر بدعوة الدجال فضلاً عن أن بعض الاتجاهات هناك تدعم أية محاولة من شأنها إرباك مهمة الإمام عليه السلام أو التصدي لها.
وجديرٌ ذكره أن الدجال يلقّب بالأعور لذا أشيع بالأعور الدجال كما ورد في صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (إن الله تبارك وتعالى ليس بأعور، ألا وان المسيح الدجال أعور العين اليمنى كأن عينه عنبة طافية).