حبشي يعمد إلى الكعبة لخرابها، ويبدو أن تجاذب التيارات السياسية في بلاد الجزيرة العربية تضعفها عن الصمود لأية هجمة خارجية محتملة، والظاهر أن ضعف هؤلاء يؤدي بالآخرين إلى أن يطمعوا في الاعتداء على حرمات مكّة، فالتيارات السياسية تشوبها نزعة دينية تحفّز الآخرين على الإساءة والاعتداء على الحرمات الإسلاميّة وهو دليلٌ واضح على ضعف ملك بني فلان _ كما ورد _ والذي سيكون ممهداً لظهور الإمام عليه السلام.
فالحبشة تطمعُ في محاولة الاستيلاء على البلدان العربية لشدة ما تصل إليه هذه البلدان من ضعفٍ وتراجعٍ سياسي يُنهك قواها حتّى لا تكون مؤهلةً للدفاع عن نفسها حتّى أن الدول ذات القدرات الضعيفة سياسياً وعسكرياً تتمكن من الاستيلاء على أقدس العتبات فتعمد إلى هدم الكعبة والتنكيل بالمسلمين وهذا يدعو إلى فشل الحكومة القائمة عندئذٍ للدفاع عن المقدسات الإسلاميّة ليكون للإمام عليه السلام مبرراً في الظهور واكتساح الأنظمة السياسية الظالمة والمتهرئة كذلك.
روى نعيم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يُخرّب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة).
وفي حديثٍ عن عليّ عليه السلام قال: (استكثروا من الطواف بهذا البيت، فكأني برجل أصلع أصمع حمش الساقين معه مسحاة يهدمها).
وفي رواية أخرى: (كأني أنظر إلى أصلع أفيدع أفيحج على ظهر الكعبة يضربها بالكرزنة).
والظاهر هذه الأوصاف هي أوصاف الحبشي الذي يعتدي على الحرمات الإسلاميّة ويعمد إلى هدم الكعبة الشريفة.