وردت لفظة الرايات في كثير من روايات علامات الظهور. وهي تعني عناوين الحركات السياسية التي تشارك في التمهيد ليوم الظهور، بغض النظر عن اتجاهاتها الفكرية والعقائدية.
ومعنى الراية هي ما تتقدم أية حركة عسكرية تسعى لتحقيق هدفٍ معين، وهو اصطلاح درج عليه القدماء ومن هنا فهي منذرة بالحرب أكثر من كونها علامةٌ للسلام.
فالرايات الواردة في هذه الروايات تُنبئ عن تعددها وإختلاف إتجاهاتها فمنها من تسعى إلى المشاركة في التمهيد ليوم الظهور، ومنها من تعمل على إيقاف مد حركة الإمام عليه السلام وذلك بالتصدي لشيعته وأتباعه ومحاولة إضعاف قواعده وتركيباتها الانتمائية، وأخرى تسعى بطموحاتها السياسية إلى تبوء مقعدٍ سياسي معين.
إذن فهذه الرايات هي عناوين لحركاتٍ عسكرية تتحرك ضمن الخريطة السياسية للتمهيد لعلامات الظهور.
حاولت بعض الحركات السياسية تاريخياً إلى ربط مصيرها بتسمية الرايات، وكونها رايات هدى وهي التي أشارت إليها الروايات، وبالفعل سعت الحركة العباسية بأن تعنون تحركها هذا بأصحاب الرايات السود، فتقدم أبو مسلم الخراساني برايات سود يُظهرها للناس ليُحيل أذهانهم إلى روايات (إذا رأيتم الرايات السود تخرج من خراسان فأتوها ولو حبواً على الثلج...) وهي دعوة صريحة لنصرة هذه الرايات ولكي يصادر أبو مسلم الخراساني مقاصد هذه الروايات ومعانيها لغرض استغلال العامة وتكوين قواعد شعبيته يستخدمهم في أغراضه السياسية، إلاّ أنه سرعان ما ينكشف زيف هذه الحبكة التي لم تنطل فصول خداعها على العامة، تماماً كما سعى النظام العباسي إلى خلط أوراق المهدوية وادعاء أبي جعفر المنصور بأن ولده هو المهدي، إلى غير ذلك من المحاولات البائسة.
تعددت لفظة الرايات في الروايات كالرايات السود، وراية الخراساني، وراية الحسني ويبدو أنها واحدة، إضافة إلى أنها نوهت عن تعدد الرايات كراية المغربي وراية المصري وراية السفياني وراية اليماني وغيرها من رايات الحق أو رايات الضلال.