دور الإعلام اليهودي والوهابي ضد القضية المهدوية
سحر جبار يعقوب
المقدمة:
قال تعالى في محكم كتابه العزيز ﴿وَقَضَيْنا إلى بَنِي إِسْرائِيلَ فِي الْكِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأْرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً * فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجاسُوا خِلالَ الدِّيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعُولاً﴾.
لقد أطبقت النصوص على أن جبهة اليهود ستكون من بين الجبهات الفاعلة والمؤثرة في العالم السياسي.
سيما في منطقة الشرق الأوسط ومع أن اليهود هزموا شر هزيمة في أيام الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يكن لهم أي دور مؤثر فاعل بل كانوا قلة. ومع هذا ظل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في أحاديثه لآخر الزمان يؤكد وبشكل دقيق إلى ان اليهود سيكونون على قدر من القوة والبطش والنفوذ.
لذا فان النصوص الشريفة الواردة عن أهل البيت (عليهم السلام) بخصوص تصوير الدجال وحركته سيما أنها حركة إباحية تستهدف القضاء على أية قيمة يملكها المجتمع والانحدار به إلى حافة الهاوية ويقف على رأس جبهة الدجال اليهود، وفي تأكيد الرسول وأهل البيت على دور اليهود في آخر الزمان واحد من معاني الإعجاز الغيبي ودليل على عظمة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وصدق قوله إذ هو لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
لهذا فان ما دعاني إلى اتخاذ هذا الموضوع بالذات هو التغلغل اليهودي في مجتمعاتنا والذي نلمسه يوماً بعد يوم فمن فضائيات تنشر التعري والفجور إلى حركات هدامة تمس أصل العقيدة الإسلامية إلى كتابات وسخرية ضد الدين وسنلقي في هذا البحث حزمة من الضوء على دور الإعلام اليهودي في القضية المهدوية بعدة مباحث. آملين أن نكون أصبنا الحقيقة ولو بقدر قليل.
المبحث الأول: اليهود وترقب المستقبل
نحن على مسمع ومرأى فيما يجري في الساحة الدولية وما يسود دول العالم من تخبط وتهتك وانفلات بكل ما تحمله هذه الكلمات من معانٍ.
وبالتأكيد فان هذا الخط يمثل الخط المخالف لمعالم الدين الإسلامي الحنيف، وخط أهل البيت الذي ينتهجه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند ظهوره الشريف، ومن المؤكد أن الأمام سيعمل على نشر الدين الإسلامي في ربوع العالم، هذا الدين الذي تصفه الروايات بأنه إسلام جديد، بمعنى انه سيظهر ويدعو إلى الدين الإسلامي الذي جاء به الخاتم (صلى الله عليه وآله وسلم)، لهذا فإننا نتوقع أن إسرائيل، ستعمل جاهدة على القضاء على حركة الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه) وتعد العدة للوقوف بوجهه، وصد حركته بعد الظهور، وإشعال فتيل الحرب معه ولم يجد اليهود، وسيلة يمكن من خلالها صد حركة الإمام والقضاء عليها في المهد غير وسيلة وجدتها أنجع من الوسائل العسكرية ألا وهي سلاح الكلمة.
لا شك أن سلاح الكلمة أقوى بكثير من سلاح الدم وآلة الحرب.
فقد أشارت الإحصاءات والدراسات في العصر الحديث أن من يملك السيطرة على وسائل الإعلام بإمكانه إحكام السيطرة على الوسط الاجتماعي، بل ويمكن أن تفوق قدرته قدرة الحكومات، وقد أدرك اليهود كل هذا، في حين كان المسلمون يغطون في غفوة طويلة محاولين غض الطرف عما يحاك حولهم من دسائس هدفها النيل من الدين الإسلامي وبث العنصرية والمذهبية بين أطياف المسلمين.
لهذا اتخذوا من الإعلام الأسلوب الأمثل والوسيلة الأفضل في القضاء على الدين المحمدي من خلال زج أفكار مادية في عقل الفرد وجعل جل همه مقتصرا على عالم الحس والمادة مشتت الفكر عديم الضمير وقد نجحت في تحقيق ذلك.
ونحن نعيش في عالم منحرف مراميه اذ لا هوية وجودية للإنسان سوى انه مجرد نزعات مادية مبرمجة إلى نوع من الاستعدادات الغريزية فقط.
لذلك طرح اليهود شعارهم (نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه. ومحركي الفتن فيه وجلاديه). [الدكتور اليهودي أوسكار ليفي].
اليوم نرى على مشهد الخارطة السياسية قوة وجود فاعلة لليهود بشكل مثير للتساؤل عن الجهة التي تقف إلى جانبهم سيما وهم يعتبرون اليوم سادس قوة نووية عالمية على الإطلاق.
لذا فإنهم يحاولون جادين في القضاء على كل القيم والمعتقدات الدينية التي يحملها الإسلام، وقد ورد في البروتوكول الثالث عشر من بروتوكولات حكماء صهيون (علينا أن نلهي الجماهير بشتى الوسائل وحينها يفقد الشعب تدريجياً نعمة التفكير المستقل بنفسه سيهتف جميعاً معنا لسبب واحد هو إننا سنكون أعضاء المجتمع الوحيدين الذين يكونون أهلاً لتقديم خطوط تفكير جديدة).
المبحث الثاني: اليهود وصناعة الأفلام المسيئة للإسلام
يقول الفيلسوف اليوناني أفلاطون إن الذين يروون القصص يحكمون المجتمع أيضاً، مؤكداً على سطوة القصص والروايات الخيالية في تكوين فكر المجتمع ومعتقداته.
وهي النقطة الجوهرية التي اكتشفها سادة هوليود الأوائل في السينما باعتبارها وسيطاً ناجحاً لرواية القصص وطرح الأفكار المادية والإساءة إلى الدين الإسلامي والنيل منه.
وتأكيداً لما قيل أعلاه نجد أن البروتوكول الثاني عشر أشار إلى (من خلال الصحافة اكتسبنا نفوذاً ولكن أبقينا أنفسنا في الظل).
لهذا لعب اليهود دوراً بارزاً في السيطرة على وسائل الإعلام كافة سواءً المرئي منها أو المسموع أو المكتوب. والتاريخ لا ينسى فضيحة الرئيس الامريكي بيل كلينتون، والذي لعبت اليد اليهودية دورها في تأجيج القضية، ونشرها على نطاق واسع.
إن أهم ما يلفت أنظارنا كمسلمين، وكأتباع لأهل البيت، هو التأكيد على نقطة بالغة الأهمية وحساسة في هذا الوقت هي حماية الفرد المسلم من وسائل الإعلام والفضائيات، سيما بعد أن علمنا سيطرة اليهود على أغلب وسائل الإعلام ومحاولتهم الجادة في رسم صورة بشعة عن الإسلام والمسلمين. وعن تلك الصورة يقول الباحث سكوت جي سيمون في كتابه (العرب في هوليوود: الصورة التي لا يستحقونها) إن صناعة الفيلم في هوليوود هي المسؤولة عن ترسيخ صورة ما عن العرب في أذهان الملايين من الأمريكان فضلا على ملايين أخرى في العالم الغربي وخارجه.
فقد تم وضع العرب والمسلمين في فن الكراهية الذي صنعته هوليود في قالب ثابت للشر والعنف والتخلف والجهل والانغماس في الملذات والرذائل، فصورة العربي المسلم لا ولن تخرج عن واحدة من هذه الصور النمطية: صورة أعرابي من البدو الرحل وبجواره ناقة وخيمة ومن حوله الصحراء الجرداء، أو صورة العربي المسلم المنغمس في اللهو والملذات والمجون وتعاطي الخمر، أو المتجرد من الحضارة وآداب السلوك في الطريق العام وفي معاملة الآخرين وفي اتباع آداب الطعام والنظافة، أو صورة المسلم المتطرف المتشدد الذي يسوق خلفه زمرة من الحريم المتشحات بالسواد، أو صورة العربي الأبله المندهش أو المنبهر دائماً بالحضارة الغربية، أما أكثر الصور شيوعاً فهي صورة الإرهابي المجرم مختطف الطائرات والحافلات ومفجر المباني وقاتل الأبرياء.
كما وتسعى هوليود دائما على أن تحتوي بعض المشاهد التي تصور المسلم مصحوباً بصيحة الله أكبر أو صورة مئذنة أو صوت آذان، أو صورة الكعبة المشرفة.
ولعل المتطلع إلى تاريخ هوليود وما أنتجته من أفلام مسيئة للإسلام وعقيدة المسلمين يثبت مدى الحقد الذي تكنه طريدة الشعوب للإسلام.
في كتاب (العرب قوم سوء) يؤكد شاهين على أن تشويه صورة العرب والمسلمين في هوليود تقوم على أسس علمية ونفسية وسياسية دقيقة ولديها من يعلم جيداً الثقافة العربية واللغة والتاريخ والرموز الدينية. وقد أنتجت هوليود من العام ١٨٩٦حوالي ٩٠٠ فيلم أميركي تناولت العرب والمسلمين.
واعتبرت الانعطافة في تناول العرب في هوليود في فيلم (أسير عند البدو) سنة ١٩١٢ وفيه فكرة يتم تكرارها كثيرا وهي أن مجموعة من البدو قطاع طرق يخطفون بطلة غربية بيضاء، وبالطبع فإن المقاتلين الغربيين يأتون لإنقاذها ويقتلون البدو.
هذا وقد تبعه عدد من الأفلام منها فيلم (أغنية الحب) (١٩٢٣)، فالعربي هنا صحراوي ذو بشرة سمراء الذي يخرج على طاعة الغربي ويتمرد عليه بطريقة غريبة وينصب نفسه سلطانا على الشمال الأفريقي برمته وبطرق لا تخلو من دهاء وخديعة.
وفيلم المقهى في القاهرة (١٩٢٤) يظهر العربي فيه قاتلا حيث يقتل رجلا انكليزيا وزوجته ولكنه ينقذ حياة ابنتهما رغبة منه في الفوز بها واتخاذها زوجة، لتتكشف لنا شخصيته الانتهازية. أما فيلم (فخر الصحراء) (١٩٢٨) فأنه يقدم لنا سيرة شخص يدعى قاسم بن علي وهو يتزعم قبيلة في الصحراء ويلقي القبض على مسؤول فرنسي وزوجته ليقوم بتعذيبهما بعد ذلك.
وفي بداية الثلاثينات سادت صورة كاريكاتورية عن العربي والمسلم فبدا كالمهرج في فيلم لوريل وهاردي زير النساء البخيل (١٩٣١)، وظهرت أولى صور المسلم الذي يخطف الطائرات ويهدد بنسفها مع فيلم (العملة السوداء) (١٩٣٦) لتظهر بعدها صورة المهاجر المجرم المهدد لأمن أميركا في فيلم (دورية الراديو) (١٩٣٧)، لتبدأ بعدها سلسة الأفلام التي تظهر المسلمين على أنهم إرهابيون ومتعطشون للدماء.
كما إن فترة الأربعينيات والخمسينات من القرن الماضي شهدت هوليود انتاج أكثر من ١٠٠ فيلم أبرزت صورة كاريكاتورية وسلبية عن المسلمين تزامنت مع بروز الثروات النفطية. فكان العربي والمسلم (شيخ النفط) الذي يعيش في خيم في الصحراء في خلفيتها سيارات ليموزين وجمال ونساء متشحات بالسواد، أو يتجول في دول الغرب يبدد أمواله على النساء الشقراوات.
ومع تنامي حركة التيار القومي العربي وصعود حركات التحرر العربية أصبح العربي في هوليود الحليف للشيوعية العدو اللدود للغرب.
وبرزت في تلك الفترة صورة الفلسطيني (الإرهابي) الذي يخطف الطائرات في نحو ٤٥ فيلما كان منها فيلم الخروج (١٩٦٠) للممثل بول نيومان، وتجري أحداث الفيلم في فلسطين في العام ١٩٤٧ إذ يصور العرب بأنهم شريرون مرتبطون بـ النازية يرتكبون الفظائع في حق بعضهم البعض كما في حق اليهود.
أما في فيلم سجين في المنتصف (١٩٧٤) فينضم البطل ديفيد جانسن إلى القوات الإسرائيلية لقتل (إرهابيين فلسطينيين).
ولم تغب عن هوليود وحكامها اليهود الثورة الإسلامية في إيران منذ الثمانينات فقد جاهدت على إظهار المسلم على صورة (الأصولي الإرهابي) الذي يرفع شعار (الموت لإسرائيل وأميركا وكل أعداء الإسلام)، ويستخدم الدين لتبرير لجوئه إلى أعمال العنف والخطف والتفجير والسعي حتى إلى قتل الرئيس الأميركي.
وفي العام ٢٠٠٠ تحديدا أنتجت هوليود فيلم (قوانين الارتباط) الذي صنف على انه الفيلم الأكثر عنصرية ضد العرب والمسلمين. ويصور اليمنيين كإرهابيين يصرخون كالمجانين أمام السفارة الأميركية ضد أميركا يرشقون الحجارة ويقتلون جنود المار ينز الذين حاولوا إنقاذ المحتجزين داخل السفارة.
فقد جاء في تقرير نشره الكاتب روجر دوبسون في صحيفة الإندبندنت البريطانية أنه في حين اختلفت الآن النظرة تماما للهنود الحمر حيث يتم التعامل معهم بوصفهم الأصل الحقيقي للأميركيين كما سقط الستار الحديدي للشيوعية مع انهيار الاتحاد السوفيتي السابق أصبحت تتوافر لدى العرب حاليا كافة المواصفات المطلوبة لتصويرهم على أنهم أشرار السينما الأميركية.
ويشير دوبسون إلى أن الكثير من الأفلام التي أنتجتها هوليود منذ نهاية تسعينات القرن الماضي حتى العام ٢٠٠٦ صورة المسلم على انه لا يعدو أن يكون سوى إرهابي أو ملياردير شرير في حين تم تصوير المرأة المسلمة على أنها مجرد غانية أو راقصة شرقية، وهو الأمر الذي لم يحدث منذ فترة إنتاج أفلام الكاوبوى والهنود الحمر إذ لم تشهد هوليود مثل هذا العداء الواسع تجاه جماعة بعينها حسب ما يقول دوبسون.
ولعل لكل هذا دوافع أدت إلى اندفاع هذه المؤسسة الإعلامية العالمية إلى تجنيد كل طاقاتها لتسقط العرب والمسلمين في أعين الملايين من الشعوب التي تتابع بشغف الأفلام المنتجة من قبلهم ويجب عدم إنكار اليد اليهودية التي تلعب بالسينما ووسائل الإعلام الأمريكي وتسخرها لصالح أغراض يهودية تعود بجذورها الأولى إلى عهد الرسالة الخاتمة.
ويمكن تلمّس اليد اليهودية التي تحرك اللعبة من خلال تصريح نشر في ٥ ابريل عام ١٩٩٦ إذ أدلى الممثل الأمريكي براندر في أثناء حوار له في برنامج امريكي (لاري كينج شو) والذي كان من اعداد اليهودي لاري كينج اعلن فيه على الجميع وعلى الهواء مباشرة (اليهود يحكمون هوليود بل انهم يملكونها فعلا) وهكذا ثارت العاصفة التي اثارها تصريحه تساؤلات عن تبعية هوليود، فقد تساءل الكثيرون كيف يمكن لأقلية يبلغ عددها اثنان ونصف بالمائة من عدد سكان أمريكا أن تسيطر على صناعة السينما لا بل حتى القرار السياسي الامريكي، وفي عدد اغسطس من مجلة (مومنت) والتي تعود ليهودي تساءل المحرر مايكل ميدفيد وهو يهودي أيضا عن السر في أن كل صناع السينما في امريكا من اليهود.
السر يكمن وحسب اعتقادي في رغبتهم الجامحة التي لمسناها في السيطرة على عقول العرب والمسلمين وزرع الأفكار الإباحية والماسونية فيها، لا بل وحتى تشتيت تفكير الفرد المسلم وأخذه بعيدا عن الدين ونقله إلى مستنقع الكفر والإلحاد والرذيلة. لعل هدفهم فضلا عما قيل أعلاه السخرية منا كإسلام ومسلمين.
وها هم اليوم ينفذون مخططاتهم التي عجزوا عن تنفيذها إبان عهد الحكومة المحمدية، إلا إنهم اليوم يحاولون تنفيذها بأسلوب جديد وحلة جديدة تتم عبرَ السيطرة على الحكومات والشعوب من خلال السينما وبعض وسائل الإعلام التي تظهر الإسلام كدين إرهابي بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
وهنا لابد من ذكر ان السينما الصهيونية التي شكلت خلال السنوات الماضية خطراً على القضايا الإسلامية، لن تتوانى عن استغلال المتغيرات الدولية الأخيرة، وربما لن يطول بنا الانتظار حتى نرى أفلاماً صهيونية التوجه تتناول الإسلام باعتباره دين (الإرهاب)، مستغلة الحملة الأمريكية ضد الإسلام والمسلمين والفهم الخاطئ لدى الجمهور الأمريكي خصوصاً والغربي عموماً للإسلام بعد تفجيرات نيويورك وواشنطن في ١١/٩/٢٠٠١ وما تبعها من حملات ظالمة ضد الإسلام لم تكن المنظمات اليهودية واليمينية الأمريكية والأوروبية بعيدة عنها.
حتى انه نشرت شائعات عن قيام الممثل هاريسون بدور بطولة فيلم يتعلق بحياة الرسول وقد نشر ذلك في جريدة الأخبار المصرية في العدد المؤرخ ٢٨١٢٠٠٠، وأعيد نشره في مجلة الأهرام العربي في٤٣٢٠٠٠.
ويبدو هدفهم من كل هذا هو النيل من رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) وما الرسوم الكاريكاتيرية التي تحاول مس نبي الإسلام إلا مصداق واضح لمثل هذه الأفعال التي تعود لأصول يهودية أو نصرانية أصولية تسخر من المعتقدات الدينية الإسلامية، فهم يدركون أحقية الدين الإسلامي وخاتميته، وحتمية ظهور المخلص منقذ البشرية.
لعل هذا الوضع يستلزم الإحاطة علما بكوامن رغبة هذه الدولة الصغيرة في امتلاك مثل هذه الترسانة الضخمة من الأسلحة النووية.
يزول العجب فيما إذا علمنا أنهم يمهدون للمعركة الكبرى (هرمجدون)، والتي يتوقعون ان تكون حرباً نوويةً واسعةَ النطاق، يتم القضاء فيها على الدول الشريرة.
المبحث الثالث: اليد الوهابية وتمويل هوليوود
يجب علينا ألا ننسى الوهابية وما أدوه من دور في الإساءة للدين الإسلامي من خلال محاولاتهم الجادة في تشويه صورة الإسلام أمام العالم أجمع، وبيان هذا الدين على انه دين عنصري متعصب يستغل المرأة ويسخر من الآخرين ويستغلهم.
لهذا نجد أن اليد الوهابية شاركت أيضا في الإساءة للدين الإسلامي بمعية الحليف الأوفى ـ اليهود ـ إذ لم يكن يحلم الملياردير الأسترالي روبرت مردوخ مالك محطة فوكس نيوز اليمينية المتشددة بأن يساهم السعوديون الوهابيون في تمويل إمبراطوريته الإعلامية التي تعرف بمعاداتها للإسلام ودعمها المطلق لإسرائيل في كل نشرة فالوليد بن طلال جعل ذلك ممكناً في ظل صمت رجال الدين والمثقفين السعوديين الذين يكفرون المسلمين من الشيعة لا لشيء سوى لكونهم من أتباع أهل البيت ويصدرون في سبيل ذلك الفتاوى التي تبيح سفك دماء الشيعة وهدم قبور أئمتهم (عليهم السلام).
وها هم اليوم يشاركون في دعم شركة يهودية.
مع الإشارة إلى أن شركة (المملكة القابضة) - التي يملكها عضو العائلة السعودية الوليد بن طلال – تسيطر على ٧/٣٠ % ٢،٦ مليار دولار من أسهم شركة (نيوز كورب) العائدة إلى محطة (فوكس نيوز) الأمريكية وشبكات محطة فوكس.
ويمكن للمواطن السعودي في كل من الرياض والقصيم ومكة الاكتتاب وشراء أسهم (المملكة القابضة) والتي تمول بشكل مباشر (فوكس نيوز) ومالكتها (نيوز كورب) ويحتفظ الوليد بعلاقة مباشرة مع شريكه روبرت مردوخ الذي يعيش في نيويورك وتم طرح أسهم المملكة القابضة للتداول.
ومن الجدير بالذكر انه منذ شراء الوليد أسهماً في شركة مردوخ توقفت المحطة كليا عن انتقاد الحكومة السعودية وأفراد الأسرة الحاكمة، كما توقفت عن استضافة أي معارض أو ناقد للحكومة السعودية وسياساتها إلا إنها لم تكف عن مهاجمة الإسلام ومناصرة المصالح اليهودية أينما وجدت وبأي شكل كان وإن كان الهدف منها القضاء على الإسلام وتشويه فكرة التشيع وضربها في الصميم من خلال تمويل حركات عقائدية هدامة تمس كيان المجتمع.
المبحث الرابع: الإعلام اليهودي الهوليودي والسياسة الأمريكية
اعتبر العديد من النقاد أن هوليوود وواشنطن تعودان إلى نفس المكونات الأساسية وأنهما تسيران في خط واحد وتعملان لتحقيق هدف مشترك.
ويبدو أن هذا الإعداد المسبق هو الخوف من المجهول والمصير المحتوم المتوقع لهم على يد الإمام ونبي الله عيسى، فقد ورد في تفسير الآية ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ ذهب علي بن إبراهيم في تفسيره مسنداً إلى شهر بن حوشب قال: قال الحجاج يا شهر آية في كتاب الله أعيتني، فقلت: أيها الأمير أي آية هي؟ فقال: ﴿وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾ قال إني لآمر باليهودي والنصراني فتضرب عنقه ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يجمد. فقلت: أصلح الله الأمير، ليس على ما تأولت، قال: كيف هو؟ قلت: إن عيسى (على نبينا واله وعليه السلام) ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا غيره إلا آمن به قبل موته ويصلي خلف المهدي (عجّل الله فرجه).
وفي خطاب لجيري فولويل في إسرائيل عام ١٩٧٨ قال: إن الله يحب أمريكا لان أمريكا تحب إسرائيل وتجسيدا لما قيل أعلاه فقد لعب الإعلام والسينما الأمريكية – اليهودية – دورا بارزا في التمهيد لقيام هذه المعركة من خلال إعداد العدة اللازمة لمواجهة المسلمين بقيادة الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) إلى درجة إنهم قاموا بإنتاج فيلم عرضته قناة (أم بي سي) يوم ١٢ تموز عام ٢٠٠٦ حمل اسم هرمجدون بطولة بروس ويلز.
ويقول الدكتور جاك شاهين مؤلف كتاب (العرب قوم سوء.. كيف استطاعت هوليوود تشويه أمة) إن المسؤولين على الأفلام في وزارة البنتاغون يريدون دوما صورة جيدة في هوليوود. كما اكتشف، خلال بحثه الطويل في السينما الأميركية الذي امتد لمدة ٢٠ عاما، أن البنتاغون والجيش والبحرية والحرس الوطني الأمريكي، كلها جهات حكومية تحرص على وضع كل عدتها وعتادها تحت تصرف منتجي هوليوود، لإنتاج أفلام جماهيرية قوية ومؤثرة هدفها تمجيد انتصار أميركا على أنماط الشر المتمثلة بالمسلمين. كما أن أفلاما مثل (قواعد اللعبة) عام ٢٠٠٠، (وأكاذيب حقيقية) عام ١٩٩٤، (والقرارات النافذة) عام ١٩٩٦، و(ضربة الحرية) ١٩٩٨ ساهم فيها مكتب التحقيقات الفيدرالي (أف بي آي) مباشرة بدعم منتجي هذه الأفلام، وكذلك في فيلم (الحصار) عام ١٩٩٨ والذي تدور قصته حول قيام أمريكيين من أصول عربية بهجوم مسلح على مدينة مانهاتن الأمريكية.
وبعد هجمات ١١ سبتمبر شكلت لجنة من مستشاري الرئيس الأميركي جورج بوش الابن وقيادات حزبه وكبار صناع السينما الأميركية بضرورة شحذ الرأي العام لخوض حرب طويلة ضد ما أسموه الإرهاب الذي صار رمزه المعلن العربي والمسلم الذي يبدو انه سيحل بدلا من الهنود الحمر والروس والألمان كعدو للأميركيين داخل الشاشة وخارجها.
وهنا يبدو لكل باحث نير يحاول الوصول إلى الحقيقة ان كل ما يجري إنما هو تسخير للطاقات وبذل الجهد لغرض الوقوف بوجه العرب والمسلمين وأتباع أهل البيت (عليهم السلام) سيما أن من يقيم دولة الحق والعدل، ويؤسس الدولة العالمية هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
فقد ورد عن جابر قال: دخل رجل على أبي جعفر الصادق (عليه السلام) فقال له: .... ثم قال: ويستخرج التوراة وسائر كتب الله (عز وجل) من غار بإنطاكية ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الإنجيل بالإنجيل وبين أهل الزبور بالزبور...
الخاتمة:
صفوة القول إننا أمام حرب هذه الحرب أبشع وأشرس من الحرب المعلنة إنها حرب الأفكار والقيم والمعتقدات فهم يحاولون زج أفكارهم الهدامة بأية طريقة كانت سواء كانت بصورة فيلم يجسد أفكارهم بشكل علني أو مبطن أو بصورة فيلم كارتوني يستقطب انتباه الأطفال لغرض القضاء على الفطرة السليمة المودعة لديهم وتلويثها بأفكار مادية إلحادية تستهدف النيل من الإسلام والمسلمين والإساءة إلى رموز هذا الدين المتمثل بالخاتم وأهل بيته وما ذلك إلا لخوفهم من تحقق إرادة الرب على الأرض باستخلاف المؤمنين وهو ما يحققه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذي يحتج عليهم بكتابهم.