إحدى شخصيات الظهور، وهو رجلٌ أموي ينتسب إلى خالد بن يزيد بن معاوية كما عن روايات الفريقين، يظهر في بلاد الشام ويستولي على أقاليمها فيجعلها دولة واحدة، ويدفعه طموحه في التوسع فضلاً عن تأمين أمن دولته وخشيته من الكيانات المعارضة التي تتخذ الكوفة مركزاً لها أن يتحرك بجيشه إلى الكوفة ويوقع فيها مجزرةً عظيمة يروحُ ضحيتها المئات من شيعة أهل البيت عليهم السلام بل يقتلهم على مجرد تسمياتهم دون التحقق من هوياتهم فيتوجه اليماني إلى الكوفة لمناصرتها والدفاع عنها وسيكون وصوله مزامناً لدخول السفياني إليها فتقع بينهما معارك عظيمة. عندها يتوجه إلى المدينة ليوقع فيها القتل والتنكيل ويعبث في الحرمات فساداً، ثمّ يتوجه إلى مكّة فيخسف الله بجيشه في البيداء فلا يبقى منه إلا نذير وبشير، بعد أن يدير الله وجوههما إلى أقفيتهما آيةً منه تعالى على صحة ما عليه الإمام عليه السلام ومشروعية حركته الإلهية، فيتجه النذير إلى السفياني فيخبره ما حل بجيشه من خسف، ويتوجه البشير إلى الإمام المهدي عليه السلام ليخبره بالفتح والنصر المبين وما ألحق الله بجيش السفياني من دمارٍ وخسف، فيثبت الله قلوب المؤمنين بما يشاهدونه من معجزة الخسف ويطلب عند ذاك البشير العفو من الإمام عليه السلام ويتوب على يديه ويرجعه الإمام عليه السلام إلى طبيعته بعد أن علم الناس بما حل بجيش السفياني، عند ذاك يجد السفياني نفسه محاصراً من قوى الإمام عليه السلام ومطارداً من قبل رجاله فيُلقى القبض عليه ويُأتي به إلى الإمام عليه السلام، فتحبط عندئذ محاولات السفياني في صده لحركة الإمام ومحاوله إيقافها عبثاً ويستفاد من الروايات أن السفياني متعدد أي شخصيتان: السفياني الأوّل، والسفياني الثاني.
فالسفياني الأوّل:
مرواني يخرج ليمهد لحركة السفياني _ كما يستفاد ذلك من الروايات _ ولعله هو أحد قادته أو ممن ينتسب إلى حركته أو ممن يؤمن بما يؤمن به السفياني من محاولة القضاء على حركة الإمام عليه السلام أي يتفق معه في الأهداف والاستراتيجيات. إلاّ أنه لم يوفق في حركته فيتضاءل تحت تأثير حركاتٍ مؤيدةٍ للإمام عليه السلام.
السفياني الثاني:
وهو المشار إليه في الروايات وينصرف مصطلح السفياني إليه وهو أموي ينتسب إلى خالد بن يزيد بن معاوية وقد أشرنا إلى بعض شؤنه.