اللقاء (٣): يونس بن أحمد الجعفري (*) (١)
أحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ، عَنْ أبِي الْحَسَن مُحَمَّدِ بْن عليًّ الشُّجَاعِيَّ الْكَاتِبِ، عَنْ أبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْن إِبْرَاهِيمَ النُّعْمَانِيَّ، عَنْ يُوسُفَ بْن أحْمَدَ الْجَعْفَريَّ، قَالَ: حَجَجْتُ سَنَةَ سِتّ وَثَلاَثِمِائَةٍ وَجَاوَرْتُ بِمَكَّةَ تِلْكَ السَّنَةَ وَمَا بَعْدَهَا إِلَى سَنَةِ تِسْع وَثَلاَثِمِائَةٍ ثُمَّ خَرَجْتُ عَنْهَا مُنْصَرفاً إِلَى الشَّام، فَبَيْنَا أنَا فِي بَعْض الطَّريقِ وَقَدْ فَاتَتْنِي صَلاَةُ الْفَجْر فَنَزَلْتُ مِنَ الْمَحْمِل وَتَهَيَّأتُ لِلصَّلاَةِ فَرَأيْتُ أرْبَعَةَ نَفَرٍ فِي مَحْمِلٍ، فَوَقَفْتُ أعْجَبُ مِنْهُمْ فَقَالَ أحَدُهُمْ: مِمَّ تَعْجَبُ؟ تَرَكْتَ صَلاَتَكَ، وَخَالَفْتَ مَذْهَبَكَ، فَقُلْتُ لِلَّذِي يُخَاطِبُني: وَمَا عِلْمُكَ بِمَذْهَبِي؟
فَقَالَ: تُحِبُّ أنْ تَرَى صَاحِبَ زَمَانِكَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَأوْمَأ إِلَى أحَدِ الأرْبَعَةِ، فَقُلْتُ: إِنَّ لَهُ دَلاَئِلَ وَعَلاَمَاتٍ؟ فَقَالَ: أيُّمَا أحَبُّ إِلَيْكَ أنْ تَرَى الْجَمَلَ وَمَا عَلَيْهِ صَاعِداً إِلَى السَّمَاءِ، أوْ تَرَى الْمَحْمِلَ صَاعِداً إِلَى السَّمَاءِ؟
فَقُلْتُ: أيُّهُمَا كَانَ فَهِيَ دَلاَلَةٌ، فَرَأيْتُ الْجَمَلَ وَمَا عَلَيْهِ يَرْتَفِعُ إِلَى السَّمَاءِ وَكَانَ الرَّجُلُ أوْمَأ إِلَى رَجُلٍ بِهِ سُمْرَةٌ وَكَانَ لَوْنُهُ الذَّهَبَ بَيْنَ عَيْنَيْهِ سَجَّادَةٌ.
الهوامش:
(*) موسوعة توقيعات الإمام المهدي عليه السلام لمحمد تقي أكبر نژاد
(١) الغيبة للطوسي ج ٣ ص ٢٥٧_ فصل.... ص: ٢٥٣.
بحار الأنوار ص ٥ ج ٥٢ باب ١٨_ ذكر من رآه صلوات الله عليه.