محمّد بن عليّ المعروف بابن أبي العزاقر.
من أدعياء السفارة كذباً، كان في أوّل أمره مستقيماً صحيح العقيدة، وكانت تخرج توقيعات الإمام عليه السلام على يده عن طريق الحسين بن روح وكان له كتاب التكليف وكتاب التأديب وكتاب الغيبة وكتاب الأوصياء وكتب أخرى ذكرها النجاشي.
ادعى السفارة حسداً للحسين بن روح وأظهر مقالات منكرة وقال بالحلول والتناسخ.
كان معروفاً عند بني بسطام وكانوا يعتقدون به فلما ارتد بقوا على اعتقادهم به حتّى أخذ يدلّس عليهم ويغرر بهم. تصدى له الحسين بن روح وكتب إلى بني بسطام بلعنه والبراءة منه، إلاّ أن الشلمغاني أوهم بني بسطام بدجله فادعى أن لقول الحسين بن روح باطناً وظاهراً، وهو أن اللعنة بمعنى الابعاد وهو لا يعني إلاّ الدعاء له بالابعاد عن النار، هكذا حاول الشلمغاني تغرير بني بسطام ومخادعتهم مستغلاً طيبهم وبساطتهم واعتقادهم البريء، إلاّ أن ذلك لم يمنع بني بسطام وغيرهم من الشيعة من الوقوف على حقيقته واكتشاف خداعه ودجله وذلك بعد أن صدر من الإمام عليه السلام توقيعاً يأمر بلعنه والبراءة منه وجاء في نص التوقيع الشريف:
(ان محمّد بن عليّ المعروف بالشلمغاني وهو ممن عجّل الله له النقمة ولا أمهله، قد ارتد عن الإسلام وفارقه، وألحد في دين الله، وادعى ما كفر معه بالخالق جل وعلا، وافترى كذباً وزوراً، وقال بهتاناً وإثماً عظيماً، كذب العادلون بالله وضلّوا ضلالاً بعيداً، وخسروا خسراناً مبيناً.
واننا قد برئنا إلى الله تعالى وإلى رسوله وآله صلوات الله وسلامه ورحمته وبركاته عليهم منه، لعناه عليه لعائن الله تترى من الظاهر والباطن في السر والعلن، وفي كل وقت وعلى كل حال، وعلى من شايعه وتابعه أو بلغه هذا القول منا، وأقام على توليه بعده.
وأعلمهم أننا من التوقي والمحاذرة منه على ما كنا عليه ممن تقدمه من نظرائه من الشريعي والنميري والهلالي والبلالي وغيرهم، وعادة الله عندنا جميلة، وبه نثق وإياه نستعين وهو حسبنا في كل أمورنا ونعم الوكيل).
ينتهي بالشلمغاني الأمر إلى ادعاء الربوبية وهذا الأمر لم يحتمله حتّى الخليفة العباسي الراضي حينما رفع أمره إليه، وكانت دوافع الراضي العباسي في القاء القبض على الشلمغاني سياسية فضلاً عن كونها عقائدية بعد ادعائه الحلول والتناسخ فضلاً عما ذُكر عنه أنه ادعى الإلوهية كما وجد ذلك موثقاً في مراسلات أصحابه إليه.