دأب الشيعة الإمامية أن يطلقوا على الإمام المهدي عليه السلام تسمية (صاحب الدار)، وهي أحد الألقاب التي تعاطاها الشيعة ضمن أدبيات الغيبة حفاظاً على شخص الإمام والامعان في سرية مهمته المقدسة. كان هذا الاصطلاح وأمثاله فعالاً أبّان الغيبة الصغرى وحاجة الشيعة إلى الرمزية في تعاملها مع ألقاب الإمام أو في تشخيصه كذلك، في حين تقل الحاجة إلى استخدام هذا المصطلح كلما تقادم الزمن ومرت الغيبة بمرحلةٍ جديدة أهمها اتساع القواعد الشعبية المناصرة للإمام عليه السلام وقلة اللجوء إلى ظرف التقية التي تلجأ إليها الشيعة وقتذاك وصاحب الدار إشارة إلى دار الإمام الحسن العسكري عليه السلام وصاحبها هو الإمام الحجة عليه السلام الذي خلف والده فيها.
ولعل تداول هذا الاصطلاح في ذلك الوقت تأكيداً على حق الإمام الحجة عليه السلام بخلافة والده الإمام الحسن العسكري عليه السلام بعد دعوى عمه جعفر بأنه الوريث الوحيد لأخيه الحسن العسكري عليه السلام نافياً بذلك ولادة الإمام المهدي ووجوده، مما دفع الشيعة إلى تعاطي هذا الاصطلاح للاحتفاظ بحق الإمام الحجة عليه السلام بدار أبيه، أي التأكيد على ولادته ووجوده ووردت في كثير من الروايات والتوقيعات الشريفة هذه العبارة، (ورد عن صاحب الدار)، (رأيت صاحب الدار)، (أمرني صاحب الدار) إلى آخره من الروايات الدالة على هذا المصطلح.