أسئلة متعددة من المفضل للإمام الصادق عليه السلام حول المهدي وعلاماته وظهوره وغيرها..
ورد في كتاب: (الهداية الكبرى) لأبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي من علماء الشيعة المتوفى سنة:(٣٣٤هـ) انه قال: حدثني محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيان, عن أبي شعيب محمد بن نصير, عن ابن الفرات, عن محمد ابن المفضل عن أبيه المفضل بن عمر انه قال: سألت سيدي الصادق عليه السلام هل للمأمور المنتظر المهدي عليه السلام من وقت موقّت يعلمه الناس؟
فقال عليه السلام: حاش لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا.
قلت: يا سيدي ولم ذاك؟
قال: لأنه هو الساعة التي قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾(١).
[وهو الساعة التي قال الله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا﴾].
وقال: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ﴾(٢) ولم يقل إنها عند أحد, وقال: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا﴾(٣) .
وقال: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ﴾ (٤).
وقال: ﴿ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ * يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ﴾ (٥).
قلت: فما معنى يمارون؟
قال عليه السلام: يقولون متى ولد؟ ومن رأى؟ وأين يكون؟ ومتى يظهر؟ وكل ذلك استعجالا لأمر الله، وشكا في قضائه، ودخولا في قدرته أولئك الذين خسروا الدنيا وإن للكافرين لشر مآب.
قلت: أفلا يوقت له وقت؟
فقال عليه السلام: يا مفضل لا أوقّت له وقتا, ولا يوقت له وقت، إن من وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالى في علمه، وادعى أنه ظهر على سرّه، وما لله من سرّ إلا وقد وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضال عن الله الراغب عن أولياء الله، وما لله من خبر إلا وهم أخص به لسره، وهو عندهم وإنما ألقى الله إليهم ليكون حجة عليهم.
الهوامش:
(١) الأعراف, الآية: ١٨٧
(٢) لقمان, الآية:٣٤
(٣) محمد, الآية: ١٨
(٤) القمر, الآية: ١
(٥) الشورى, الآية: ١٧-١٨