سؤاله عن حركة الإمام عليه السلام بعد دخوله العراق؟
قال المفضل: يا سيدي ثم يسير المهدي إلى أين؟
قال عليه السلام: إلى مدينة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين.
قال المفضل: يا سيدي ما هو ذاك؟
قال: يرد إلى قبر جده صلى الله عليه وآله وسلم فيقول: يا معاشر الخلائق، هذا قبر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ فيقولون: نعم يا مهدي آل محمد.
فيقول عليه السلام: ومن معه في القبر؟
فيقولون: صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر، فيقول : وهو أعلم بهما والخلائق كلهم جميعا يسمعون: من أبو بكر وعمر؟
وكيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعسى المدفون غيرهما.
فيقول الناس: يا مهدي آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما ههنا غيرهما إنهما دفنا معه لأنهما خليفتا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأبوا زوجتيه.
فيقول للخلق بعد ثلاث: أخرجوهما من قبريهما، فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما، ولم يشحب لونهما.
فيقول: هل فيكم من يعرفهما؟
فيقولون: نعرفهما بالصفة وليس ضجيعا جدك غيرهما.
فيقول: هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشك فيهما؟
فيقولون: لا فيؤخر إخراجهما ثلاثة أيام، ثم ينتشر الخبر في الناس ويحضر المهدي عليه السلام ويكشف الجدران عن القبرين، ويقول للنقباء: ابحثوا عنهما وانبشوهما.
فيبحثون بأيديهم حتى يصلون إليهما.
فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهما على دوحة يابسة نخرة فيصلبهما عليها، فتحيى الشجرة وتورق ويطول فرعها.
فيقول المرتابون من أهل ولايتهما: هذا والله الشرف حقا، ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما، ويخبر من أخفى نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما وولايتهما، فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهدي عليه السلام: كل من أحب صاحبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وضجيعيه، فلينفرد جانبا، فتتجزء الخلق جزئين أحدهما موال والآخر متبرئ منهما.
فيعرض المهدي عليه السلام على أوليائهما البراءة منهما فيقولون: يا مهدي آل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نحن لم نتبرأ منهما، ولسنا نعلم أن لهما عند الله وعندك هذه المنزلة، وهذا الذي بدا لنا من فضلهما، أنتبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت؟
من نضارتهما وغضاضتهما، وحياة الشجرة بهما؟
بل والله نتبرأ منك وممن آمن بك ومن لا يؤمن بهما، ومن صلبهما، وأخرجهما، وفعل بهما ما فعل فيأمر المهدي عليه السلام ريحا سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية. ثم يأمر بانزالهما فينزلان إليه فيحييهما باذن الله تعالى ويأمر الخلائق بالاجتماع، ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور حتى يقص عليهم قتل هابيل بن آدم عليه السلام، وجمع النار لإبراهيم عليه السلام، وطرح يوسف عليه السلام في الجب، وحبس يونس عليه السلام في الحوت، وقتل يحيى عليه السلام، وصلب عيسى عليه السلام وعذاب جرجيس ودانيال عليهما السلام، وضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار على باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام لاحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبرى فاطمة بالسوط، ورفس بطنها وإسقاطها محسنا، وسم الحسن عليه السلام وقتل الحسين عليه السلام، وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره، وسبي ذراري رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإراقة دماء آل محمد عليهم السلام، وكل دم سفك، وكل فرج نكح حراما، وكل رين وخبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغشم منذ عهد آدم عليه السلام إلى وقت قيام قائمنا عليه السلام كل ذلك يعدده عليه السلام عليهما، ويلزمهما إياه فيعترفان به ثم يأمر بهما فيقتص منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر، ثم يصلبهما على الشجرة و يأمر نارا تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا.
قال المفضل: يا سيدي ذلك آخر عذابهما؟
قال: هيهات يا مفضل والله ليردن وليحضرن السيد الأكبر محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والصديق الأكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام وكل من محض الإيمان محضا أو محض الكفر محضا، وليقتصن منهما لجميعهم حتى أنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة، ويردان إلى ما شاء ربهما.
ثم يسير المهدي عليه السلام إلى الكوفة وينزل ما بين الكوفة والنجف، وعنده أصحابه في ذلك اليوم ستة وأربعون ألفا من الملائكة وستة آلاف من الجن، والنقباء ثلاثمائة وثلاثة عشر نفسا.