خسف البيداء في منطقة الحجاز
مجتبى السادة
خسف البيداء إحدى علامات الظهور الحتمية، وسيقع هذا الخسف في جيش السفياني بمنطقة الحجاز، ففي سنة الظهور يسيطر على منطقة الشام شخص يمثل رمزاً للحكام المسلمين المنحرفين الموالين للغرب والمناهضين للحق، يسمى (السفياني بناء على نسبه) هذا الشخص المنحرف يحقد على أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم، ويقوم بعدة أعمال إجرامية وشنعاء في العالم الإسلامي من قبيل احتلال العراق ومهاجمة إيران، كذلك يطمع في غزو الأراضي المقدسة في الحجاز، فعندما يصل إلى مسامعه خروج الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في مكة وضعف حكومة الحجاز وعجزها السياسي والعسكري، يرسل السفياني جيشاً ضخماً (لا يكون هو فيه) إلى المدينة المنورة لاحتلالها، فيعيث الجيش بمدينة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) خراباً ودماراً، وينهبها لمدة ثلاثة أيام، ويرتكب جنوده فيها المجازر بأمر منه، فيكسرون منبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويهدمون القبر الشريف، ثم يخرج الجيش من المدينة قاصداً غزو مكة المكرمة للقضاء على حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في بداية ظهورها، فإذا توسط الجيش البيداء وهي منطقة واقعة بين مكة والمدينة بعد انتهاء الجبال وبداية الأرض المستوية للمسافر من المدينة إلى مكة وعلى بعد اثني عشر ميلاً من منطقة (ذات الجيش)، وهي أرض بيضاء مسطحة قرب بدر الكبرى، حيث يصل الجيش منطقة البيداء فيأمر الله تعالى جبرائيل (عليه السلام) فيصرخ فيهم صرخة الغضب وينادي يا بيداء أبيدي القوم الظالمين، فتنخسف الأرض بهم وبقواتهم المسلحة، ولا يفلت منهم إلّا رجلان (بشير ونذير) يضرب الملَك على وجهيهما فتحول إلى القفا مصداق لقوله تعالى كما في سورة النساء آية ٤٧، فيذهب (البشير) إلى القائم (عجّل الله فرجه) ويبشره بهلاك جيش السفياني بالخسف ويتوب على يدي الإمام (عجّل الله فرجه)، والثاني (النذير) يذهب للسفياني بالشام ليحذره ويخبره بهلاك جيشه، ويموت نذير في الحال.
وعند مسير الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من مكة متوجهاً إلى المدينة المنورة يمر جيشه على موقع الخسف، فيخبر الإمام (عجّل الله فرجه) أنصاره وأعوانه بمكان الخسف.
ويعتبر هذا الحدث (الخسف) من المحتومات، ولا يقع في مكة لأن مكة المكرمة حرم آمن لا يمكن أن يخاف فيه المستجير، كما أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) قائد مذخور لليوم الموعود وهداية العالم، لا يمكن أن يُقتل ولابد من حمايته، ومن هنا تقتضي الضرورة والمصلحة إفناء هذا الجيش والقضاء عليه بفعل إعجازي إلهي، وتصبح مكة بعد هذا الخسف منطقة الأمان، لا يجرؤ أحد من القادة العسكريين أو الحكام السياسيين أن يذهب إليها لمحاربة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، فكل قائد أو ظالم يطلب منه ويكلف بالذهاب إلى مكة وغزوها للقضاء على الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يتراجع ويستقيل ولا يقبل، خوفاً من وقوع الخسف به، فيبقى حرم الله آمناً ويستقر الأمر للإمام المهدي (عجّل الله فرجه).