هي العلامات التي تشير إلى ظهور الإمام المهدي عليه السلام، وهي بمثابة ارهاصات، مبشرات أو منذرات لقرب ظهوره أو حلول يومه الموعود.
تعدُ علامات الظهور من أهم الآليات التي يستخدمها المكلف في تشخيص يوم الظهور، وبالمقابل فان علامات الظهور هي الآلية التي برمجتها فلسفة الغيبة ضمن استقطاب أكبر عددٍ من المؤيدين والأنصار للإمام عليه السلام.
فمن جهته لا يستطيع البعض أن يتعايش مع قضية الإمام عليه السلام إلاّ من خلال تماسه بحالاتٍ يلمسها من خلال ما أخبرت عنه بعض الروايات بوقوعها، حيث تحقق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّة الأطهار عليهم السلام وبعض الأصحاب قبل عقود دليلٌ على مصداقية وقوع ظهوره الشريف كلما تحققت إحدى هذه العلامات، ومن جهة أخرى فإن هذه العلامات فضلاً عن تحقق مصداقية دعوى المهدوية فهي كذلك تؤكد على الاعجاز النبوي ومعجزات الأئمّة عليهم السلام في اخبارهم بقضايا تحققت بعد عقود.
لم تكن علامات الظهور مجرد ثقافةٍ أو طرح أدبي يتعاطى في أدبيات الغيبة بقدر ما هي بشائر وانذارات لتصحيح مسارات الانتماء الفكري والعقائدي.
تقسم علامات الظهور من حيث قربها وبُعدها الزمني ليوم الظهور إلى:
أوّلاً: علامات بعيدة عن وقت الظهور.
ثانياً: علامات قريبة الظهور.
وقسمت علامات الظهور من حيث تحققها وعدمه إلى:
أوّلاً: علامات محتومة:
وتقسم إلى علامات محتومة لا يعتريها البداء، وعلامات محتومة يكون فيها البداء.
أ _ علامات محتومة لا يغيّرها البداء:
وهي العلامات الحتمية الوقوع لا تتخلف ولا تتأخر، ويلزم من تخلفها تكذيب المخبر بها منها:
خروج السفياني والصيحة وقتل النفس الزكية وظهور اليماني وغيرها.
ب _ علامات محتومة معلقة:
أي علامات معلّقة حتميتها على عدم طروء البداء وتغيره لها.
والبداء بمعنى تعليق أمر على آخر، أي تغير أمر بتغير شرائطه ومقتضياته التي يعلمها الشخص ويظن أن ذلك تمام الشرائط والمقتضيات لذلك الأمر في حين لم تتغير تلك الشرائط والمقتضيات في علم الله تعالى إذن فالبداء يطرأ على الشرائط والمقتضيات الموجبة للشيء حسب ما يظهر للناس لا ما في علمه تعالى، فإن علمه ثابتٌ لا يتغير ولا يتبدل.
هذه التغيرات تطرأ على تلك العلامات التي تكون محتومة حسب الشرائط والمقتضيات في حال توافرها، وإلاّ فهي لا يمكن لها التحقق والوجود دون ذلك.