السفير الرابع للإمام الحجة عليه السلام في الغيبة الصغرى.
تولى السفارة عند وفاة الحسين بن روح رضوان الله عليه عام ٣٢٦ هـ حتّى وفاته عام ٣٢٩ هـ .
تعد سفارة السمري من أحرج الفترات وأشدها وطأةً على الشيعة، وأصعبها ظرفاً أمنياً يعيشه المجتمع الشيعي في ظل ظروفٍ سياسيةٍ قاهرةٍ وكانت هذه الظروف السيئة باعثاً على تجميد فعاليات السفير الرابع وحصر نشاطاته في الأوساط الشيعية الملاحقة من قبل النظام. وبالرغم من تقليص أنشطة السفارة في هذا العهد فاننا نعد سفارة السمري من أبدع السفارات دقة وأعظمها تنظيماً في المحافظة على هيكلة القواعد الشيعية فضلاً عن القيام بمهمته السرية دون أن ينكشف أمره لتعين النظام على اكتشاف العلاقات السرية بين الإمام عليه السلام وبين قواعده في طريق السفير الرابع.
لم تدم سفارة السمري طويلاً حتّى وصله كتاب نعيٍ من الإمام عليه السلام ينعاه فيه وأن لا يوصي لأحدٍ بعده وهذا نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم
(يا عليّ بن محمّد السمري، أعظم الله أجر اخوانك فيك فإنك ميت ما بينك وبين ستة أيام، فاجمع أمرك ولا توصي إلى أحد فيقوم مقامك بعد وفاتك، فقد وقعت الغيبة التامة، فلا ظهور إلاّ بعد إذن الله تعالى ذكره، وذلك بعد طول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جوراً.
وسيأتي لشيعتي من يدعي المشاهدة، ألا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر. ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم).
وبالفعل ينتقل عليّ بن محمّد السمري إلى الرفيق الأعلى بعد ستة أيام أي في ٣٢٩ هـ دون أن يعهد إلى أحد، وبذلك تنتهي الغيبة الصغرى التي استمرت أربع وسبعين عاماً أو خمس وسبعين حسب سنة ولادة الإمام عليه السلام، وبدأت الغيبة الكبرى آملين منه تعالى أن يقرّ عيوننا بطلعته البهية وأن يكحل أنظارنا برؤيته ويجعلنا من أنصاره والذابين عنه.