أقلامهم تتحدث عن المهدي (عجّل الله فرجه) ودولة آخر الزمان (١)
نصوص نستقيها من مداد علماء أهل السنة وما خطته أقلامهم لتسطر لنا ألواحاً في حق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والانتظار وآخر الزمان والعدل الإلهي والقسط المحمدي
الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
للأزهر دور في ريادة التنوير الإسلامي والدفاع عن العقيدة في العصر الحاضر لا يكاد يخفى على أحد، ومن بين أولئك الذين تربعوا على سدة الرئاسة في مشيخة الأزهر هو الشيخ محمد الخضر حسين الذي جمع الجزائر أصلا وتونس ولادة، ودمشق والقسطنطينية هجرة، ومصر مدفناً فالشيخ الخضر الذي وقع عليه الاختيار لمشيخة الجامع الأزهر في سنة ١٩٥٢م، والذي لم يكن يتوقع أحد في ذلك الزمان أن يقع الاختيار عليه لكبر سنه، هذا الشيخ له مقال قيم نشرته مجلة (التمدن الإسلامي) وهي مجلة إسلامية اجتماعية تربوية أدبية تصدر آنذاك، في عددها الصادر في تشرين الأول من سنة ١٩٥٠م وعنوانه (نظرة في أحاديث المهدي (عليه السلام)) حيث يتحدث فيه الشيخ عن أن الأحاديث تنبئ بظهور رجل في آخر الزمان يقيم العدل ويحكم الناس بالشريعة الإسلامية وهو الإمام المهدي (عليه السلام)، وأن الناس ينتابهم شوق للوقوف على حقيقة الإمام المهدي (عليه السلام) وشأنه، سيما عندما يأتي أشخاص يدعون المهدوية أو تحدث حادثة غريبة في الأمة فذلك دعاني -والقول للشيخ الخضر- أن أبحث عن المهدي (عليه السلام) وأعرض ما استقر عليه نظري في هذه القضية مستندا إلى القواعد الصحيحة في الحديث.
ثم يبدأ الشيخ بتعريف الأحاديث المتواترة عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبعد بيان موجز عن الحديث المتواتر.
يقول الشيخ: (ومن هذا القبيل -أي من الحديث المتواتر- حديث المهدي (عليه السلام)، ثم يقسم الأحاديث الواردة في شأن المهدي (عليه السلام) إلى وجهين، أحاديث يصرح فيها باسمه ويذكر لذلك نماذج، والوجه الآخر أحاديث لم يصرح فيها باسم المهدي (عليه السلام) ويذكر لها نماذج أيضاً.
وكذلك يذكر أن كتب الأحاديث روت الوجهين، ثم يعقب على قضية أخرى قائلا إن أول من اتجه إلى نقد أحاديث الإمام المهدي (عليه السلام) في ما نعرف هو ابن خلدون، ويذكر هنا كلاما لابن خلدون بقوله: (ونحن نقول متى ثبت حديث واحد من هذه الأحاديث وسلم من النقد كفى في العلم بما تضمنه من ظهور رجل في آخر الزمان يسوس الناس بالشرع ويحكم بالعدل) ويقول: والصحابة الذين رويت من طرقهم أحاديث المهدي نحو (٢٧) صحابياً ويذكر أسماءهم، وبعد ذلك يقول إن بعض المنكرين لأحاديث المهدي ينكره، لأنه يرى أن هذه الأحاديث من وضع الشيعة).
ويرد عليه الشيخ قائلاً: (بأن هذه الأحاديث مروية بأسانيدها ومنها ما تقصينا رجال سنده فوجدناهم ممن عرفوا بالعدالة والضبط ولم يتهم أحد من رجال التعديل والتجريح بتشيع مع شهرة نقدهم للرجال).
هذه الكلمات التي اخترناها من المقال وهو طويل نسبي تؤكد على حالة كانت وما زالت من الوضوح بالمكانة التي لا يمكن أن تطمس أدلتها أو يقفز عليها من خلال بعض الشبهات، أو ترمى بأنها من اختلاق الشيعة، وشيئا فشيئا تسربت إلى كتب أبناء العامة.
فالقضية أكبر من ذلك كله، وحقيقتها واضحة، مما يفضح كل من يريد أن يكفّرها ويغطيها ليمنع الناس من رؤيتها.