عقيدة الإمامية في الرجعة ودابة الأرض
الشيخ عبد المحسن الصالحي
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُون وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُون﴾ (١).
المقدمة: الآية الأولى تتكلم حول دابةٍ تخرج منا لأرض قبل يوم القيامة إذا وجب العذاب على الذين لا يؤمنون بآيات الله تعالى فتكلمهم هذهِ الدابة بلسان يفهمونه، تقول لهم: ﴿أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لاَ يُوقِنُون﴾.
والآية الثانية تتكلم حول حشر قبل يوم القيامة يعني أنّ هناك قيامة صغرى فيها حشر لبعض الناس، وهناك قيامة كبرى يحشر فيها كل الناس، ومن هذهِ الآيتين وغيرهما استدل الإمامية على صحّة القول بالرجعة، وسنأتي على الآيتين بالشرح والتفصيل، أكثر خلال البحث إن شاء الله تعالى.
المبحث الأول: ما الدابة ومن تكون؟
الدابة هي ما يتحرك ويدب على الأرض وليس كما يتصوره بعضهم بأن الدابة هي الحيوان غير الإنسان، بل أن الدابة هي كل حيوان وتشمل الإنسان، وهذا واضح من خلال بعض الآيات القرآنية الكريمة، مثلاً في سورة هود الآية ٦ تقول: ﴿وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا﴾ من سورة النحل، تقول: ﴿وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ﴾(٢).
﴿إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُون﴾ (٣).
فإذن الدابة في القرآن الكريم تطلق على الإنسان لأنه يدبّ ويتحرك على الأرض ولذلك فان الدابة التي تخرج من الأرض تكلم الناس هي من الناس ولذلك فإن أغلب علماء الإمامية إن لم يكن جميعهم وكذلك كثير من علماء العامة ذكورا أن الدابة التي تخرج وتكلم الناس هو عليّ أمر المؤمنين (عليه السلام) وعلى هذا روايات وشواهد كثيرة جداً فقد ذكر المجلسي في البحار والقمي في تفسيره بسند معتبر عن الصادق (عليه السلام) قال: «انتهى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو نائم في المسجد قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه فحركه برجله، ثم قال قم يا دابة الله، فقال رجل من أصحابه: يا رسول الله أنسميّ بعضنا بعضاً بهذا الاسم؟ فقال لهم لا والله ما هو إلّا له خاصة وهو الدابة التي ذكر الله في كتابه (فإذا وقع ... الخ) ثم قال: يا علي إذا كان آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ومعك ميسم تسم به أعدائك»، وفي الأمثل ج١٢ ص١٠٥ وحق اليقين ج٢ ص٢٧٧ وأيضاً في هذين المصدرين عن القمي علي بن إبراهيم عن الصادق (عليه السلام) أن رجلاً قال لعمّار بن ياسر: في القرآن آية شغلت بالي وجعلتني في شك، قال عمار أية آية هي؟ قال آية (وإذا وقع القول ... الخ) فأية دابة هذهِ قال عمار والله ما أجلس ولا آكل ولا أشرب حتّى أريكها فجاء عمّار مع الرجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو يأكل طعاماً فلما بصر به الإمام (عليه السلام) قال يا أبا اليقظان هلم فجلس عمار وأقبل يأكل معه فتعجب الرجل منه فلما قام عمار قال الرجل سبحان الله يا أبا اليقظان حلفت أنك لا تأكل ولا تشرب ولا تجلس حتّى ترينيها، قال عمار: قد أريتكها إن كنت تعقل - وروى العامة عن أبي هريرة وابن عباس والأصبغ بن نباتة أنه أمير المؤمنين (عليه السلام) وروى العامة والخاصة أن علي(عليه السلام) قال في كثير من خطبه أن صاحب العصا والمسيم).
وروي عن كتاب (تأويل ما نزل من القرآن في النبي وآله) تأليف أبي عبد الله محمد ابن عباس بن مروان بإسناده عن الأصبغ بن نباتة. قال، قال لي معاوية؟ يا معشر الشيعة تزعمون أن عليا دابة الأرض فقلت نحن نقول اليهود تقول فأرسل إلى رأس الجالوت، فقال ويحك تجدون دابة الأرض عندكم، فقال نعم، فقال ما هي؟ فقال: رجل، قال: أتدري ما اسمه، قال: نعم اسمه إليا، قال فالتفت الي فقال ويحك ما أقرب إليا من علي.
وهناك رواية جميلة في كتاب حق اليقين ج٢ ص٢٨٦ عن أبي الطفيل، قال، قلت يا أمير المؤمنين (عليه السلام) قول الله (عَزَّ وَجَلَّ) (وإذا وقع الخ) ما الدابة؟ قال: يا أبا الطفيل إله عن هذا. فقلت يا أمير المؤمنين أخبرني عنه جعلت فداك، قال: هي دابة تأكل الطعام وتمشي في الأسواق وتنكح النساء، فقلت يا أمير المؤمنين من هو؟ قال هو رب الأرض الذي تسكن الأرض به فقلت يا أمير المؤمنين من هو؟ قال صديق هذهِ الأمة وفاروقها وربيُّها وذو قرنيها قلت يا أمير المؤمنين من هو؟ قال: الذي قال الله تعالى: (ويتلوه شاهد منه)، والذي (عنده علم الكتاب)، (والذي جاء بالصدق)، والذي (صدق به)، والناس كلهم كافرون غيره. قلت يا أمير المؤمنين فسمه لي. قال: قد سميته لك. يا أبا الطفيل، والله لو أدخلت علي عامة شيمتي الذين بهم أقاتل الذين أقروا بطاعتي وسموني (أمير المؤمنين) واستحلوا بها ومن خالفني، فحدثتهم ببعض ما أعلم من الحق في الكتاب الذي نزل به جبرائيل على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) لتفرقوا عني حتّى أبقى في عصابة من الحق قليلة أنت وأشباهك من شيعتي ففزعت وقلت يا أمير المؤمنين أنا وأشباهي نتفرق عنك أو نثبت معك؟ قال، بل تثبتون ثم أقبل عليّ، فقال: إن أمرنا صعب مستصعب لا يعرفه ولا يقر به إلّا ثلاثة ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن نجيب أمتحن الله قلبه للإيمان يا أبا الطفيل أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قبض فارتد الناس ضلالاً وجهالاً إلّا من عصمة الله بنا أهل البيت.
إذن الدابة التي تخرج بين يدي قيام الساعة هي إنسان توفاه الله تعالى قبل فترة طويلة من الزمان والآن رجع إلى الأرض مرة أُخرى وهو علي أمير المؤمنين (عليه السلام) وهذا عينه هو معنى الرجعة التي نقول بها نحن أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام).
المبحث الثاني: في معنى الرجعة والحكمة منها والرجعة هي عبارة عن حشر قوم عند قيام القائم (عجّل الله فرجه) ممن تقدم موته من شيعته وأولياءه وكذلك رجوع قوم من أعداءه، والرجعة تختص بمن محض الإيمان محضاً أومن محض الكفر أو النفاق محضاً.
وقال الشيخ المفيد (قدس سره) إن الله تعالى يحيي قوماً من أمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) دون من سلف من الأمم الخالية (المسائل السروية ٣٥) كما في محاضرات في الإلهيات ص٣٩٠.
وقد خالفه بعض العلماء من حيث أن الرجعة لا تختص بأمة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) بل في بعض الروايات أن الرجعة تشمل الأمم السالفة وهذا الرأي قد يستدل على صحة بالروايات التي تذكر عودة أصحاب الكهف ولعل آية نصرة الأنبياء في الحياة الدنيا تشير إلى هذا الرأي حيث نقول ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَاد﴾ (٤)، فروى القمي في تفسيره وسعد بن عبد الله عن الصادق (عليه السلام) قال ذلك والله في الرجعة أما علمت أن أنبياء الله كثيراً لم ينصروا في الدنيا وقتلوا والأئمة من بعدهم قتلوا ولم ينصروا في الدنيا فذلك في الرجعة) حق اليقين: ص٢٨٠، وفي آية أُخرى يخاطب الله تعالى الأنبياء فيقول لهم في سورة آل عمران الآية ٨١ ﴿ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ﴾ فأين تكون هذهِ النصرة؟
والفائدة من الرجعة هي تكامل الطائفة الأولى وهم الذين محضوا الإيمان محضاً التكامل الذي يليق باستعدادهم حيث يكون الأمر واضح لديهم من أنهم رأوا البرزخ ورأوا الحياة الثانية بخلاف المنافقين والكفار حيث أنهم لو رجعوا لعادوا لما نهو عنه كما يقول القرآن الكريم الآية ٢٨ من الأنعام.
وأيضاً يتكامل المؤمنون بنصرة إمامهم (عجّل الله فرجه) ومعونته ومشاهدة دولته ولذلك ورد في دعاء العهد الذي في الرواية لو قرأه المؤمن أربعين صباح يخرج عندما يظهر إمام الزمان (عجّل الله فرجه) ورد فيه (اللَّهُمَّ أخرجني من قبري مئتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي).
والفائدة من رجعة الطائفة الثانية وهم من محض الكفر محضاً هي الانتقام منهم لأوليائه والقتل بأيدي الأولياء وليبتلوا بالذل والخزي بما يشاهدونه من علو كلمة الله تعالى وليعرفوا لو كان الأمر بقي بيد من نصبهم الله تعالى من بداية الخلق لكانت الأرض والدنيا كلها في نعيم كما هي عليه من دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، لذلك ورد في رواية طويلة جداً عن المفضل بن عمر عن الصادق ذكرت في (حق اليقين السيد عبد الله شبر) ج٢ ص٣٠٠.
إن كل إمام يأتي ويشكو إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وكذلك تأتي الزهراء وتشكو إلى أبيها (صلى الله عليه وآله وسلم) وتذكر له ما فعل القوم من ظلمها وأخذ حقها وتمزيق كتابها وسقوط محسنها وسأله المفضل عن ﴿بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت﴾ فقال هو المحسن.
هذهِ هي عقيدة الإمامية بالرجعة والاعتقاد بهذه العقيدة من ضروريات المذهب أي أن الذي لا يعتقد بالرجعة ليس من الشيعة، ولذلك ورد في الأخبار عن أئمة الهدى (عليهم السلام) «ليس منا من لم يؤمن برجعنا أو كرتنا» ومع ذلك لا نقول بكفر من لا يعتقد بالرجعة بل يبقى مسلما لكنه ليس من الشيعة. ومع ذلك لدينا أدلة كثيرة جداً ومتينة في الدفاع عن عقيدتنا في الرجعة.
المبحث الثالث: الأدلة على الرجعة
وبعد ما تقدم في المبحث الأول والثاني من الأدلة على أحقية القول بالرجعة، ومع كل ذلك توجد أدلة منها الآية الثانية محل البحث، حيث تقول: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُون﴾.
فهذا الحشر الذي تذكره الآية ليس المقصود به الحشر الذي يحصل يوم القيامة لأن هذا حشر لبعض الناس وليس لكل الناس.
ومن المعلوم أن الحشر يوم القيامة يكون عاماً ولجميع الناس ولكل الأمم لقوله تعالى في سورة الكهف ٤٧ ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا﴾.
وكذلك الآية ١١ من سورة غافر تقول: ﴿رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيل﴾.
فالاحيائين الأول في الرجعة والثاني في القيامة والموتين الأول هذا الموت بعد الحياة هذهِ والثاني في الرجعة أي بعد الحياة للرجعة.
ومع كل هذهِ الآيات التي قسمت ودلّت بتفسيرها أو تأويلها أو بكليهما على لا رجعة توجد آيات أُخرى تذكر لنا رجعة أي حياة بعد موت وقع في الأمم السالفة، فقد قال رئيس المحدثين الصدوق (رحمه الله) في عقائد الإمامية اعتقادنا في الرجعة أنها حق وقد قال الله (عَزَّ وَجَلَّ): ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللّهُ مُوتُواْ ثُمَّ أَحْيَاهُمْ﴾ كان هؤلاء سبعين ألف بيت وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة فيخرج الأغنياء لقوتهم ويبقى الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون في الذين يخرجون ويكثر في الذين يقيمون فيقول الذين يقيمون لو فرجنا؟. لما أصابنا الطاغون ويقول الذين خرجوا لو أقمتا لأصابنا كما أصابهم فأجمعوا على أن يخرجوا جميعاً من ديارهم إذا كان وقت الطاعون، فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شط بحر فلما وضعوا وحالهم ناداهم الله موتوا فماتوا جميعاً فكنتهم المارة عن الطريق فبقوا بذلك ما شاء الله، ثم مر بهم نبي من أنبياء بين إسرائيل يقال له أرميا فقال لو شئت يا رب لأحيتهم فيعمروا بلادك ويلدوا عبادك وعبدوك مع من يعبدك فأوحى الله تعالى إليه افتحب أن أحييهم لك؟ قال فأحياهم الله وبعثهم معه فهؤلاء ماتوا ثم رجعوا إلى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم.
وقال الله (عَزَّ وَجَلَّ): ﴿أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىَ يُحْيِي هَذِهِ اللّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ فَانظُرْ إِلَى طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَانظُرْ إِلَى حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِّلنَّاسِ وَانظُرْ إِلَى العِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير﴾ سورة البقرة الآية ٢٥٩ فهنا مات مئة سنة ثم عاد وهو عزير، (حق اليقين ص٣٠٨) وكذلك في الآيتين (٥٥ - ٥٦) من سورة البقرة وكذلك الآية ١١٠ من سورة البقرة ضمن معاجز عيسى (عليه السلام) وكذلك (٧٢ - ٧٣) من سورة البقرة.
ونحن نعلم أن الحوادث التي حدثت في الأمم السالفة لابدّ أن تقع في الأمة الإسلامية لقول النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المتفق عليه عند الفريقين حيث قال (صلى الله عليه وآله وسلم): «تقع في هذهِ الأمة الفتن الواقعة في الأمم السابقة» صحيح البخاري ٩/١٠٢ و١١٢ كمال الدين ٥٧٦ لذلك قال الإمام الرضا(عليه السلام) للمأمون العباسي عن الرجعة (إنها حق قد كانت في الأمم السابقة ونطق بها القرآن وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يكون في هذهِ الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة» محاضرات في الالهيات ص٣٩١.
و لذلك نحن نخاطب الأئمة في الزيارة الجامعة المروية في الكافي والتهذيب عن الهادي (عليه السلام) ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أيامكم وتقر عينه غداً برؤيتكم»
وفي زيارة الأربعين (وأشهد أني بكم مؤمن وبإيابكم موقن).
وقد ورد عن الصادق (عليه السلام) قال: «أول من يرجع إلى الدنيا الحسين بن علي فيملك حتّى يسقط حاجباه على عينه من الكبر» منتخب ميزان الحكمة ص٢٧٠.
و ذكر القطب الراوندي في الخرائج وغيره بإسناده عن جبار بن عبد الله عن أبي جعفر، قال قال الحسين لأصحابه قبل أن يقتل إن رسول الله، قال لي يا بني إنك تساق إلى العراق وهي أرض قد التقى بها النبيون وأوصياء النبيين وهي أرض تدعى (غمورا) وإنك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك لا يجدون ألم مس م الحديد وتلا (يا نار كوني الخ ) يكون الحرب برداً وسلاماً عليك وعليهم فابشروا فو الله لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا قال ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من تنشق الأرض عنه فأخرج خرجة توافق خرجة أمير المؤمنين وقيام قائمنا ... الخ والرواية طويلة وجميلة في حق اليقين ص٢٨٤.
الخاتمة:
إما أن تكون على هذا الوضع وإما أن تؤخر الحكمة من وراء الرجعة.
المصادر:
١ - الأمثل في تفسر كتاب الله المنزل للشيرازي.
٢ - منتخب ميزان الحكمة للسيد حميد الحسيني.
٣ - محاضرات في الإلهيات للشيخ علي الرباني.
٤ - حق اليقين للسيد عبد الله شبر.
الهوامش:
(١) سورة النمل: الآيتان ٨٢ - ٨٣.
(٢) سورة النحل: الآية ٦١.
(٣) سورة الأنفال الآية ٢٢.
(٤) سورة غافر: الآية ٥١.