الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٢٤٠) ما وفرته الحضارة المادية للعالم من شقاء
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٢٤٠) ما وفرته الحضارة المادية للعالم من شقاء

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: محمود جابر تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٤ المشاهدات المشاهدات: ٣٢٥٧ التعليقات التعليقات: ٠

ما وفرته الحضارة المادية للعالم من شقاء

محمود جابر

من ينظر في آفاق الأرض تأخذه رعدة خوف من هول ما يقع بالناس أفراداً وجماعات ودول.
ففي أرقى دول العالم حضارةً وتقدماً يعيش ملايين الناس بلا طعام وبلا مأوى، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لم توفر لهم هذه الحضارة الإنسانية المادية والتقدم العلمي سوى كل شقاء، وراء هذا الإهدار للإنسانية تقف نظم وجماعات شديدة النهم والشره للمال والنفوذ والسيطرة بشكل يثير الرعب ويدفع الفرائص للارتعاد. الحياة اليوم أصبحت على فوهة بركان يوشك أن ينفجر.
في عالمنا المعاصر يموت طفلٌ دون سن العاشرة جوعاً كل سبع ثوان، وغالباً ما يكون ضحيةً لضرورة وحيدة يفرضها سادة العالم هي ضرورة الربح بلا حدود. إن سادة العالم الجدد هم أصحاب رؤوس الأموال العالمية، فمن هم ومن أين يستمدون سلطتهم، وكيف نقاومهم؟ هنالك نهَّابون في قلب السوق العالمي هم أصحاب البنوك وكبار مسؤولي الشركات العابرة للقارات ومديرو التجارة العالمية. إنهم يراكمون الأموال، يهدمون الدولة ويخربون الطبيعة والبشر.
وهنالك مرتزقة يخدمون أولئك النهَّابين في قلب منظمة التجارة العالمية والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وربما قاطعني أحدهم معترضاً ومستنكراً وما هو الجديد تحت الشمس؟ فالدنيا منذ بدء الخليقة، فمنذ خروج آدم من الجنة والإنسان يعيش في كبد وضيق وتسوقه نوازع شهوانية - إلّا من رحم ربى وقليل هم -، فمن شح الأغنياء وتسلط المتسلطين وافتراء المفترين، ألا تعلم أن الإنسان الأول قتل أخاه ظلماً وعدواناً وبغياً بغير حق، ولم تفلح كل محاولات أخيه له في أن يجعله يعدل عن ظلمه وقتله له؟ فالفساد ظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، فما الجديد لديك حتى تسوِّد هذه الصفحات بالأفكار التي نلوكها منذ سنين دونما فائدة؟
وربما لا أختلف مع هذا المعترض شكلاً، فهذه الحالة يمكن أن نصفها بالقنوت أو طول الانتظار وبالاصطلاح (فتنة الانتظار)، وهذه الفتنة يمكن للمعرفة أن تقضي عليها إذا كنا متحلين بشعار (إن الصبر مفتاح الفرج) بمعنى أن نكون أصحاب تفرج فقط.
ألا تتفق معي أيها القارئ الكريم أنه رغم وجود الشر منذ أن خلق الله الإنسان بَيد أنه ظل محدوداً، وأنه اليوم خرج من محدوديته وأصبح ذائع الصيت وواسع الانتشار، وأن أمراض العالم الأخلاقية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية أصبحت متشابهة إلى حد التماهي والتطابق، وأن الأمراض الفتاكة والخطرة أصبحت تضرب بالإنسان وتنتقل من طول العالم وعرضه، إضافة إلى انتشار الجريمة حيث أصبح العنف والإرهاب سمة غالبة على أصحاب المذاهب الفلسفية والعقائدية مضفين عليها طابع القداسة والجهاد بمدح فاعليه؟
وأصبح لكل ألوان هذا الشر طابعاً معولماً، ألا تتفق معي أن ما يحدث اليوم هو أن الأرض قد امتلأت جوراً وعدواناً وظلماً، بالمعنى الذي ورد في روايات النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الخصوص، وأن الذي مضى كانت موجات متعاقبة من الشر، على النحو الذي نصت عليه بعض الروايات، بَيد أننا نعيش اليوم مرحلة جديدة من مراحل الحياة الإنسانية، أصبح الشر فيها شراً مطلقاً معولماً، وأن العدل والسلام أصبحا اليوم رغبة ملحة لدى كل أهل الأرض؟

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016