أقلامهم تتحدث عن المهدي (عجّل الله فرجه) ودولة آخر الزمان (٣)
نصوص نستقيها من مداد علماء أهل السنة وما خطته أقلامهم لتسطر لنا ألواحاً في حق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والانتظار وآخر الزمان والعدل الإلهي والقسط المحمدي
الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
لا تخلو الجهود التي يبذلها أصحاب التحقيق والترتيب من فوائد علمية جمة، ومن بين المجاميع المؤلفة لغرض جمع الأصول المعتمدة لدى أبناء العامة هو كتاب (التاج الجامع للأصول في أحاديث الرسول) والذي جمع مؤلفه الشيخ (منصور بن علي ناصف) والذي يعد من علماء الحديث المصريين وكان من مدرسي وعلماء المدرسة الزينبية في القاهرة، فلقد جمع في كتابه الأصول الخمسة صحيح البخاري ومسلم وسنن أبي داوود وجامع الترمذي والمجتبى للنسائي.
حيث قال في مقدمة هذا الكتاب: (هذه هي الأصول الخمسة التي اشتهرت في الأئمة وارتضتها، لما لها من مكانة علياً في الحديث والتي فاقت كل كتاب ظهر إلى الآن ، لأنها جمعت من الشريعة ما عز وغلى ثمنه بل هي الشريعة كلها)، وجاء في هذا الكتاب الذي عليه تعليقة سماها (بغية المأمول في شرح التاج لجامع الأصول) في الجزء الخامس من طبعته الثانية المطبوعة في دار الأحياء (الكتب العربية) في كتاب (الفتن وعلامات الساعة) في الباب السابع هذا العنوان: (في الخليفة المهدي رضي الله عنه)، قال: (اشتهر بين العلماء سلفاً وخلفاً أنه في آخر الزمان لابدّ من ظهور رجل من أهل البيت يسمى المهدي (عليه السلام) يستولي على الممالك الإسلامية ويتبعه المسلمون ويعدل بينهم ويؤيد الدين وبعده يظهر الدجال وينزل عيسى (عليه السلام) فيقتله أو يتعاون عيسى مع المهدي (عليه السلام) على قتله).
وقد روى أحاديث المهدي (عجّل الله فرجه) جماعة من خيار الصحابة وخّرجها أكابر المحدثين كأبي داوود والترمذي وابن ماجة والطبراني وأبي يعلي والبزاز والإمام أحمد والحاكم ولقد أخطأ من ضعف أحاديث المهدي (عجّل الله فرجه) كلها كابن خلدون وغيره وقال في موضع آخر معلقاً: على حديث أبدال الشام وعصائب أهل العراق: عصائب أهل العراق خيارهم وأبدال الشامي أولياؤه وعباده ولأحمد بسند صحيح الأبدال في هذه الأئمة ثلاثون رجلاً قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن كلما مات رجل أبدله الله مكانه رجلاً. ويعلق في موضع آخر ليقول: فهو من نسل علي، وحديث المهدي من ولد العباس عمي غريب وضعيف جداً.
فهذه الكلمات التي تنبع من أفواه الرجال تشكل حلقات في سلسلة العقيدة المهدوية لا يمكن نقضها، إذ أنها قد أبرمت إبراما وحيكت حياكة ليس ليد البشر أن تنقضها، كيف ذلك وهي حياكةٌ إلهية بخيوط وحيانية صاغتها يد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحافظت عليها كلمات العلماء.