الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الصفات والمقام
محمد رضا حكيمي
الصفات:
جمع المحدثون المعتبرون -من الشيعة وأهل السنة- صفات وشمائل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في كتبهم، في ضوء أحاديث كثيرة جاءت عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)، والإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والأئمة الأطهار (عليهم السلام)، وهي أنه:
حنطي اللون، أزج الحاجبين، عيناه سوداوان جذابتان واسعتان، عريض المنكبين، أقنى الأنف، أفرق، براق الثنايا، عظيم مشاش المنكبين، قوي في بدنه، شثن الكفين، شاحب الوجنتين يميل إلى الصفرة -على أثر قيام الليل-، على خده الأيمن خال، مفتول العضلات، في رأسه ذؤابة، مربوع القامة، غصن بان، وقضيب ريحان، هيوب مع هيبته، يشق رأسه في باذخ السؤدد، نافذ النظرات، لو صاح بين الجبال لاندكت صخورها، ويملأ نداؤه الآفاق.
المقام:
يرى المحدثون وعلماء الإسلام أن التكامل الروحي للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبلوغه مركز الإمامة في سن الصغر يتفق مع ماضي عيسى المسيح (عليه السلام)، ويحيى بن زكريا (عليهما السلام) اللذين جاء ذكرهما في القرآن الكريم، وقالوا: بين كتفيه أثر يشبه أثر النبوة، وهو صاحب علم وافر، وحكمة بالغة، ولديه تركة الأنبياء.
الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ابن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومن أولاد السيدة المكرمة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وهو الإمام التاسع من ذرية الإمام الحسين (عليه السلام)، وتكون سلسلة آبائه صعوداً نحو الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) (٩) الحسن العسكري (٨) علي النقي(٧) محمد التقي(٦) علي بن موسى الرضا (٥) موسى بن جعفر (٤) جعفر بن محمد الصادق (٣) محمد بن علي الباقر (٢) علي بن الحسين (١) الحسين بن علي (عليهم السلام).
هذا هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بهذه المقامات، وبهذه الخصوصيات، وعشرات الدلائل والاشراطات التي تقارن ظهوره وتسبقه وتلحقه، لتكون مؤشرات على واقعية قضيته (عجّل الله فرجه)، وأنه إمام جاء النص معينا له.
والإمام المهدي (عجّل الله فرجه) غائب الآن، وهو خليفة الحق، والولي المطلق، وهو خاتم الأولياء، ووصي الأوصياء، والمنقذ الأخير والقائد العالمي، والثوري الأكبر، والمصلح الأعظم، يعتمد الكعبة منطلقاً، ويأخذ راية رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده، ويحيي دين الله مطبقاً أحكام الله على أرجاء المعمورة. وهو يأتي بالسيف ليعيد الأرض التي ملئت بالظلم والجور مليئة بالرحمة والعدل.