الحاجات البشرية لدولة العدل الإلهية
محمد علي محفوظ
أيها الأحبة عندما يخرج الإمام (عجّل الله فرجه) ودققوا في كلمة (يخرج) حيث أنه لم تأت أية رواية لا عند العامة ولا عند أتباع أهل البيت تذكر أنه يولد.. نعم يخرج الإمام (عجّل الله فرجه) ليملأها قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. إن مفهوم الخروج عندنا هو للأسف مفهوم محدود يحتاج إلى تعميق وتوسيع البحث وتثقيف المجتمع ثقافة واقعية حقيقية علمية بالعقيدة بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) وشخصه ودوره وحركته في غيبته وبعد ظهوره (عجّل الله فرج) من حيث أن مفهومنا لكيفية بسط السلطة للإمام (عجّل الله فرجه) وكيفية نشر القسط والعدل في الأرض يكاد يكون ضيقاً نعم يخرج الإمام (عجّل الله فرجه) ليبسط القسط والعدل. يخرج بسيفه الذي هو رمز للسلاح الذي لا نعلم نحن ماهيته وكيفيته ليقتل الظلمة والمفسدين في الأرض والمنحرفين والمبدلين والمغيرين وشياطين الأرض من أعداء الله والإنسانية. نعم الإمام (عجّل الله فرجه) إنما يخرج ليبسط في أرض الله وبين خلقه النظام والدستور الإلهي من قوانين اجتماعية واقتصادية وسياسية وحقوقية وذلك من خلال التعاليم والقوانين والوصايا والأحكام والحقوق التي دعا إليها الأنبياء والأوصياء ومن خلال سيرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) ورسالته العالمية التي هي رحمة للعالمين وعلى نهج وخط وعلم الأئمة الأطهار. هو (عجّل الله فرجه) استمرارية لهذا النظام الذي وضع أسسه الرسول والأئمة (عليهم السلام) من خلال التعاليم السماوية فالمعصوم لا ينطق عن الهوى إنما هو وحي يوحى والإمام يجسد بخروجه هذا النهج الأصيل وعلى سبيل المثال لا الحصر ينهج ويعمل لبناء النظام الإسلامي بعهد أمير المؤمنين (عليه السلام) لمالك الأشتر وما يحتويه هذا العهد من كل ما يحتاج إليه الحاكم العادل ليعمل بحكم الله في رعيته ويبني عليه دولته الكاملة بجميع شؤونها السياسية والاجتماعية والإنسانية والأخلاقية وبسط العدل الإلهي بين الناس، نعم مبناه في ذلك كتاب الله والسيرة النبوية وحركة وسيرة آبائه (عليهم السلام). وكذلك على سبيل المثال يعمل برسالة الحقوق للإمام زين العابدين (عليه السلام).
إن الأنظمة والدول العاملة على خط الإمام ونهجه ومن خلال المرجعية المباركة بحاجة إلى جميع مقومات الدولة القوية بكل أركانها المتماسكة المبنية على أسس متينة وقويه وثابتة وصلبه لتقف بوجه الاستكبار العالمي والمفسدين في الأرض فالإعداد يجب أن يكون في كل الأمور التي تحتاج إليها الدولة القوية القادرة الباسطة سلطتها وعلى جميع المستويات والخطوط العلمية والإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية.
إن الإمام (عجّل الله فرجه) عند ظهوره يخرج من خلال نظام وخطة إلهية موضوعة ومنسقة ومناسبة للقائد العالم والقادر والقوي والعادل المبسوط اليد والسلطان على كل هذا الوجود بجميع مكوناته فله الولاية المطلقة من الله (عزَّ وجل) والذي يعمل بين العباد بأمر الله وبحكمه وشريعته، ضمن خطة سياسية واجتماعية وعسكرية تناسب الواقع المعاصر لزمن ظهوره المبارك ولذلك فإن دولة الإمام المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه) يجب أن تكون دوله متكاملة عظيمه في كل مكوناتها ومقوماتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والبشرية فكما أنه هناك مفسدون وشياطين وسلطة سياسية تدير الفساد والفتن في الأرض كذلك هنالك مصلحون وممهدون صابرون ينتظرون ظهور إمامهم وقائدهم ومخلصهم ليفتدوه بأرواحهم وكل ما لديهم وهم في زمن الظهور كثيرون يملئون الأرض منتظرين النداء من السماء ليجيبوا داعية الله بنصرة ولي أمرهم وإمامهم وبالإعداد السليم والقوي. ﴿وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ﴾ فالقوة في كل شيء. في الإعداد الصحيح للإنسان للوقوف في وجه شياطين الأرض ومفسديها ومحركي الفتن فيها السياسي والاجتماعي والتثقيف بالثقافة الإسلامية الصحيحة ومن خلال نظامه وإيمانه وصبره واحتسابه إلى الله ومبايعته لإمام العصر وإخلاصه في السير على نهجه ونهج أبائه وأجداده الأطهار، تحققه شعوب ودول وجيوش وسلاح وقدرات وخطط، نعم هكذا يجب أن يكون الإعداد.