المهدية بنظرة جديدة
السيد جعفر مرتضى الحسيني العاملي
إن من يراجع كتب الحديث والرواية لدى مختلف الطوائف الإسلامية يخرج بحقيقة لا تقبل الشك، وهي: أن الأحاديث الدالة على خروج الإمام المهدي من آل محمد في آخر الزمان، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، بعدما ملئت ظلماً وجوراً، كثيرة جداً، تفوق حد الحصر.. ويكفي أن نذكر: أن البعض (وهو السيد الصدر في كتابه: المهدي) قد أحصى أربع مئة حديث وردت عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من طرق أهل السنة فقط.. بل لقد أحصى منتخب الأثر أكثر من (٦٣٥٠) حديثاً من طرق الشيعة وغيرهم تدل على ذلك أيضاً.. وقد رواها العشرات من الصحابة، والتابعين وغيرهم، ممن اختلفت أعمارهم، وثقافاتهم، واتجاهاتهم السياسية، والمذهبية، وغير ذلك.. الأمر.. الذي لا يمكن معه اجتماعهم واتفاقهم على افتعال أمر كهذا.. ولا سيما إذا كان هذا الأمر يضر بالمصالح السياسية والمذهبية للكثيرين منهم.. وعلى كل حال.. فإن كثيراً من الأحاديث الواردة في هذا الموضوع لها سند صحيح أو حسن لدى جميع الفرق والمذاهب.. ومهما أمكن النقاش في أسانيد كثير منها، فإنه يبقى الكثير الطيب، الذي لا مجال للنقاش فيه.. ولو تجاوزنا ذلك.. فإن هذا العدد الهائل من الأحاديث ليس فقط يعتبر تواتراً مفيداً للقطع، وإنما هو تواترات، تجمعت وتراكمت، حتى لا تبقى عذراً لمعتذر، ولا حيلة لمتطلّب حيلة.. وقد ذكر ابن خلدون ثمانية وثلاثين حديثاً عن عدد كبير من الصحابة، وحاول المناقشة في أسانيدها..
وقد فاته أن هذه المناقشات لا تضر ما دام هذا العدد الذي ذكره، هو نفسه يفوق حدّ التواتر. فضلاً عما ذكره غيره. والروايات وإن كان فيها الكفاية، بل وفوق الكفاية لمن ألقى السمع وهو شهيد، إلا أننا نريد هنا أن نبذل محاولة جديدة لإثبات هذه القضية من طريق آخر..
فنقول: إن من يلاحظ التاريخ الإسلامي يجد: أن هذه القضية لم تزل مسلّمة بين المسلمين، من عصر الصحابة والتابعين، والذين من بعدهم عبر العصور، وكان الكثيرون يدّعون، أو تدّعى لهم المهدية فتتلقى الأمة هذه الدعوات بالقبول، وإذا ما نازع منازع، فإنما ينازع في انطباق المهدي الموعود على هذا أو ذاك، لا في أصل المهدية..
ولعل أول من حاول التشكيك بأخبار المهدي - فيما أعلم - هو ابن خلدون، المتوفى سنة ٨٠٨ه. وتبعه على ذلك بعض من راق له شذوذ كهذا، من أمثال أحمد أمين المصري، وسعد محمد حسن؛ بتشجيع من علماء الاستشراق الحاقدين على الإسلام، والطامعين في المسلمين..
نعم.. ربما ينقل عن بعض فرق الخوارج، وبعض فرق الزيدية: أنهم لا يعتقدون بالمهدية..
ولكنه نقل لا يعتمد على أساس، ولا على ركن وثيق لأن الظاهر: أنهم قد استفادوا ذلك من عدم التصريح بهذا الأمر من قبل تلك الفرق، لا من التصريح بعدمه، وإنكاره رأساً.. مضافاً إلى أن ما ينقل عن بعض فرق الزيدية أكثر وهنا، كما سنشير إليه إن شاء الله تعالى.
ونحن الآن نذكر بعض الأمثلة التي توضح: أن المهدية قد كانت مسلمة في عصر الصحابة، والتابعين ومن بعدهم، بحيث لم يكن ثمة مجال للنقاش، أو للتشكيك فيها... ونقتصر على ما كان منها في الأكثر في القرنين:
الأول والثاني للهجرة.. أما بعد ذلك فإن المدعين للمهدية كثيرون جداً، لا مجال لإحصائهم في عجالة كهذه.. ولكننا سوف نذكر بعضهم على سبيل المثال فقط.
غير أننا قبل ذلك نشير إلى أمرين على قدر كبير من الأهمية هما:
أولاً: أن الحديث الوارد عن أهل البيت (عليهم السلام) حول هذا إنما يستخدم تعابير تشير إلى تحديد هذا الإمام، وأنه من الأئمة الاثني عشر، وبالتحديد هو من أهل البيت (عليهم السلام) أو من آل محمد وأنه التاسع من ولد الإمام الحسين (عليه السلام).. ونحو ذلك.. وقلما ورد التعبير عنه بكلمة (المهدي) فقط.
ثانياً: إننا نلاحظ أن الروايات الواردة من طرق أهل السنة هي التي تستخدم عبارة المهدي وتقتصر عليها غالباً.. ولعل ذلك هو الذي أوجب التشويش في أذهان كثير من الناس، ومكن الطامحين وأصحاب الأهواء من ادعاء ذلك لأنفسهم أو لغيرهم ممن ليس لهم في هذا الأمر نصيب.. وعلى كل حال.. فإن ما نريد الإشارة إليه هو:
١- المهدي من أهل البيت: قال معاوية لابن عباس: وقد زعمتم: أن لكم هاشمياً، ومهدياً قائماً، والمهدي عيسى بن مريم. وهذا الأمر في أيدينا حتى نسلمه إليه.
فأجابه ابن عباس: وأما قولك: أنا زعمنا: إن لنا ملكاً مهدياً، فالزعم في كتاب الله شك، قال تعالى: ﴿زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن لَّن يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ﴾ وكل يشهد: إن لنا ملكاً لو لم يبق إلا يوم واحد ملكه الله فيه. (١)
فابن عباس يقول لمعاوية (وكل يشهد: إن لنا ملكاً الخ..).
الأمر الذي يدل دلالة واضحة على أن شيوع أن المهدي من أهل البيت قد كان في ذلك الزمان، زمان معاوية، من الاشتهار بحيث لم يستطع معاوية أن يتجاهله..
كما أنه لم يستطع أن يجيب ابن عباس في شأنه، وتقرير: أن الكل يشهد بذلك.. بشيء.
ومما يؤيد ذلك: وإن كان أعوان الأمويّين قد زادوا في الرواية كذبة مفضوحة- ما رواه ابن سعد، عن ابن أبي يعفور، قال: قلت لمحمد بن علي (٢): إن الناس يزعمون: أن فيكم مهدياً. فقال: إن ذاك كذلك. ولكنه من بني عبد شمس (٣).
وهكذا.. فقد كان شايعاً عند الناس أن في أهل البيت مهدياً منذ ذلك الحين.. ولكن العبارة الأخيرة أعني قوله (ولكنه من بني عبد شمس) لا ريب في كونها موضوعة.. فإن مئات الأحاديث الدالة على أن المهدي من أهل البيت، والتي تعيّنه في الحجة ابن الحسن (عليه السلام) لخير دليل على أن هذا الذيل مكذوب على أهل البيت (عليهم السلام)، وكتاب منتخب الأثر للعلامة الصافي قد جاء بما فوق الكفاية في هذا المجال، كما أشرنا إليه من قبل..
وعن الوليد بن محمد المقري قال: كنت مع الزهري بالرصافة، فسمع أصوات لعّابين، فقال لي: يا وليد، أنظر ما هذا، فأشرفت من كوة في بيته، فقلت أو يملكون؟! قال: حدّثني علي بن الحسين، عن أبيه، عن فاطمة: أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لها: المهدي من ولدك (٤).
وأخيراً.. فإن البعض يرى: أن خالد بن يزيد بن معاوية المتوفى سنة ٨٥ه. هو الذي وضع حديث السفياني ليقابل به حديث المهدي (٥).
٢- محمد بن الحنفية: وقد كان المختار يزعم: أن ابن الحنفية هو المهدي (٦)، والمختار قد قتل سنة ٦٧ه.
وادعاء الكيسانية لمهدية ابن الحنفية لا يخفي على أحد.. والكيسانية قد عاشوا في القرن الأول والثاني كما هو معلوم بل هم يقولون: أن المختار نفسه كان اسمه كيسان فسميت الكيسانية باسمه..
٣- موسى بن طلحة: وقال ابن سعد: وقدم المختار بن أبي عبيد الكوفة، فهرب منه وجوه أهل الكوفة، فقدموا علينا هاهنا البصرة، وفيهم موسى بن طلحة بن عبيد الله. قال: وكان الناس يرون زمانه هو المهدي. قال: فغشيه ناس الخ.. . (٧)
٤- أبو هاشم ابن محمد بن الحنفية: قال النوبختي: وقالت فرقة: مثل قول الكيسانية في أبيه: بأنه المهدي، وأنه حي لم يمت الخ.. . (٨)
وقال أيضاً: وفرقة قالت: أن الإمام القائم المهدي هو (أبو هاشم ). (٩)
٥- عمر بن العزيز: قال ابن كثير: .. قال الإمام أحمد: عن عبد الرزاق، عن أبيه، عن وهب بن منبه، أنه قال: إن كان في هذه الأمة مهدي، فهو عمر بن عبد العزيز.. . (١٠)
وقال: ونحو هذا قال قتادة، وسعيد بن المسيب، وغير واحد.. .
وقال طاووس: هو مهدي (أي بالمعنى اللغوي)، وليس به؛ إنه لم يستكمل العدل كله، إذا كان المهدي ثبت على المسيء من إساءته، وزيد المحسن في إحسانه، سمح بالمال، شديد على العمال، رحيم بالمساكين (١١) وقد ذكر ابن سعد روايات عن عمر، وعن ابن عمر، وغيرهما تؤيد مهدوية عمر بن عبد العزيز.
كما وذكر ما يؤيد قبول سعيد بن المسيب بمهديته أيضاً.
وقال: الحسن: إن كان مهدي فعمر بن عبد العزيز، وإلا فلا مهدي إلا عيسى بن مريم (١٢).
بل لقد كذبوا على أهل البيت أنفسهم، فوضعوا روايات عن الباقر (عليه السلام)، وعن فاطمة بنت علي (عليه السلام) تؤيد مهدية عمر بن عبد العزيز هذا.. (١٣).
ولسنا بحاجة إلى تفنيد هذه الروايات بعد المئات بل الالآف من الروايات المؤكدة على مهدية الحجة بن الحسن العسكري، والتي أورد جانباً كبيراً منها في كتاب (منتخب الأثر) حسبما أشرنا إليه..
٦- الإمام الباقر (عليه السلام): عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: يزعمون أني أنا المهدي، وإني إلى الأجل أدنى مني إلى ما يدّعون. (١٤) والإمام الباقر (عليه السلام) إنما توفي سنة ١١٤ أو١١٦ ه.
٧- عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر: فلما هلك عبد الله بن معاوية، افترقت الخربية. والصحيح الحارثية وهم أتباع عبد الله بن الحرث (١٥) بعده فرقتين:
أ- فرقة قالت: إنه حي بجبال أصبهان، ولا يموت حتى يلي أمور الناس، ويملأ الأرض عدلاً، وأنه المهدي المنتظر عندهم، ومنهم من يقول: حتى يقود نواصي الخيل مع المهدي الخ... . (١٦)
وعبد الله بن معاوية قد قتل سنه ١٢٩ه. كما هو معلوم.
٨- إسماعيل بن الإمام الصادق (عليه السلام): وقد توفي إسماعيل بن جعفر سنة ١٣٣ه. وقد أنكرت فرقة موته، وقالوا: لا يموت حتى يملك الأرض، يقوم بأمر الناس، وأنه هو القائم. (١٧)
٩- محمد بن عبد الله بن الحسن: لقد ادعى محمد بن عبد الله الحسن المولود سنة مئة: أنه هو المهدي، بل يظهر من بعض الأشعار والنصوص: أنهم كانوا يعتقدون بمهدية محمد هذا من حين ولادته (١٨).
وقد قبل كثير من علماء الأمة وشخصياتها مهديته، وهو شاب، وقد كان شيوخ الاعتزال مثل عمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وحفص بن سالم، وغيرهم يدعون الناس إلى بيعته... وقضيتهم مع الإمام الصادق (عليه السلام) إبّان قتل الوليد بن يزيد سنة ١١٦ه. معروفة ومذكورة في كتب الحديث.(١٩)
مع أن المعتزلة كانوا يقيسون النصوص الدينية بمقياس هذا العقل الموجود لديهم، وهم أصحاب الفكر الحر، الذين لا يقلدون غيرهم، ولا يقبلون أي أمر إلا بعد البحث والنظر والتدقيق فيه كما هو معلوم.. فلو كان هناك ما يفسح المجال لهم بالنقاش في هذا الأمر لم يتوقفوا عن ذلك.
وعلى كل حال.. فقد قبل الناس على نطاق واسع- باستثناء الإمام الصادق (عليه السلام) (٢٠)- دعواه، ودعوى أبيه عبد الله بن الحسن هذه، وبايعوه..
ويعترف المنصور العباسي: بأن المبايعين له هم: ولد علي، وولد جعفر، وعقيل، وولد عمر بن الخطاب، وولد الزبير بن العوام، وسائر قريش، وأولاد الأنصار.. . (٢١)
ويقول أبو الفرج الأصفهاني: لم يشك أحد: أنه (المهدي)، شاع ذلك له في العامة. وبايعه رجال من بني هاشم جميعاً: من آل أبي طالب، وآل العباس، وسائر بني هاشم. (٢٢)
بل لقد بايعه المنصور، والسفاح، وإبراهيم الإمام، وصالح بن علي (٢٣).. وغيرهم ولقد كان المنصور يفتخر بمهدية محمد، ويتبجح به (٢٤).
وكما أيد شيوخ الاعتزال مهديته وثورته، كذلك أيدها أيضاً العلماء والأئمة، حيث أفتوا، وحثوا الناس على الخروج معه ومع أخيه إبراهيم.. فكان سفيان الثوري يقول: إن يرد الله خيراً بهذه الأمة يجمع أمرها على هذا الرجل). وحينما قتل إبراهيم، قال (ما أظن الصلاة تقبل، إلا أن الصلاة خير من تركها. (٢٥)
وكان ابن عجلان فقيه أهل المدينة وعابدهم غير مدافع، وكان له حلقة في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يفتي فيها الناس ويحدثهم، فلما خرج محمد بن عبد الله الحسن خرج معه، فلما قتل وولي جعفر بن سليمان المدينة بعث إلى ابن عجلان فأتى به، وأراد قطع يده، فقام من حضر جعفراً من فقهاء المدينة وأشرافها، فقالوا: أصلح الله الأمير، محمد بن عجلان فقيه أهل المدينة وعابدهم، وإنما شبه عليه، وظن أنه المهدي الذي جاءت فيه الرواية الخ (٢٦).
وكان الأعمش يقول: ما يقعدكم؟ أما أني لو كنت بصيراً لخرجت (٢٧).. وكان أبو حنيفة يحث الناس على الخروج في هذه الثورة، ويقول: إن القتيل مع إبراهيم يعدل قتله لو قتل يوم بدر، وشهادته مع إبراهيم خير له من الحياة.. .(٢٨)
ولأجل موقفه هذا دسّ إليه المنصور السّم، كما يقولون.. (٢٩).
ويستفتى مالك بن أنس في الخروج مع محمد، ويقال له: إن في أعناقنا بيعة لأبي جعفر، فيقول: إنما بايعتم مكرهين، وليس على كل مكرهٍ يمين فأسرع الناس إلى محمد (٣٠)..
وحينما عاتب جعفر بن سليمان عبد الله بن جعفر على خروجه مع محمد، قال: ما خرجت معه، وأنا أشك في أنه المهدي؛ لما روي لنا في أمره؛ فما زلت أرى أنه هو حتى رأيته مقتولاً.. (٣١).
وهكذا كان موقف شعبة، وغيرهم، وغيرهم، ممن لا مجال لذكرهم هنا.. كما أن محمداً قد أخبر أهل المدينة: أنه لم ينزل بلداً من البلدان إلا وقد بايعوه على السمع والطاعة، فبايعه أهل المدينة كلهم إلا القليل. (٣٢)
نعم.. لقد بلغ من عظمة هذه الثورة وقوتها، المعتمدة على ادعاء المهدية لقائدها، والتي استطاعت أن تستقطب مختلف الفئات والطبقات، ولا سيما العلماء والفقهاء، من أمثال أبي حنيفة ومالك وأضرابهما، وحتى المعتزلة، فضلاً عن غيرهم.
لقد بلغ من عظمتها وقوتها: أن جعلت المنصور يرسل إلى أبواب عاصمته (الكوفة) إبلاً ودواباً، حتى إذا جاء الجيش الفاتح من جهة، هرب هو من الجهة الأخرى (٣٣)..
وهناك الكثير مما يدل على رعب المنصور من هذه الثورة، التي بويع لقائدها في مختلف الأقطار والأمصار الإسلامية.
ولا تكاد تعثر على منكر لمهدية محمد هذا إلا ما كان من الإمام الصادق (عليه السلام)، حيث عرف (عليه السلام) أنه ليس هو، بل إن محمداً هذا سيقتل بأحجار الزيت كما أخبر به هذا الإمام العظيم.. ولعل عمرو بن عبيد، الذي حاول أن يقنع الإمام الصادق (عليه السلام) بالبيعة لمحمد في سنة ١٢٦ه. قد بلغه شيء حول هذا الموضوع من قبل الصادق (عليه السلام)، ولأجل ذلك قعد عن محمد هذا في سنة ١٤٥ه. كما أشار إليه بعض المحققين. ولكن إنكار الإمام الصادق (عليه السلام) لم يكن إلا إنكاراً لانطباق المهدي الموعود عليه، لا للمهدية من الأساس كما هو معلوم..
١٠- المهدي العباسي: بل إن المنصور نفسه قد لقّب ولده ب (المهدي) في محاولة لصرف الناس عن محمد هذا.. فقد أرسل مولى له إلى مجلس محمد بن عبد الله، وقال له: (اجلس عند المنبر، فاسمع ما يقول محمد. قال: فسمعته يقول: إنكم لا تشكون أني أنا المهدي، وأنا هو. فأخبرت بذلك أبا جعفر؛ فقال: (كذب عدوّ الله، بل هو ابني) (٣٤)..
ثم.. ومن أجل إقناع الناس بهذا الأمر؛ وجد المنصور من يضع له الأحاديث، ويكذب على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم، وطبّق واضعوها (مهديّ الأمة) على ولده الذي لقبه هو ب (المهدي) (٣٥).
يقول القاضي النعمان الإسماعيلي المتوفى سنة ٣٦٣ه في أرجوزته:
من انتظاره وقد تسمى بهذه الأسماء ناس لما
تغلبوا ليجعلوها حجة فعدلوا عن واضح المحجة
إذ مثلوا الجوهر بالأشباه منهم محمد بن عبد الله
ابن علي من بني العباس ذوي التعدي الزمرة الأرجاس
إذ وافق الاسم تسمى(مهدي) وهذه من الدواهي عندي(٣٦).
وقال المقدسي: وقد قال قوم: إن المهدي محمد بن أبي جعفر، لقبه المهدي، واسمه محمد، وهو من أهل البيت الخ... (٣٧).
ولكننا نشك في أن يكون ثمة (قوم) قد قبلوا مهديته؛ لأننا من خلال سبرنا للتاريخ نجد: أن المهدي العباسي لم يوفق إلى من يعترف بمهديته حقاً، إلا سلم الخاسر(٣٨) الذي كان عنده قرآن فباعه، واشترى بثمنه طنبوراً. فهو يقول في مدح المهدي العباسي:
له شيم عند بذل العطاء لا يعرف الناس مقدارها
و(مهدي أمتنا) والذي حماها وأدرك أوتاره(٣٩)
والسيد الحميري- أيضاً هو بدوره قد كان ممن ظن أنه المهدي حقاً، لكن سيرته وأفعاله قد بينت للناس: أنه ليس هو(٤٠).. يقول السيد (رحمه الله):
ظننا أن المهدي حقاً ولا تقع الأمور كما ظننا
ولا والله ما المهدي إلا إماماً فضله أعلى وأسنى(٤١)
بل إن المنصور نفسه قد أنكر: أن يكون كل من ابنه ومنافسه الآخر (أعني محمد بن عبد الله بن الحسن) هو المهدي..
يقول سلم بن قتيبة: أرسل إليّ أبو جعفر، فدخلت عليه، فقال: قد خرج محمد بن عبد الله وتسمّى بـ(المهدي).
ووالله، ما هو به. وأخرى أقولها لك، لم أقلها لأحد قبلك، ولا أقولها لأحد بعدك: وابني والله، ما هو بالمهدي، الذي جاءت به الرواية، ولكنني تيمنت به، وتفاءلت به(٤٢).
والخليفة المهدي نفسه يقر: بأن أباه فقط يروي: أنه المهدي الذي بعده في الناس(٤٣)..
هذا.. وقد ادعت فرقة المهدية لـ:
١١- الإمام الصادق (عليه السلام): بعد موته(٤٤)، وقد مات (عليه السلام) سنة ١٤٨ هـ. وفرقة ادعتها ل:
١٢- الإمام الكاظم (عليه السلام): بعد موته(٤٥)، وفرقة ادعت: أن:
١٣- محمد بن إسماعيل بن جعفر (عليه السلام): المتوفى سنة ١٩٨هـ. هو المهدي (٤٦). وكان:
١٤- محمد بن جعفر: يرجو أن يكون هو المهدي لعلامات رآها حاصلة فيه(٤٧).
ويأتي بعد القرن الثاني:
١٥- محمد بن القاسم: الخارج على المعتصم بالطالقان، فقد ادعي أنه هو المهدي(٤٨) وفرقة قالت: إن :
١٦- يحيي بن عمر: الخارج على المستعين، هو المهدي(٤٩). وفرقة قالت: إن:
١٧- الحسن بن القاسم: المقتول سنة ٤٠٤هـ. هو المهدي(٥٠).
كلمة جامعة: وأخيراً.. فيكفي أن نذكر: أن أحمد أمين المصري، المنكر للمهدية يقول: ففي كل عصر يخرج داعٍ أو دعاة كلهم يزعم: أنه المهدي المنتظر، ويلتف حوله طائفة من الناس، كالذي كان من المهدي رأس الدولة الفاطمية، وتقرأ تاريخ المغرب، فلا يكاد يمر عصر من غير خروج مهدي..(٥١).
ويقول: ولو أحصينا عدد من خرجوا في تاريخ الإسلام، وادعوا المهدية، وشرحنا ما قاموا به من ثورات، وما سببوا من تشتيت للدولة الإسلامية، وانقسامها، وضياع قوتها، لطال بنا القول، ولم يكفنا كتاب مستقل(٥٢).
ولقد كان المدّعون للمهدية في أهل السنة كثيرون، بل وأكثر من المدّعين لها من الشيعة على اختلاف فرقهم. ولقد تنبأ أهل بيت العصمة عليهم الصلاة والسلام بهؤلاء الكذابين، وأشاروا إلى كثرتهم هذه في كلماتهم المختلفة..
مع ما تقدم: وهكذا.. فإننا إذا راجعنا التاريخ الإسلامي بإمعان، فإننا نرى: أن علماء الأمة ومفكريها، على اختلاف اتجاهاتهم، وثقافاتهم، ونحلهم، ومنهم: الفقهاء، والمحدثون، والمتكلمون، والمؤرخون.. وغيرهم وغيرهم.. قد بخعوا لهذا الأمر، وقبلوا به، وإن ناقش منهم مناقش فإنما يناقش في انطباق (المهدي الموعود) على هذا الشخص أو ذاك، لا في أصل المهدية..
وذلك يدل على أن هذا الأمر لم يكن عفوياً، ولا يمكن أن يتصور: أن يتفق الجميع ابتداء من عصر الصحابة والتابعين على الاعتقاد بأمر غريب عن الإسلام، ودخيل عليه.. ولا سيما ونحن نرى: أن في طليعة المتحمسين لهذا الأمر، والباذلين دماءهم في سبيله هم المعتزلة التقدّميّون، أصحاب المذهب العقلي، والذين يقيسون النصوص الدينية على عقولهم، ويخضعونها لحكمه.. الأمر الذي لا يبقي مجالاً للشك في كون هذه القضية قضية إسلامية، لا مجال للنقاش، ولا للتشكيك فيها على الإطلاق..
المعتزلة.. والمهدية:
قال أحمد أمين المصري: .. وكنت أنتظر من المعتزلة كشف النقاب عن هذا الضلال، إلا أني مع الأسف لم أعثر على شيء كثير في هذا الباب.. ولكنني أعرف: أن الزيدية وهم فرع من فروع الشيعة، الذين تأثروا تأثراً كبيراً بتعاليم المعتزلة، لأن زيداً رئيسهم تتلمذ لواصل بن عطاء زعيم المعتزلة كانوا ينكرون المهدي والرجعة إنكاراً شديداً. وقد ردّوا في كتبهم الأحاديث والأخبار المتعلقة بذلك(٥٣).
ونحن بالنسبة لما ذكره أحمد أمين نشير إلى نقطتين:
الأولى: إن ما ذكره عن الزيدية لا ريب في بطلانه؛ فإن محمد بن عبد الله ابن الحسن، المدعي للمهدية وقد قُبل ذلك منه على أوسع نطاق في الأمة كان زعيم الزيدية، ومقدمهم..
كما أن المذهب الكلامي الشائع في الزيدية هو (الجارودية)، وهي أعظم فرقهم، ويقول نشوان الحميري: ليس باليمن من فرق الزيدية غير الجارودية، وهم بصنعاء، وصعدة وما يليهما(٥٤).
والجارودية يعتقدون بالمهدية، كما هو معلوم لمن راجع كتب الفرق ومنهم من ينتظر محمد بن عبد الله بن الحسن، ومنهم من ينتظر محمد بن القاسم، ومنهم من ينتظر يحيى بن عمر(٥٥).
وأما غير الجارودية فلم نجد تصريحاً لهم بنفي المهدية، ومجرد سكوتهم عن التعرض لها لا يدل على إنكارهم لها.. وعلى كل حال فإن كلام أحمد أمين هذا لا يمكن أن يصح. ولا يصلح للاعتماد عليه في شيء..
الثانية: إننا نعلم قبول المعتزلة، وتسليمهم بالمهدية، حتى إن أحمد أمين لم يستطع أن يجد منهم أية بادرة، أو أي تساؤل حول هذا الموضوع.. بل لقد وجدنا أن شيوخهم، ورؤساءهم كعمرو بن عبيد، وواصل بن عطاء، وغيرهما كانوا دعاة لمحمد بن عبد الله، وهو لا يزال شاباً، وقد جاؤا ليحاجوا الإمام الصادق (عليه السلام) في أمره حسبما أشرنا إليه. وكان ادّعاء (المهدية) له هو الذي يزيد دعوته قوة واتساعاً، ولم ينسوا بعد ادّعاء المهدية لابن الحنفية، وموسى بن طلحة، وعمر بن العزيز، وغيرهم نعم لقد كانوا من أعوان محمد وأنصاره، وعرضوا أنفسهم للأخطار الجسام في سبيل دعوته.
قال القاضي عبد الجبار: فأما إبراهيم بن عبد الله، فقد كان في العلم والفضل إلى حدّ، فخرج على أبي جعفر المنصور، والذي معه هم وجوه المعتزلة، فلو لم يكن فيهم وهم خلق إلا بشير الرحال مع زهده وعبادته لكفى(٥٦) ومعلوم أن ثورة إبراهيم كانت امتداداً لثورة أخيه محمد، وبأمر منه، ونصراً له. وكان المنصور يقول: (ما خرجت عليّ المعتزلة حتى مات عمرو بن عبيد)(٥٧).
نعم.. وإن قبول المعتزلة لهذا الأمر، بل وتحمسهم له، ليدل دلالة قاطعة على أن هذا الأمر هو من صميم الإسلام، وأنه كان شائعاً ومشهوراً منذ القرن الأول، الذي عاش فيه الصحابة والتابعون.. وقد بلغ ذلك من القطعية والوضوح بين العلماء والمفكرين حداً لم يمكن معه حتى لهؤلاء الذين كانوا كما يعتبرهم أحمد أمين وغيره عمالقة الفكر والعقل، والذين ناقشوا أدق المسائل، وأعطوا رأيهم فيها بكل حرية وقوة لم يمكن لهم أن يسجلوا ولو تساؤلاً واحداً حتى ولو نادراً حولها، رغم نزعتهم العقلية القوية، وإخضاعهم النصوص الدينية للمقاييس العقلية كما ألمحنا إليه.
بل لقد تجاوزوا ذلك إلى تأييد مدّعي المهدية، وكانوا من الدعاة إليه على أعلى مستوى فيهم. كما تقدم.
السياسيون.. والمهدية: هذا.. ولا بد من الإشارة أخيراً: إلى أنه لم يكن يسعد الحكام والسياسيين: أن يلتزم الناس بعقيدة كهذه، ولو كان بوسعهم إنكارها لبادروا إليه، لأنهم إنما يحكمون الأمة باسم الدين، ولأن إيمان الأمة بهذه القضية:
١- يعطى الحق في الحكم والسلطة لغيرهم.. و
٢- يشير بأصابع الاتهام إليهم، على أنهم غاصبون ظالمون.
وقد رأينا: أن معاوية قد حاول إنكار ذلك؛ فاصطدم بجواب ابن عباس، الذي أفهمه: أن محاولته هذه لن يكون حصادها إلا الفضيحة له، وتعريته أمام الناس، لأن الكل يشهد: أن لأهل البيت ملكاً لو لم يبق إلا يوم واحد ملكه الله فيه، بحيث يكون الإقدام على المساس بها مجازفة مجنونة، لا مبرر لها، ولا منطق يساعدها على الإطلاق.. كما أن المنصور لم يستطع مقاومة هذا الأمر فاحتال لذلك بادعائه المهدية لابنه. وحسبنا ما ذكرناه هنا..
الهوامش:
(١) قاموس الرجال ج٦ ص٨٣، عن الملاحم لابن طاووس، عن كتاب عيون أخبار بني هاشم للطبري، الذي صنفه للوزير علي بن عيسى بن جرّاح...
(٢) لقد احتمل البعض: أن يكون المراد به ابن الحنفية لا الإمام الباقر.. ويرده: أن نفس الرواية تصرح: بأن هذا السؤال قد كان في خلافة عمر بن عبد العزيز، ولم يعش ابن الحنفية إلى هذا الوقت، كما هو معلوم..
(٣) طبقات ابن سعد ج٥ ص٢٤٥.
(٤) مقاتل الطالبين ص ١٤٣.
(٥) النجوم الزاهرة ج١ ص ٢٢١.
(٦) وفيات الأعيان ج١ ص ٤٥٠ ط سنة ١٣١٠ه. وأنساب الأشراف ج٣ ص٢٨٣ و٢٨٩ بتحقيق المحمودي وج٢ ص٢٠١ و ٢٠٢ ومروج الذهب ج٣ ص ٧١ والحور العين ص ١٨٢، ويرى بعض المحققين: أن المختار إنما قال: المهدي بن المهدي الوصي بن الوصي، وفي الطبقات ج ٥ ص ٧٣ أنه كتب إليه: لمحمد بن علي المهدي من المختار الخ..
وليس ذلك ظاهراً في ادّعاء المهدية له، ولكن المؤرخين قد فهموا ذلك وفي طبقات ابن سعد ج٥ ص ٦٨/٦٩ بسنده عن أبي حمزة قال: كانوا يسلمون على محمد بن علي: سلام عليك يا مهدي فقال: أجل أنا مهدي أهدي إلى الرشد والخير، اسمي اسم نبي الله وكنيتي كنية نبي الله، فإذا سلم أحدكم فليقل: سلام عليك يا محمد، السلام عليك يا أبا القاسم. وفي ص٦٩ من الطبقات ج٥ حديث آخر أيضاً فليراجع.
(٧) طبقات ابن سعد ج٥ ص١٢٠/١٢١.
(٨) فرق الشيعة ص ٤٨.
(٩) فرق الشيعة ص ٥٠ وراجع: المقالات والفرق ص ٣٧.
(١٠) البداية والنهاية ج٩ ص٢٠٠ وتاريخ الخلفاء ص ٢٣٣.
(١١) البداية والنهاية ج٩ ص ٢٠٠ وكلمة طاووس في تاريخ الخلفاء، ص ٢٣٥.
(١٢) تاريخ الخلفاء ص ٢٣٤.
(١٣) راجع: طبقات ابن سعد ج ٥ ص ٢٤٣ و٢٤٥.
(١٤) كنز العمال ج ١٧ ص ٢٧ ورمز له ب (كر) أي عن ابن عساكر.
(١٥) فقد ذكر بعض المحققين: أنه قد اشتبه عليهم لفظ الحرث بغيره: الحربية والخربية والحزنية وعبد الله بن الحرث معنون في كتب رجال الشيعة ومعروف بالانحراف والغلو..
(١٦) الحور العين ص ١٦١ وراجع: الفصل لابن حزم ج٤ ص ١٨.
(١٧) فرق الشيعة ص ٧٩، والفصل لابن حزم ج٤ ص ١٨.
(١٨) راجع: مقاتل الطالبيين ص ٢٤٣ - ٢٤٥ وليراجع أنساب الأشراف ج٣ ص ٧٦ و٧٩ متناً وهامشاً.
(١٩) راجع الوسائل ج١١ ص٢٨/٢٩.
(٢٠) راجع: مقاتل الطالبيين ص ٢٥٦.
(٢١) مروج الذهب ج٣ ص ٢٥٤/٢٥٥.
(٢٢) مقاتل الطالبيين ص ٢٣٣ وهامش أنساب الأشراف ج٣ ص ٧٩ عنه بتحقيق المحمودي.
(٢٣) مقاتل الطالبيين ص ٢٥٦، وهناك مصادر كثيرة لهذا الأمر، فراجع كتابنا: حياة الإمام الرضا (السياسة) ص ٣٩-٤٠.
(٢٤) مقاتل الطالبين ص ٢٤٠/٢٤٩، والمهدية في الإسلام ص ١١٦ عنه، وجعفر بن محمد لعبد العزيز سيد الأهل ص ١١٦.
(٢٥) مقاتل الطالبيين ص ٢٩٢ و٣٨٣.
(٢٦) مقاتل الطالبيين ص ٢٨٩.
(٢٧) مقاتل الطالبيين ص ٣٦٦.
(٢٨) تاريخ الطبري ج٣ ص ٢٠٠ ط أوروبا، ومقاتل الطالبيين ص ٣٦٤.
(٢٩) مقاتل الطالبيين ص ٣٦٨.
(٣٠) تاريخ الطبري ج٣ ص ٢٠٠ ط أوروبا، ومقاتل الطالبيين ص ٢٨٣ والبراية والنهاية ج ١٠ ص ٨٤.
(٣١) مقاتل الطالبيين ص٢٩١.
(٣٢) البداية والنهاية ج١٠ ص ٨٤ والقليل هذا ليس هو إلا الصادق (عليه السلام)، وبعض أتباعه..
(٣٣) تاريخ الطبري ط ليدن ج ١٠ ص ٣١٧، وتاريخ اليعقوبي ج ٣ ص ١١٣ ط النجف، ومرآة الجنان ج١ ص٢٩٩، وشرح ميمية أبي فراس ص١١٦، وفرج المهموم في تاريخ علماء النجوم ص ٢١٠، والبدء والتاريخ ج٦ ص٨٦، ونقل عن: تجارب الأمم لابن مسكويه ج٤.
(٣٤) مقاتل الطالبيين ص ٢٤٠، والمهدية في الإسلام ص ١١٧عنه.
(٣٥) تجد بعض هذه الأحاديث في: البداية والنهاية ج٦ ص٢٤٦/٢٤٧، والصواعق المحرقة ص٩٨/٩٩، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٥٩/٢٦٠ و ٢٧٢ وغير ذلك..
(٣٦) الأرجوزة المختارة ص ٣١.
(٣٧) ضحى الإسلام ج٣ ص ٢٤١، والمهدية في الإسلام ص ١٨٠.
(٣٨) طبقات الشعراء لابن المعتز ص ١٠٤.
(٣٩) الأغاني ص دار الفكر ج ٢١ ص ١٨٧.
(٤٠) راجع بعض أفعال المهدي في كتابنا: حياة الإمام الرضا (السياسية).
(٤١) أخبار السيد الحميري للمرزباني (المستدرك) ص٥٨ وديوان السيد الحميري ص ٤٣٨ عن أعيان الشيعة ج ١٢ ص ١٧٨.
(٤٢) مقاتل الطالبيين ص ٢٤٧، والمهدية في الإسلام ص ١١٧ عنه.
(٤٣) الوزراء والكتاب ص ١٢٧.
(٤٤) فرق الشيعة للنوبختي ص ٧٨، والحور العين ص ١٦٢، والفصل لابن حزم ج ٤ص١٨٠.
(٤٥) فرق الشيعة للنوبختي ص ٩٠/٩٣ والحور العين ص ١٦٤ والفصل ج٤ ص ١٧٩.
(٤٦) الحور العين ص ١٦٢/١٦٣.
(٤٧) مقاتل الطالبيين ص ٥٣٩.
(٤٨) الفصل، لابن حزم ج٤ ص ١٧٩ والحور العين ص ١٥٦.
(٤٩) الفصل، لابن حزم ج٤ ص ١٧٩ والحور العين ص ١٥٦.
(٥٠) الحور العين ص ١٥٧.
(٥١) ضحى الإسلام ج٣ ص ٢٤٤.
(٥٢) ضحى الإسلام ج٣ ص ٢٤٤.
(٥٣) ضحى الإسلام ج٣ ص ٢٤٣.
(٥٤) الحور العين ص ١٥٦.
(٥٥) راجع في ذلك: الفصل لابن حزم ج٤ ص ١٧٩، والفرق بين الفرق للبغدادي ص٣١/٣٢، وراجع: الملل والنحل ج١ ص ١٥٩، والحور العين ص ١٥٦/١٥٧.
(٥٦) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ص ٢٢٦ وراجع مروج الذهب ج٣ ص ٢٩٦ وفي مقاتل الطالبيين ص ٢٩٣ أن واصلاً، وعمرو بن عبيد، وجماعة من المعتزلة قد بايعوا محمد بن عبد الله بن الحسن أيضاً..
(٥٧) فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة ص ٢٢٨.