عصر التكامل في دولة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)
السيد ياسين الموسوي
إن المرحلة العظمى في تاريخ الإنسانية، وهي الحتمية أو نهاية الحتمية، أو نهاية البداية لتطور الإنسانية، تتم بظهور الإمام (عجّل الله فرجه)، فيكون المجتمع الذي يقوده الإمام (عجّل الله فرجه) والذي يصنعه الإمام غير المجتمع الذي نحن فيه.
وهذه نقاط بشكل مجمل، تبين كيف أن الإمام يغير الإنسان:
إن الإنسان كإنسان، وكنوع -سواء كان مسلما أو غير مسلم- يصل إلى مستوى تتشخص فيه قوى الخير من قوى الشر، فلا يوجد إنسان وسط، بل هو حينئذ إما إنسان خير مطلقاً، وإما إنسان شرير مطلقاً، وإنما تصل البشرية إلى هذه المرحلة عندما تدخل البشرية آخر مرحلة من مراحل التغيير للمجتمع الإنساني في ظهور الإمام (عجّل الله فرجه).
فلذلك قوانين التحكم سوف تتغير، بتشريع من السماء سوف تتغير وتنقلب به كثير من الموازين، وبعض التغييرات يشخصها الإمام ويتحرك بها.
الروايات المروية عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: (إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم).
وكمال الحلم يعني العقل أيضاً، فهذا الكمال هو الكمال العقلي، سواء كانت الرواية ترمز إلى أن تلك الحركة من يد الإمام (عجّل الله فرجه) المقدسة أم أنها يده على تعبير المجاز؟ واليد تعني القوة والسطوة التي يستخدمها الإمام (عجّل الله فرجه)، إن القوة التي تكون السبب المركزي، لتكامل العقل الإنساني.
إننا الآن مبهورون بما وصلت إليه الإنسانية من التكنلوجيا والتطور الذي نشاهده، لكن إذا ظهر الإمام (عجّل الله فرجه) فيتكامل العقل الإنساني، في كل أبعاده.
كما أنها سوف تتكامل الوسائل الممهدة للعقل الإنساني التي من جملتها التطور التكنلوجي الذي يكون في عصره، وهكذا نجد في زمانه (عجّل الله فرجه) أن أصحابه يكلم منهم من في المشرق من في المغرب، فالذي كان نوعاً من أنواع الإعجاز في زمن، صار الآن من البديهة وذلك بواسطة التقدم التكنولوجي.
روايات أخرى تتحدث عن تغير في قوى الإنسان -وأكثر من رواية- تتحدث عن هذا التغير في قوى الإنسان المهدوي، من جملتها أنه إذا ظهر (عجّل الله فرجه) مسح بيده على رؤوس العباد فلا يبقى مؤمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، وأعطاه الله قوة أربعين رجلاً.
كما تعرفون أن هذا العدد -ثلاثون وأربعون وسبعون- يأتي للمبالغة والكثرة، يعني أنه تصل قوة الرجل إلى ما لا نهاية من القوى البدنية والجسمية، والله أعلم بالتغير الفسلجي الذي سوف يحدث في إنسان عصر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
إذاً هذا التكامل للإنسان ليس على مستوى الإدراك والعقل فقط، وإنما يشمل التكامل الجسماني أيضاً، والقوى الأخرى التي تحكم هذه الدنيا، تغير الدنيا، تبدل الدنيا، كالاكتفاء بنور الإمام (عجّل الله فرجه) عن ضوء الشمس والقمر.
فهذه المرحلة مهمة في تأريخ البشرية، فهي تعبر عن غاية الكمال الكوني والكمال الإنساني والذي يتم ويتحقق في آخر مرحلة من مراحل التطور الإنساني في حركة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والمعبر عنه بالحتمية الإلهية.