الصفحة الرئيسية » الأدعية والزيارات المهدوية » النسخة الثانية لدعاء العبرات
 الأدعية والزيارات المهدوية

المقالات النسخة الثانية لدعاء العبرات

القسم القسم: الأدعية والزيارات المهدوية تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٨/٠٥/٢٠ المشاهدات المشاهدات: ٩٩١٠ التعليقات التعليقات: ٠

النسخة الثانية لدعاء العبرات

بسم الله الرحمن الرحيم

اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ يا راحِمَ الْعَبَراتِ، وَيا كاشِفَ الزَّفَراتِ(١)، أَنْتَ الَّذي تَقْشَعُ سَحابَ الْمِحَنِ، وَقَدْ أَمْسَتْ ثِقالاً، وَتَجْلُو ضَبابَ الْفِتَنِ، وَقَدْ سَحَبَتْ أَذْيالاً، وَتَجْعَلُ زَرْعَها هَشيماً، وَبُنْيانَها هَديماً، وَعِظامَها رَميماً، وَتَرُدُّ الْمَغْلُوبَ غالِباً، وَالْمَطْلُوبَ طالِباً، وَالْمَقْهُورَ قاهِراً، وَالْمَقْدُورَ عَلَيْهِ قادِراً.
فَكَمْ مِنْ عَبْدٍ ناداكَ رَبِّ إِنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ، فَفَتَحْتَ لَهُ مِنْ نَصْرِكَ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ، وَفَجَّرْتَ لَهُ مِنْ عَوْنِكَ عُيُوناً، فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، وَحَمَلْتَهُ مِنْ كِفايَتِكَ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ، رَبِّ إِنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ ثلاثاً.
رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لي مِنْ نَصْرِكَ أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ، وَفَجِّرْ لي مِنْ عَوْنِكَ عُيُوناً لِيَلْتَقِيَ ماءُ فَرَجي عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ، وَاحْمِلْني يا رَبِّ مِنْ كِفايَتِكَ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ.
يا مَنْ إِذا وَلَجَ الْعَبْدُ في لَيْلٍ مِنْ حَيْرَتِهِ يَهيمُ، وَلَمْ يَجِدْ لَهُ صَريخاً يَصْرُخُهُ مِنْ وَلِيٍّ وَلا حَميمٍ، وَجَدَ يا رَبِّ مِنْ مَعُونَتِكَ صَريخاً مُغيثاً، وَوَلِيّاً يَطْلُبُهُ حَثيثاً، يُنْجيهِ مِنْ ضيقِ أَمْرِهِ وَحَرَجِهِ، وَيُظْهِرُ لَهُ أَعْلامَ فَرَجِهِ.
اللّهم فَيا مَنْ قُدْرَتُهُ قاهِرَةٌ، وَآياتُهُ باهِرَةٌ، وَنَقِماتُهُ قاصِمَةٌ لِكُلِّ جَبَّارٍ، دامِغَةٌ لِكُلِّ كَفُورٍ خَتَّارٍ، صَلِّ يا رَبِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْظُرْ إِلَيَّ يا رَبِّ نَظْرَةً مِنْ نَظَراتِكَ رَحيمَةً، تَجْلي بِها عَنّي ظُلْمَةً عاكِفَةً مُقيمَةً مِنْ عاهَةٍ جَفَّتْ مِنْهَا الضُّروُعُ، وَتَلِفَتْ مِنْهَا الزُّرُوعُ، وَانْهَمَلَتْ مِنْ أَجْلِهَا الدُّمُوعُ، وَاشْتَمَلَ لَها عَلَى الْقُلُوبِ الْيَأْسُ، وَخَرَّتْ بِسَبَبِهَا الْأَنْفاسُ.
إِلهي فَحِفْظاً حِفْظاً لِغَرائِسَ غَرْسُها بِيَدِ الرَّحْمانِ، وَشُرْبُها مِنْ ماءِ الْحَيَوانِ، وَنَجاتُها بِدُخُولِ الْجِنانِ، أَنْ تَكُونَ بِيَدِ الشَّيْطانِ تُحَزُّ، وَبِفَأْسِهِ تُقْطَعُ وَتُجَزُّ.
إِلهي فَمَنْ أَوْلى مِنْكَ بِأَنْ يَكُونَ عَنْ حَريمِكَ دافِعاً، وَمَنْ أَجْدَرُ مِنْكَ بِأَنْ يَكُونَ عَنْ حِماكَ حارِساً وَمانِعاً. إِلهي إِنَّ الْأَمْرَ قَدْ هالَ فَهَوِّنْهُ، وَخَشُنَ فَأَلِنْهُ، وإِنَّ الْقُلُوبَ كاعَتْ فَطَمِّنْها، وَالنُّفُوسَ ارْتاعَتْ فَسَكِّنْها.
إِلهي إِلهي تَدارَكْ أَقْداماً زَلَّتْ، وَأَفْكاراً في مَهامَةِ الْحَيْرَةِ ضَلَّتْ، بِأَنْ رَأَتْ جَبْرَكَ عَلى كَسيرِها، وإِطْلاقَكَ لِأَسيرِها، وإِجارَتَكَ لِمُسْتَجيرِها أَجْحَفَ الضُّرُّ بِالْمَضْرُورِ، وَلَبَّى داعيهِ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ.
فَهَلْ يَحْسُنُ مِنْ عَدْلِكَ يا مَوْلايَ أَنْ تَدَعَهُ فَريسَةَ الْبَلاءِ وَهُوَ لَكَ راجٍ، أَمْ هَلْ يَجْمُلُ مِنْ فَضْلِكَ أَنْ يَخُوضَ لُجَّةَ الْغَمَّاءِ وَهُوَ إِلَيْكَ لاجٍ.
مَوْلايَ لَئِنْ كُنْتُ لا أَشُقُّ عَلى نَفْسي فِي التُّقى، وَلا أَبْلُغُ في حَمْلِ أَعْباءِ الطَّاعَةِ مَبْلَغَ الرِّضى، وَلا أَنْتَظِمُ في سِلْكِ قَوْمٍ رَفَضُوا الدُّنْيا فَهُمْ خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الطَّوى، ذُبْلُ الشِّفاهِ مِنَ الظَّماءِ، وَعُمْشُ الْعُيُونِ مِنَ الْبُكاءِ، بَلْ أَتَيْتُكَ بِضَعْفٍ مِنَ الْعَمَلِ، وَظَهْرٍ ثَقيلٍ بِالْخَطايا وَالزَّلَلِ، وَنَفْسٍ لِلرَّاحَةِ مُعْتادَةٍ، وَلِدَواعِي الشَّهْوَةِ مُنْقادَةٍ.
أَما يَكْفيني يا رَبِّ وَسيلَةً إِلَيكَ، وَذَريعَةً لَدَيْكَ، أَ نَّني لِأَوْلِياءِ دينِكَ مُوالٍ، وَفي مَحَبَّتِهِمْ مُغالٍ، وَلِجِلْبابِ الْبَلاءِ فيهِمْ لابِسٌ، وَلِكِتابِ تَحَمُّلِ الْعَناءِ بِهِمْ دارِسٌ.
أَما يَكْفيني أَنْ أَرُوحَ فيهِمْ مَظْلُوماً، وَأَغْدُوَ مَكْظُوماً، وَأَقْضِيَ بَعْدَ هُمُومٍ هُمُوماً، وَبَعْدَ وُجُومٍ وُجُوماً، أَما عِنْدَكَ يا مَوْلايَ بِهذِهِ حُرْمَةٌ لا تُضَيَّعُ، وَذِمَّةٌ بِأَدْناها تُقْتَنَعُ، فَلِمَ لا تَمْنَعُني يا رَبِّ وَها أَنَا ذا غَريقٌ، وَتَدَعُني هكَذا وَأَنَا بِنارِ عَدُوِّكَ حَريقٌ.
مَوْلايَ أَتَجْعَلُ أَوْلِياءَكَ لِأَعْداءِكَ طَرائِدَ، وَلِمَكْرِهِمْ مَصائِدَ، وَتُقَلِّدُهُمْ مِنْ خَسْفِهِمْ قَلائِدَ، وَأَنْتَ مالِكُ نُفُوسِهِمْ، أَنْ لَوْ قَبَضْتَها جَمَدُوا، وَفي قَبْضَتِكَ مَوادُّ أَنْفاسِهِمْ، أَنْ لَوْ قَطَعْتَها خَمَدُوا، فَما يَمْنَعُكَ يا رَبِّ أَنْ تَكُفَّ بَأْسَهُمْ، وَتَنْزِعَ عَنْهُمْ مِنْ حِفْظِكَ لِباسَهُمْ، وَتُعَرّيهِمْ مِنْ سَلامَةٍ بِها في أَرْضِكَ يَسْرَحُونَ، وَفي مَيْدانِ الْبَغْيِ عَلى عِبادِكَ يَمْرَحُونَ.
اللّهم صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَدْرِكْني وَلَمَّا يُدْرِكْنِي الْغَرَقُ، وَتَدارَكْني وَلَمَّا غَيَّبَ شَمْسِيَ الشَّفَقُ، إِلهي كَمْ مِنْ خائِفٍ التَجَأ إِلى سُلْطانٍ فَآبَ عَنْهُ مَحْفُوظاً بِأَمْنٍ وَأَمانٍ، أَفَأَقْصُدُ يا رَبِّ أَعْظَمَ مِنْ سُلْطانِكَ سُلْطاناً، أَمْ أَوْسَعَ مِنْ إِحْسانِكَ إِحْساناً، أَمْ أَكْبَرَ مِنِ اقْتِدارِكَ اقْتِداراً، أَمْ أَكْرَمَ مِنِ انْتِصارِكَ انْتِصاراً، ما عُذْري يا إِلهي إِذا حَرَمْتَ مِنْ حُسْنِ الْكَرامَةِ نائِلَكَ، وَأَنْتَ الَّذي لا تُخَيِّبُ آمِلَكَ وَلا تَرُدُّ سائِلَكَ.
إِلهي إِلهي أَيْنَ أَيْنَ كِفايَتُكَ الَّتي هِيَ نُصْرَةُ الْمُسْتَضْعَفينَ مِنَ الْأَنامِ، وَأَيْنَ أَيْنَ عِنايَتُكَ الَّتي هِيَ جُنَّةُ الْمُسْتَهْدَفينَ بِجَوْرِ الْأَيَّامِ، إِلَيَّ إِلَيَّ بِها يا رَبِّ نَجِّني مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ، إِنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ.
مَوْلايَ تَرى تَحَيُّري في أَمْري، وَتَقَلُّبي في ضُرّي، وَانْطِوايَ عَلى حُرْقَةِ قَلْبي، وَحَرارَةِ صَدْري، فَصَلِّ يا رَبِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَجُدْ لي يا رَبِّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَيَسِّرْ لي يا رَبِّ نَحْوَ الْبُشْرى مَنْهَجاً.
وَاجْعَلْ يا رَبِّ مَنْ يَنْصِبُ لِيَ الْحِبالَةَ لِيَصْرَعَني بِها صَريعَ ما مَكَرَ، وَمَنْ يَحْفِرُ لِيَ الْبِئْرَ لِيُوقِعَني فيها واقِعاً فيما حَفَرَ، وَاصْرِفِ اللّهم عَنّي مِنْ شَرِّهِ وَمَكْرِهِ وَفَسادِهِ وَضُرِّهِ، ما تَصْرِفُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُتَّقينَ، وَعَمَّنْ قادَ نَفْسَهُ لِدينِ الدَّيَّانِ، وَمُنادٍ يُنادي لِلْإيمانِ.
إِلهي عَبْدُكَ عَبْدُكَ أَجِبْ دَعْوَتَهُ، ضَعيفُكَ ضَعيفُكَ فَرِّجْ غُمَّتَهُ، فَقَدِ انْقَطَعَ بِهِ كُلُّ حَبْلٍ إِلّا حَبْلَكَ، وَتَقَلَّبَ عَنْهُ كُلُّ ظِلٍّ إِلّا ظِلَّكَ.
مَوْلايَ دَعْوَتي هذِهِ إِنْ رَدَدْتَها أَيْنَ تُصادِفُ مَوْضِعَ الْإِجابَةِ، وَمَخْيَلَتي هذِهِ إِنْ كَذَّبْتَها أَيْنَ تُلاقي مَوْضِعَ الْإِعانَةِ، فَلا تَرُدَّ عَنْ بابِكَ مَنْ لا يَعْلَمُ غَيْرَهُ باباً، وَلا تَمْنَعُ دُونَ جَنابِكَ مَنْ لا يَعْلَمُ سِواهُ جَناباً.
ثمّ اسجد وقل: إِلهي إِنَّ وَجْهاً إِلَيْكَ في رَغْبَتِهِ تَوَجَّهَ خَليقٌ بِأَنْ تُجيبَهُ، وإِنَّ جَبيناً لَكَ بِابْتِهالِهِ سَجَدَ حَقيقٌ أَنْ يَبْلُغَ ما قَصَدَ، وإِنَّ خَدّاً لَدَيْكَ بِمَسْأَلَتِهِ تَعَفَّرَ جَديرٌ أَنْ يَفُوزَ بِمُرادِهِ وَيَظْفَرَ، وَها أَنَا ذا يا إِلهي قَدْ تَرى تَعْفيرَ خَدّي وَاجْتِهادي في مَسْأَلَتِكَ وَجِدّي، فَتَلَقَّ يا رَبِّ رَغَباتي بِرَحْمَتِكَ قَبُولاً، وَسَهِّلْ إِلى طَلِباتي بِرَأْفَتِكَ وُصُولاً، وَذَلِّلْ قُطُوفَ ثَمَرَةِ إِجابَتِكَ لي تَذْليلاً.
إِلهي فَإِذا قامَ ذُو حاجَةٍ بِحاجَتِهِ شَفيعاً، فَوَجَدْتَهُ مُمْتَنِعَ النَّجاحِ سَهْلَ الْقِيادِ مُطيعاً، فَإِنّي أَسْتَشْفِعُ إِلَيْكَ بِكَرامَتِكَ، وَالصَّفْوَةِ مِنْ أَنامِكَ الَّذينَ أَنْشأْتَ لَهُمْ ما تُظِلُّ وَتُقِلُّ، وَبَرَأْتَ ما يَدُقُّ وَيَجِلُّ.
أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِأَوَّلِ مَنْ تَوَّجْتَهُ تاجَ الْجَلالَةِ، وَأَحْلَلْتَهُ مِنَ الْفِطْرَةِ الرُّوحانِيَّةِ مَحَلَّ السُّلالَةِ، حُجَّتِكَ في خَلْقِكَ، وَأَمينِكَ عَلى عِبادِكَ، مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبِمَنْ جَعَلْتَهُ لِنُورِهِ مَغْرِباً، وَعَنْ مَكْنُونِ سِرِّهِ مُعْرِباً، سَيِّدِ الْأَوْصِياءِ وإِمامِ الْأَتْقِياءِ، يَعْسُوبِ الدّينِ، وَقائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلينَ، وَأَبِي الْأَئِمَّةِ الرَّاشِدينَ عَلِيٍّ أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلامُ.
وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِخِيَرَةِ الْأَخْيارِ، وَاُمِّ الْأَنْوارِ، اَلْإِنْسِيَّةِ الْحَوْراءِ، اَلْبَتُولِ الْعَذْراءِ، فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَبِقُرَّتَيْ عَيْنِ الرَّسُولِ، وَثَمَرَتَيْ فُؤادِ الْبَتُولِ، اَلسَّيِّدَيْنِ الْإِمامَيْنِ أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَأَبي عبد الله الْحُسَيْنِ، وَبِالسَّجَّادِ زَيْنِ الْعِبادِ، ذِي الثَّفَناتِ، راهِبِ الْعَرَبِ، عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ.
وَبِالْإِمامِ الْعالِمِ، وَالسَّيِّدِ الْحاكِمِ، اَلنَّجْمِ الزَّاهِرِ، وَالْقَمَرِ الْباهِرِ مَوْلايَ مُحَمَّدِ ابْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ، وَبِالْإِمامِ الصَّادِقِ، مُبَيِّنِ الْمُشْكِلاتِ، مُظْهِرِ الْحَقائِقِ، اَلْمُفْحِمِ بِحُجَّتِهِ كُلَّ ناطِقٍ، مُخْرِسِ أَلْسِنَةِ أَهْلِ الْجِدالِ، مَساكِنِ الشَّقاشِقِ مَوْلايَ جَعْفَرِ ابْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، وَبِالْإِمامِ التَّقِيِّ وَالْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ، وَالنُّورِ الْأَحْمَدِيِّ، اَلنُّورِ الْأَنْوَرِ، وَالضِّياءِ الْأَزْهَرِ مَوْلايَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ.
وَبِالْإِمامِ الْمُرتَضى، وَالسَّيْفِ الْمُنْتَضى، وَالرَّاضي بِالقَضا مَوْلايَ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا، وَبِالْإِمامِ الْأَمْجَدِ، وَالْبابِ الْأَقْصَدِ، وَالطَّريقِ الْأَرْشَدِ، وَالْعالِمِ الْمُؤَيَّدِ، يَنْبُوعِ الْحِكَمِ، وَمِصْباحِ الظُّلَمِ، سَيِّدِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، اَلْهادي إِلىَ الرَّشادِ، وَالْمُوَفَّقِ بِالتَّأْييدِ وَالسِّدادِ مَوْلايَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْجَوادِ.
وَبِالْإِمامِ مِنْحَةِ الْجَبَّارِ، وَوالِدِ الْأَئِمَّةِ الْأَطْهارِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَوْلُودِ بِالْعَسْكَرِ، اَلَّذي حَذَّرَ بِمَواعِظِهِ وأَنْذَرَ، وَبِالْإِمامِ الْمُنَزَّهِ عَنِ الْمَآثِمِ، اَلْمُطَهَّرِ مِنَ الْمَظالِمِ، اَلْحِبْرِ الْعالِمِ، رَبيعِ الْأَنامِ، وَبَدْرِ الظَّلامِ، اَلتَّقِيِّ النَّقِيِّ الطَّاهِرِ الزَّكِيِّ، مَوْلايَ أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْعَسْكَرِيِّ.
وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالْحَفيظِ الْعَليمِ الَّذي جَعَلْتَهُ عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ، وَالْأَبِ الرَّحيمِ الَّذي مَلَّكْتَهُ أَزِمَّةَ الْبَسْطِ وَالْقَبْضِ، صاحِبِ النَّقيبَةِ الْمَيْمُونَةِ، وَقاصِفِ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ، مُكَلِّمِ النَّاسِ فِي الْمَهْدِ، وَالدَّالِّ عَلى مِنْهاجِ الرُّشْدِ، اَلْغائِبِ عَنِ الْأَبْصارِ، اَلْحاضِرِ فِي الْأَمْصارِ، اَلْغائِبِ عَنِ الْعُيُونِ، اَلْحاضِرِ فِي الْأَفْكارِ، بَقِيَّةِ الْأَخْيارِ، اَلْوارِثِ لِذِي الْفِقارِ، الَّذي يَظْهَرُ في بَيْتِ الله ذِي الْأَسْتارِ، اَلْعالِمِ الْمُطَهَّرِ، مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَلَيْهِمْ أَفْضَلُ التَّحِيَّاتِ وَأَعْظَمُ الْبَرَكاتِ، وَأَتَمُّ الصَّلَواتِ.
اللّهم فَهؤُلاءِ مَعاقِلي إِلَيْكَ في طَلِباتي وَوَسائِلي، فَصَلِّ عَلَيْهِمْ صلاة لا يَعْرِفُ سِواكَ مَقاديرَها، وَلا يَبْلُغُ كَثيرُ هِمَمِ الْخَلائِقِ صَغيرَها، وَكُنْ لي بِهِمْ عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنّي، وَحَقِّقْ لي بِمَقاديرِكَ تَهْيِئَةَ التَّمَنّي.
إِلهي لا رُكْنَ لي أَشَدُّ مِنْكَ، فَآوي إِلى رُكْنٍ شَديدٍ، وَلا قَوْلَ لي أَسَدُّ مِنْ دُعائِكَ، فَأَسْتَظْهِرُكَ بِقَوْلٍ سَديدٍ، وَلا شَفيعَ لي إِلَيْكَ أَوْجَهُ مِنْ هؤُلاءِ فَآتيكَ بِشَفيعٍ وَديدٍ، وَقَدْ أَوَيْتُ إِلَيْكَ، وَعَوَّلْتُ في قَضاءِ حَوائِجي عَلَيْكَ، وَدَعَوْتُكَ كَما أَمَرْتَ، فَاسْتَجِبْ لي كَما وَعَدْتَ، فَهَلْ بَقِيَ يا رَبِّ غَيْرَ أَنْ تُجيبَ وَتَرْحَمَ مِنِّي الْبُكاءَ وَالنَّحيبَ.
يا مَنْ لا إِلهَ سِواهُ، يا مَنْ يُجيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاهُ، يا كاشِفَ ضُرِّ أَيُّوبَ، يا راحِمَ عَبْرَةِ يَعْقُوبَ، إِغْفِرْ لي وَارْحَمْني، وَانْصُرْني عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرينَ، وَافْتَحْ لي وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحينَ، وَالْطُفْ بي يا رَبِّ وَبِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، يا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ(٢) (٣).

الهوامش:

(١) يا كاشف الكربات، خ.
(٢) البلد الأمين: ٤٦١، البحار: ٢٢٣/٤٤، الاحتجاج للطبرسي: ٢٧٢/٢، الصحيفة المباركة المهدوية.
(٣) النسخة الثانية لدعاء العبرات فيها إضافات مهمّة: قال الشيخ الكفعمي رحمه الله في البلد الأمين: دعاء عظيم مرويّ عن القائم صلوات الله عليه يدعى به في المهمّات العظام، ويسمّى دعاء العبرات وهو: (اللّهم إِنّي أَسْأَلُكَ يا راحِمَ الْعَبَراتِ...).

التقييم التقييم:
  ٣ / ٤.٧
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016