أقسام النيابة العامة:
 البحث في النيابة العامة:
 الصفحة الرئيسية » النيابة العامة » المعاصرون » آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني دام ظله
 المعاصرون

المقالات آية الله العظمى الشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني دام ظله

القسم القسم: المعاصرون تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠٥ المشاهدات المشاهدات: ٥٦٠١ التعليقات التعليقات: ٠

ولادته:
ولد سماحة آية الله العظمي الحاج الشيخ لطف الله الصافي (مدظله العالي)، هذا العارف بالاسلام والفقيه و المفكر المعاصر، عام ١٣٣٧ هـ . ق، في مدينة كلبايکان والديه كان والده العالم العارف، المرحوم آية الله الآخوند ملا محمد جواد الصافي (المولود سنة ١٢٨٧ هـ . ق) بارع في فنون قيّمة كالشعر و رسم الخط اضافة الي تخصصه والتحقيق، والتأليف والتدريس في شتی فروع العلوم الاسلامية المختلفة مثل الفقه و الاصول وعلم الكلام و الاخلاق والحديث و غيره.
كان زهده و تقواه و عشقه للولاية و فضائله العلمية والاخلاقية من جهة و مواقفه المقتدرة في حصن الامر بالمعروف و النهي عن المنكر و مواقفه الصريحة ضد الافكار المنحرفة و ضد الغير متدينين و الظالمین و جبابرة ذلك العصر من جهة اخري، كان كلما يزداد حب شعب کلبايکان واطاعتهم الخالصة له کان بذلک المقدار تنهار الزمرة الحاکمة و يتزلزل اساس الطواغيت؛ كما كانوا يعتبروه دوماً سداً رصیناً امام اعمالهم و بدعهم الباطلة المنافية لموازين الشرع حيث مادام حياً فهم كانوا يخافون غيرته الدينية و غضبه الالهي.
وغربت شمس حياة هذا العالم الجليل في فجر ٢٥ رجب من عام ١٣٧٨ هـ . ق الموافق لليلة استشهاد الامام موسي الكاظم ،عليه السلام.
اما والدته، السيدة فاطمه، بنت سماحة آية الله الاخوند ملا محمد علي، كانت امراة فاضلة ذانبة باهل البيت (ع)، موهوبة كما كانت شاعرة. من المواهب الاخلاقية المعنوية الكبيرة المتبلورة في وجود المرحومة نستطيع ان نشير الي تعبدها، الاخلاص والتقوي، المعرفة بالله، الشجاعة ، الصراحة، اهتمامها البالغ بزوجها و حياتها و بتربية الابناء كما كانت معروفة بالمناجاة الخاشعة لله تعالي و بدعائها و بصلاة الليل.
دراساته:
وضع سماحة آية الله العظمي الصافي، اوّل خطواته في وادي العلم والمعنوية يعني الحوزة العملية منذ بداية شبيبته. و اصبح من ضیوف مجاميع الدراسة والمباحثة و من زمرة المتيهين في حب الله المتهدجين في خلوات الليل.
شرع بدراسة الادب العربي في مدينة كلبايکان‌‌ عند العالم الجليل مرحوم الاخوند ملا ابوالقاسم المشهور بـ ‌«قطب» واكمل دراسة‌ الاداب و علم الكلام والتفسير والحديث والفقه والاصول حتي ان انتهي مرحله السطوح هناك.
وفي خلال هذه المدة تعلم الكثير من هذه العلوم عند والده سماحة آية الله الاخوند ملا محمد جواد الصافي و في سنة ١٣٦٠ هـ . ق . ترك مدينة کلبایکان و معها احلي ذكريات الطفولة والمراهقة و دفيء وجود الوالدين العطوفين و تقبل مآسي و مصاعب الهجرة الي قم المقدسة، حتي يستطيع من الحضور في الحاضرات الدراسية المباحثة‌ عند كبار اساتذة حوزة قم العلمية و يكمل دراساته و بحوثه و بعد بضعة سنين تشرف الي مدينة النجف الاشرف و درس هناك عند المراجع العظام لمدة سنة واحدة.
احبّه اساتذته في قم والنجف الاشرف بسبب ذكائه و استعداده الخارق و سعيه و جديته في الدراسة ‌و تحصيل العلم.
بعد ذلك رجع مرة‌ اخري الي قم و بقي خمسة عشر عاماً طالب عند مفخرة الشيعة، المرجع الكبير سماحة آية الله العظمي البروجردي، يدرس عنده الاخلاق و العرفان حتي و اصبح من ابرز و اخص مشاوريه و من اصحابه الخاصين بالاستتفتاءات و نظراً للقدرة العلمية الهائلة التي يتمتع بها انيط له منصب الاجابة علي الاستفتاءات المهمة والحساسة في الفقه و علم الكلام الشيعي و انيط له تنقيح الكتاب القيّم حول المهدوية المسمي بمنتخب الاثر.
من اهم اساتذته في قم المقدسة المراجع العظام الايات.
السيد محمد تقي الخوانساري، الشيخ حجت، الشيخ الصدر والبروجردي و في النجف الشيخ محمد كاظم الشيرازي، السيد جمال الدين الکلبایکانی والشيخ محمد علي الكاظمي.
صفاته:
الزهد، التقوي، الاخلاص، القناعة، الاتكال علي الله، سعة الصدر، الصراحة، الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، محاربة البدع، هذه من اهم صفاته الروحية ـ الاخلاقية وجوده جليء في حبه للائمه عليهم السلام هؤلاء‌ الانوار المقدسة ، فان حبه لهم بحر لا متناهي.
تراه في كل فجر و عند دعاء العهد، يرنم امانيه لرؤية مولاه من خلال تكرار هذه النغمات (العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان) و تراه كل جمعة في مسجد جمكران مغتنماً تلك اللحظات المعنوية.
التدريس، التحقيق، التأليف و اتقانه العلوم الاسلامية المتنوعة‌ هي من مواهبه العلمية.
اكتنازه لهذه المراتب العلمية العالية، جعله حلقة من مسلسل الممتازين في حوزة‌ قم المقدسة علي نحو اثني مقامه العلمي و المعنوي العالي جمع من الايات العظام: كالسيد جمال الدين الكلبايكاني والبروجردي و الامام الخميني والسيد محمد رضا الكلبايكاني.
فقبل خمسين عاماً و من خلال رسالة مهمة اعلن آية‌ الله العظمي السيد جمال الدين الكلبايكاني اجتهاد سماحته و بلوغه ذروة العلو.
في زمان المرحوم البروجردي و بعد رحيله، كان هو من الاشخاص المعدودين الذين اعطيت لهم مسوولية اختبار فضلاء الحوزة‌ في مرتبة السطوح والدرس الخارج الفقه و جماعة من المجتهدين الحالیین و اساتذة حوزة‌ قم المقدسة.
اضافة لما ذكرناه لهذا الفقيه الجليل، كان له بحوث و دراسات واسعة بخصوص الاداب و تاريخ الاسلام و ايران و كما كان يعرف قوالب الشعر المختلفة و بحورها كانت لديه مهارة فائقة في نظم الشعر.
إنّ هذا المرجع الفذ و رغماً من كثرة‌ انشغاله، بالامور المختلفة، فهو يتابع كل يوم عن طريق وسائل الاعلام الاخبار و حوادث العالم و بالخصوص العالم الاسلامي بدقة ونظراً لمعلوماته الواسعة في التاريخ والسياسة، فهو يتمتع بقدرة تحليلية عالية بخصوص المنطقة و العالم الاسلامي، والمصداق الحقيقي (للعالم بزمانه)
قبل انتصار الثورة الاسلامية، و بسبب اندكاكه في صفوف محاربة النظام الملكي او قفت اجهزة الامن الشاهنشاهية (السافاك) انتشار احد كتبه التي نقد فيها فساد النظام الحاكم آنذاك. في نفس الوقت منع نشر بعض كتبه المهمة المدافعة عن موقف الشيعة في بعض الدول العربية.
ولهذا لم يستطيعوا، رجال الدولة في هذه الدول ومعهم بعض العلماء، اصحاب القلم كتم غضبهم بسبب كتاباته المرعيّة والموقضي.
وفي عام ١٣٥٨ هـ ش ، نصب من قبل الامام الخميني(ره) عضواً في مجلس صيانة الدستور و عين ايضاً اميناً عاماً‌ لهذا المجلس لمدة ٨ سنوات, فهو منشأ خدمة ثمينة للنظام الاسلامي و للشعب العزيز، و لم يتردد و لا لحظة واحدة‌عن الدفاع في سبيل حريم الاسلام و القرآن.
سماحة آية الله العظمي الصافي، الذي كان منذعقدين مؤهلاً للمرجعية ومحرزراً لها، فهو علي الرغم من هذا تجنب هذه المنزلة الرفيعة المقدسة بكرامة، لكن بعد رحيل آية الله العظمي الكلبايكاني(ره) في شهر آذر ١٣٧٢ هـ . ش و نظراً للدعوات العديدة والاصرار الشديد من العلماء و الناس، قبل التصدي لها و هو آلان يعد من المراجع المهمة و من الاركان الاصلية في حوزة قم المقدس.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016