الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٢٥) أهمية دراسة غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والنظر فيها
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٢٥) أهمية دراسة غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والنظر فيها

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: يحيى غالي ياسين تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٦/٠١ المشاهدات المشاهدات: ٤٣٩٨ التعليقات التعليقات: ٠

أهمية دراسة غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والنظر فيها

يحيى غالي ياسين

لم تكن القضية المهدوية بدعة شيعية، ولا شخصية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) شخصية أسطورية أو ضرب من الخيال...!، وإنما هي قضية عالمية حازت على اتفاق العالم، ما لم تكد تحز هكذا قضية حساسة وحرجة مثلها.
فالمهدي من حيث المفهوم والأثر نجده عند أهل الديانات وغير أهل الديانات وإن تلبَس بعناوين وأسماء أخرى، ولكنها تدل على نفس المضمون، فتارة يذكر باسم المنقذ وتارة ثانية باسم المخلّص وثالثة يشار إلى أعماله وآثاره التي ستترشح عنه، وهكذا...
فالقضية المهدوية وحسب المصطلح لم تكن يوماً نقطة اختلاف حكمية وإنما هي نقطة اختلاف موضوعية.. أي أن الاختلاف لم يكمن بالمفهوم وإنما بالمصداق، لم يختلفوا بالقيادة وإنما اختلفوا بالقائد، من هو ومتى سيأتي وكيف سيظهر... الخ.
لذا واستناداً إلى عقائد راسخة وأحاديث وقصص صادقة وطرق علمية دقيقة ومباحث فنية وبرهانية معتمدة، استطاع أتباع مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) أن يضعوا جواباً محدداً إلى تلك الأسئلة، وعرفوا من هو ذلك القائد، وما هي مقدمات ظهوره، وما هي طريقة الظهور، وإلى غيرها من التفاصيل الأخرى.
وعلى أساس ذلك التحديد واستناداً لتلك العقائد، انفردت هذه المدرسة ببعض الأمور داخل مجمل القضية المهدوية، أو بالأصح اختصت مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ببعض التفاصيل التي حسبت عليها، ومن بين أهم تلك التفاصيل وأكثرها جدلاً هي قضية (غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)).
قطع المذهب الإمامي خبراً مفاده: أن الإمام المهدي الموعود (عجّل الله فرجه) هو ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) والذي هو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، ولد عام ٢٥٥ للهجرة وأنه سيملأ الأرض عدلاً بعد أن مُلئت ظلماً.
هذا القطع بالخبر أو بالأخص بطرفي الخبر وهما: الولادة وتحديد الشخص من ناحية، وملأ الأرض بعد حين من ناحية أخرى، استدعى إلى واسطة معقولة ومستساغة بين الطرف الأول المنجز منذ ما يقارب الـ(١٢) قرناً من الزمان، والثاني الذي لم يتحقق بعد...!
هذه الواسطة وهذه القضية التي تملأ الفراغ بين الطرفين تتمثل بـ(غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عن الناس إلى يوم لا يعلمه إلّا الله جل وعلا).
من هنا برزت الحاجة بالنسبة إلى المعتقد بها إلى التسلح بعلمها والتبصر في مداليل متنها.
لذلك لم تكن دراسة غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والنظر فيها هي نوع من أنواع الترف الفكري، أو سفسطة، أو ما شاكل ذلك، وإنما هي قضية مفصلية لها مساس مباشر وحياة البشر في هذه الحياة وما بعد هذه الحياة.
ويمكننا أن نبين نقاط توضح مدى أهمية دراسة غيبة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه):
١) كونها من أكثر القضايا إشكالاً مع الآخرين من غير المذهب الإمامي.
٢) كونها متمثلة بأخطر الأشياء وقوعاً بين البشر، وهو غياب القائد الحقيقي والهادي إلى طريق الصواب، وهذا بغض النظر عن إثبات خطورته عقلاً، فهو ثابت تأريخاً، فقد مرت الإنسانية بتجارب مماثلة لهذا الأمر، ولكنها فشلت وهوت إلى نتائج فظيعة، ومنها ما حصل لبني إسرائيل عند غياب موسى (عليه السلام)، فعلى الرغم من قصر فترة الغيبة هناك إلّا أنهم وقعوا بأكبر الذنوب وأبشعها، ألا وهو اتخاذ إلهاً دون الله (جلّ وعلا).
٣) ما دلت الأحاديث الثابتة عليه من مرور البشرية في هذه الفترة ببلايا وامتحانات واضطرابات عصيبة وشديدة، ومرور الأُمة بأنواع الفتن وشدائد المحن.
٤) ارتباط نهاية الغيبة بأكبر حدث كوني، الذي يعتبر هدفاً للسماء والأنبياء والصلحاء وأملاً للضعفاء، والمتمثل بإقامة المجتمع الإنساني الصالح وبناء دولة العدل الإلهي.
٥) ما دلت عليه الروايات، بأن الاهتمام بها وحسن التصرف بها وإجادة الخروج من أزماتها، يعتبر المنفذ الوحيد منها والمعبر الوحيد للتخلص من جريانها. أي أن انتهاء عصر الغيبة مرتبط بحسن تصرف الإنسان فيه، ومتوقف على إجادة إدارته من قبل الناس. ومثله مثل الداخل في متاهة، فخروجه منها غير مرتبط بوقت محدد بل موقوف على معرفة الطريق المؤدي إلى المخرج.
٦) الاهتمام بالغيبة يعتبر تكليف إسلامي مترتب على عاتق المسلمين. والنظر فيها وحسن التصرف واتِّباع بعض الأساليب، تعتبر تكاليف وواجبات أكدت عليها الروايات الثابتة كما سنبينه لاحقاً.
٧) إن إثبات صحة وقوع الغيبة يتسلسل بدوره إلى إثبات الكثير من العقائد والعبادات التي طالما افترق المسلمون بسببها فيما بينهم من جانب، وبينهم وبين الآخر الكافر والملحد من جانب آخر.
هذه النقاط وغيرها، تستدعي الاهتمام والحرص على دراسة ومعرفة الغيبة والنظر فيها نظر عالم عامل.
بقي علينا أن نوضح في مبحثنا هذا شذرات من معنى وكيفية الاهتمام بالغيبة، وكما يلي:
١) الإيمان بوقوعها من جانب وإثباتها بالأدلة الدامغة لمنكريها من جانب آخر.
٢) العمل على الخروج منها باتباع الأساليب والطرق الواردة إلينا.
٣) الارتباط الروحي الوثيق بالإمام الغائب (عجّل الله فرجه) وجعل قضيته محوراً لحركاتنا وسكناتنا.
٤) أن يكون الفرد مستعداً لظهوره الميمون في أي لحظة.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016