(٣٥)
﴿قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾ (التوبة: ١٤)
* الغيبة للطوسي: سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اَللهِ، عَنِ اَلحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ اَلزَّيْتُونِيِّ وَعَبْدِ اَللهِ بْنِ جَعْفَرٍ اَلحِمْيَرِيِّ [مَعاً]، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلَالٍ اَلعَبَرْتَائِيِّ، عَنِ اَلحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ أَبِي اَلحَسَنِ اَلرِّضَا (عليه السلام) فِي حَدِيثٍ لَهُ طَوِيلٍ اِخْتَصَرْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ اَلحَاجَةِ، أَنَّهُ قَالَ: «لَابُدَّ مِنْ فِتْنَةٍ صَمَّاءَ صَيْلَمٍ يَسْقُطُ فِيهَا كُلُّ بِطَانَةٍ وَوَلِيجَةٍ، وَذَلِكَ عِنْدَ فِقْدَانِ اَلشِّيعَةِ اَلثَّالِثَ مِنْ وُلْدِي، يَبْكِي عَلَيْهِ أَهْلُ اَلسَّمَاءِ وَأَهْلُ اَلأَرْضِ، وَكَمْ مِنْ مُؤْمِنٍ مُتَأَسِّفٍ حَرَّانَ حَزِينٍ عِنْدَ فَقْدِ اَلمَاءِ اَلمَعِينِ، كَأَنِّي بِهِمْ أَسَرَّ مَا يَكُونُونَ، وَقَدْ نُودُوا نِدَاءً يَسْمَعُهُ مَنْ بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ، يَكُونُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ وَعَذَاباً لِلْكَافِرِينَ»، فَقُلْتُ: وَأَيُّ نِدَاءٍ هُوَ؟ قَالَ: «يُنَادُونَ فِي رَجَبٍ ثَلَاثَةَ أَصْوَاتٍ مِنَ اَلسَّمَاءِ، صَوْتاً مِنْهَا: ﴿أَلَا لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [الأعراف: ٤٤]. وَاَلصَّوْتُ اَلثَّانِي: ﴿أَزِفَتِ الآزِفَةُ﴾ [النجم: ٥٧] يَا مَعْشَرَ اَلمُؤْمِنِينَ. وَاَلصَّوْتُ اَلثَّالِثُ - يَرَوْنَ بَدَناً بَارِزاً نَحْوَ عَيْنِ اَلشَّمْسِ -: هَذَا أَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ قَدْ كَرَّ فِي هَلَاكِ اَلظَّالِمِينَ». وَفِي رِوَايَةِ اَلحِمْيَرِيِّ: «وَاَلصَّوْتُ [اَلثَّالِثُ] بَدَنٌ يُرَى فِي قَرْنِ اَلشَّمْسِ يَقُولُ: إِنَّ اَللهَ بَعَثَ فُلَاناً، فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطِيعُوا»، وَقَالَا جَمِيعاً: «فَعِنْدَ ذَلِكَ يَأْتِي اَلنَّاسَ اَلفَرَجُ، وَتَوَدُّ اَلنَّاسُ لَوْ كَانُوا أَحْيَاءً، ﴿وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ﴾»(١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الغيبة للطوسي: ص٤٣٩ - ٤٤٠، ح٤٣١.