(٩٢)
﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ﴾ (النمل: ٨٣)
١ - تفسير القمِّي: سُئِلَ - أي أبو عبد الله (عليه السلام) - عَنْ قَوُلِهِ: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً﴾، فَقَالَ: «مَا يَقُولُ اَلنَّاسُ فِيهَا؟»، قُلْتُ: يَقُولُونَ: إِنَّهَا فِي اَلقِيَامَةِ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام): «يَحْشُرُ اَللهُ فِي يَوْمِ اَلقِيَامَةِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً وَيَذَرُ اَلبَاقِينَ؟ إِنَّمَا ذَلِكَ فِي اَلرَّجْعَةِ، فَأَمَّا آيَةُ اَلقِيَامَةِ فَهَذِهِ: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا...﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿مَوْعِداً﴾ [الكهف: ٤٧ و٤٨]»(١).
٢ - تفسير القمِّي: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام)، قَالَ: «مَا يَقُولُ اَلنَّاسُ فِي هَذِهِ اَلآيَةِ: ﴿وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً﴾؟»، قُلْتُ: يَقُولُونَ: إِنَّهَا فِي اَلقِيَامَةِ، قَالَ: «لَيْسَ كَمَا يَقُولُونَ، إِنَّ ذَلِكَ فِي اَلرَّجْعَةِ، أَيَحْشُرُ اَللهُ فِي اَلقِيَامَةِ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً وَيَدَعُ اَلبَاقِينَ؟ إِنَّمَا آيَةُ اَلقِيَامَةِ قوْلُهُ: ﴿وَحشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً﴾ [الكهف: ٤٧]. وَقَوْلُهُ ﴿وَحَرَامٌ عَلَى قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ﴾ [الأنبياء: ٩٥]»، فَقَالَ اَلصَّادِقُ (عليه السلام): «كُلُّ قَرْيَةٍ أَهْلَكَ اَللهُ أَهْلَهَا بِالعَذَابِ، وَمَحضُوا اَلكُفْرَ مَحْضاً لَا يَرْجِعُونَ فِي اَلرَّجْعَةِ، وَأَمَّا فِي اَلقِيَامَةِ فَيَرْجِعُونَ، أَمَّا غَيْرُهُمْ مِمَّنْ لَمْ يَهْلِكُوا بِالعَذَابِ (وَمَحَضُوا اَلإِيمَانَ مَحْضاً أَوْ) وَمَحَضُوا اَلكُفْرَ مَحْضاً يَرْجِعُونَ»(٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تفسير القمِّي: ج٢، ص٣٦.
(٢) تفسير القمِّي: ج١، ص٢٤ - ٢٥.