(٩٣)
﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾ (القصص: ٥ - ٦)
١ - دلائل الإمامة: عَنْ أَبِي اَلمُفَضَّلِ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ اَلحَسَنِ اَلمِنْقَرِيُّ اَلكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ زَيْدٍ اَلدَّهَّانُ، عَنْ مَكْحُولِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ رُسْتُمَ بْنِ عَبْدِ اَللهِ بْنِ خَالِدٍ اَلمَخْزُومِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ اَلأَعْمَشِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ اَلطَّاطَرِيِّ، عَنْ زَاذَانَ، عَنْ سَلْمَانَ (رضي الله عنه)، قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم): «إِنَّ اَللهَ (تَبَارَكَ وَتَعَالَى) لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا وَلَا رَسُولاً إِلَّا جَعَلَ لَهُ اِثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اَللهِ، لَقَدْ عَرَفْتُ هَذَا مِنْ أَهْلِ اَلكِتَابَيْنِ، فَقَالَ: «يَا سَلْمَانُ، هَلْ عَلِمْتَ مَنْ نُقَبَائِي وَمَنِ اَلاِثْنَيْ عَشَرَ اَلَّذِينَ اِخْتَارَهُمْ اَللهُ لِلْأُمَّةِ مِنْ بَعْدِي؟»، فَقُلْتُ: اَللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، فَقَالَ: «يَا سَلْمَانُ، خَلَقَنِي اَللهُ مِنْ صَفْوَةِ نُورِهِ، وَدَعَانِي فَأَطَعْتُهُ، وَخَلَقَ مِنْ نُورِي عَلِيًّا، وَدَعَاهُ فَأَطَاعَهُ، وَخَلَقَ مِنْ نُورِ عَلِيٍّ فَاطِمَةَ، وَدَعَاهَا فَأَطَاعَتْهُ، وَخَلَقَ مِنِّي وَمِنْ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ: اَلحَسَنَ، وَدَعَاهُ فَأَطَاعَهُ، وَخَلَقَ مِنِّي وَمِنْ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ: اَلحُسَيْنَ، فَدَعَاهُ فَأَطَاعَهُ. ثُمَّ سَمَّانَا بِخَمْسَةِ أَسْمَاءٍ مِنْ أَسْمَائِهِ، فَاللهُ اَلمَحْمُودُ وَأَنَا مُحَمَّدٌ، وَاَللهُ اَلعَلِيُّ وَهَذَا عَلِيٌّ، وَاَللهُ اَلفَاطِرُ وَهَذِهِ فَاطِمَةُ، وَاَللهُ ذُو اَلإِحْسَانِ وَهَذَا اَلحَسَنُ، وَاَللهُ اَلمُحْسِنُ وَهَذَا اَلحُسَيْنُ. ثُمَّ خَلَقَ مِنَّا وَمِنْ نُورِ اَلحُسَيْنِ: تِسْعَةَ أَئِمَّةٍ، فَدَعَاهُمْ فَأَطَاعُوهُ، قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ سَمَاءً مَبْنِيَّةً، وَأَرْضاً مَدْحِيَّةً، وَلَا مَلَكاً وَلَا بَشَراً، وَكُنَّا نُوراً نُسَبِّحُ اَللهَ، وَنَسْمَعُ لَهُ وَنُطِيعُ»، قَالَ سَلْمَانُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اَللهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، فَمَا لِمَنْ عَرَفَ هَؤُلَاءِ؟ فَقَالَ: «يَا سَلْمَانُ، مَنْ عَرَفَهُمْ حَقَّ مَعْرِفَتِهِمْ، وَاِقْتَدَى بِهِمْ، وَوَالَى وَلِيَّهُمْ، وَتَبَرَّأَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَهُوَ وَاَللهِ مِنَّا، يَرِدُ حَيْثُ نَرِدُ، وَيَسْكُنُ حَيْثُ نَسْكُنُ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اَللهِ، وَهَلْ يَكُونُ إِيمَانٌ بِهِمْ بِغَيْرِ مَعْرِفَةِ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَنْسَابِهِمْ؟ فَقَالَ: «لَا يَا سَلْمَانُ»، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اَللهِ، فَأَنَّى لِي بِهِمْ وَقَدْ عَرَفْتُ إِلَى اَلحُسَيْنِ؟ قَالَ: «ثُمَّ سَيِّدُ اَلعَابِدِينَ عَلِيُّ بْنُ اَلحُسَيْنِ، ثُمَّ اِبْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ بَاقِرُ عِلْمِ اَلأَوَّلِينَ وَاَلآخِرِينَ مِنَ اَلنَّبِيِّينَ وَاَلمُرْسَلِينَ، ثُمَّ اِبْنُهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ لِسَانُ اَللهِ اَلصَّادِقُ، ثُمَّ اِبْنُهُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ اَلكَاظِمُ غَيْظَهُ صَبْراً فِي اَللهِ (عزَّ وجلَّ)، ثُمَّ اِبْنُهُ عَلِيُّ بْنُ مُوسَى اَلرَّضِيُّ لِأَمْرِ اَللهِ، ثُمَّ اِبْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ اَلمُخْتَارُ مِنْ خَلْقِ اَللهِ، ثُمَّ اِبْنُهُ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ اَلهَادِي إِلَى اَللهِ، ثُمَّ اِبْنُهُ اَلحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ اَلصَّامِتُ اَلأَمِينُ لِسِرِّ اَللهِ، ثُمَّ اِبْنُهُ مُحَمَّدُ بْنُ اَلحَسَنِ اَلهَادِي اَلمَهْدِيُّ اَلنَّاطِقُ اَلقَائِمُ بِحَقِّ اَللهِ»، ثُمَّ قَالَ: «يَا سَلْمَانُ، إِنَّكَ مُدْرِكُهُ، وَمَنْ كَانَ مِثْلَكَ، وَمَنْ تَوَلَّاهُ بِحَقِيقَةِ اَلمَعْرِفَةِ»، قَالَ سَلْمَانُ: فَشَكَرْتُ اَللهَ كَثِيراً، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اَللهِ، وَإِنِّي مُؤَجَّلٌ إِلَى عَهْدِهِ؟ قَالَ: «يَا سَلْمَانُ، اِقْرَأْ ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيارِ وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾ [الإسراء: ٥ - ٦]»، قَالَ سَلْمَانُ: فَاشْتَدَّ بُكَائِي وَشَوْقِي، ثُمَّ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اَللهِ، أَبِعَهْدٍ مِنْكَ؟ فَقَالَ: «إِي وَاَللهِ، اَلَّذِي أَرْسَلَ مُحَمَّداً بِالحَقِّ، مِنِّي وَمِنْ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَاَلحَسَنِ وَاَلحُسَيْنِ وَاَلتِّسْعَةِ، وَكُلِّ مَنْ هُوَ مِنَّا وَمَعَنَا، وَمُضَامٍ فِينَا، إِي وَاَللهِ يَا سَلْمَانُ، وَلَيُحْضُرَنَّ إِبْلِيسُ وَجُنُودُهُ، وَكُلُّ مَنْ مَحَضَ اَلإِيمَانَ مَحْضاً وَمَحَضَ اَلكُفْرَ مَحْضاً، حَتَّى يُؤْخَذَ بِالقِصَاصِ وَاَلأَوْتَارِ، وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً، وَيُحَقِّقُ تَأْوِيلَ هَذِهِ اَلآيَةِ: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾»، قَالَ سَلْمَانُ: فَقُمْتُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَسُولِ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وَمَا يُبَالِي سَلْمَانُ مَتَى لَقِيَ اَلمَوْتَ، أَوْ اَلمَوْتُ لَقِيَهُ(١).
٢ - الغيبة للطوسي: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنِ اَلحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلقِطَعِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حَاتِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ يَحْيَى اَلثَّوْرِيِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ﴾، قَالَ: «هُمْ آلُ مُحَمَّدٍ يَبْعَثُ اَللهُ مَهْدِيَّهُمْ بَعْدَ جَهْدِهِمْ فَيُعِزُّهُمْ وَيُذِلُّ عَدُوَّهُمْ»(٢).
٣ - إلزام الناصب: قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ اَلقَصَصِ: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ﴾، عَنِ اَلبَاقِرِ وَاَلصَّادِقِ (عليهما السلام): «إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ هَاهُنَا هُمَا شَخْصَانِ مِنْ جَبَابِرَةِ قُرَيْشٍ، يُحْيِيهِمَا اَللهُ تَعَالَى عِنْدَ قِيَامِ اَلقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (عليه السلام) فِي آخِرِ اَلزَّمَانِ، فَيَنْتَقِمُ مِنْهُمَا بِمَا أَسْلَفَا»(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) دلائل الإمامة: ص٤٤٧ - ٤٥٠، ح٤٢٤/٢٨.
(٢) الغيبة للطوسي: ص١٨٤، ح١٤٣.
(٣) إلزام الناصب: ج١، ص٧٦.