(١٣٨)
﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾ (الصفّ: ٨-٩)
١ - الكافي: عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا، عَنِ اِبْنِ مَحْبُوبٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلفُضَيْلِ، عَنْ أَبِي اَلحَسَنِ اَلمَاضِي (عليه السلام)، قَالَ: سَأَلْتُه عَنْ قَوْلِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ﴾، قَالَ: «يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا وَلَايَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ (عليه السلام) بِأَفْوَاهِهِمْ»، قُلْتُ: ﴿وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ﴾، قَالَ: «وَاَللهُ مُتِمُّ اَلإِمَامَةِ، لِقَوْلِهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿اَلَّذِينَ آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا﴾ [التغابن: ٨]، فَالنُّورُ هُوَ اَلإِمَامُ»، قُلْتُ: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالهُدَى وَدِينِ الحَقِّ﴾، قَالَ: «هُوَ اَلَّذِي أَمَرَ رَسُولَه بِالوَلَايَةِ لِوَصِيِّه، وَاَلوَلَايَةُ هِيَ دِينُ الحَقِّ»، قُلْتُ: ﴿لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ﴾، قَالَ: «يُظْهِرُه عَلَى جَمِيعِ اَلأَدْيَانِ عِنْدَ قِيَامِ اَلقَائِمِ»، قَالَ: «يَقُولُ اَللهُ: ﴿وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ﴾ وَلَايَةِ اَلقَائِمِ، ﴿وَلَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ﴾ بِوَلَايَةِ عَلِيٍّ...»(١).
٢ - كمال الدِّين: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ (رضي الله عنه)، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَللهِ اَلكُوفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ اَلنَّخَعِيُّ، عَنْ عَمِّهِ اَلحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ اَلنَّوْفَلِيِّ، عَنِ اَلحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي حَمْزَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام) يَقُولُ: «إِنَّ سُنَنَ اَلأَنْبِيَاءِ (عليهم السلام) بِمَا وَقَعَ بِهِمْ مِنَ اَلغَيْبَاتِ حَادِثَةٌ فِي اَلقَائِمِ مِنَّا أَهْلَ اَلبَيْتِ حَذْوَ اَلنَّعْلِ بِالنَّعْلِ وَاَلقُذَّةِ بِالقُذَّةِ»، قَالَ أَبُو بَصِيرٍ: فَقُلْتُ: يَا بْنَ رَسُولِ اَللهِ، وَمَنِ اَلقَائِمُ مِنْكُمْ أَهْلَ اَلبَيْتِ؟ فَقَالَ: «يَا أَبَا بَصِيرٍ هُوَ اَلخَامِسُ مِنْ وُلْدِ اِبْنِي مُوسَى، ذَلِكَ اِبْنُ سَيِّدَةِ اَلإِمَاءِ، يَغِيبُ غَيْبَةً يَرْتَابُ فِيهَا اَلمُبْطِلُونَ، ثُمَّ يُظْهِرُهُ اَللهُ (عزَّ وجلَّ) فَيَفْتَحُ اَللهُ عَلَى يَدِهِ مَشَارِقَ اَلأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا، وَيَنْزِلُ رُوحُ اَللهِ عِيسَى بْنُ مَرْيَمَ (عليه السلام) فَيُصَلِّي خَلْفَهُ، وَتُشْرِقُ اَلأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا، وَلَا تَبْقَى فِي اَلأَرْضِ بُقْعَةٌ عُبِدَ فِيهَا غَيْرُ اَللهِ (عزَّ وجلَّ) إِلَّا عُبِدَ اَللهُ فِيهَا، ﴿وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ﴾ [الأنفال: ٣٩]، ﴿وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾»(٢).
٣ - الاحتجاج: [قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في احتجاجه على بعض الزنادقة]: «... وَلَمْ تُطِقِ اَلأُمَّةُ اَلصَّبْرَ عَلَى مَا أَظْهَرَهُ اَلثَّالِثُ مِنْ سُوءِ اَلفِعْلِ، فَعَاجَلَتْهُ بِالقَتْلِ، فَاتَّسَعَ بِمَا جَنَوْهُ مِنْ ذَلِكَ لِمَنْ وَافَقَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَكُفْرِهِمْ وَنِفَاقِهِمْ مُحَاوَلَةُ مِثْلِ مَا أَتَوْهُ مِنَ اَلاِسْتِيلَاءِ عَلَى أَمْرِ اَلأُمَّةِ، كُلُّ ذَلِكَ لِتَتِمَّ اَلنَّظِرَةُ اَلَّتِي أَوْحَاهَا اَللهُ تَعَالَى لِعَدُوِّهِ إِبْلِيسَ، إِلَى أَنْ يَبْلُغَ اَلكِتَابُ أَجَلَهُ، وَيَحِقَّ اَلقَوْلُ عَلَى اَلكَافِرِينَ، وَيَقْتَرِبَ اَلوَعْدُ اَلحَقُّ اَلَّذِي بَيَّنَهُ فِي كِتَابِهِ بِقَوْلِهِ: ﴿وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [النور: ٥٥]، وَذَلِكَ إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ اَلإِسْلَامِ إِلَّا اِسْمُهُ، وَمِنَ اَلقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ، وَغَابَ صَاحِبُ اَلأَمْرِ بِإِيضَاحِ اَلغَدْرِ لَهُ فِي ذَلِكَ، لاِشْتِمَالِ اَلفِتْنَةِ عَلَى اَلقُلُوبِ، حَتَّى يَكُونَ أَقْرَبُ اَلنَّاسِ إِلَيْهِ أَشَدَّهُمْ عَدَاوَةً لَهُ، وَعِنْدَ ذَلِكَ يُؤَيِّدُهُ اَللهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا، وَيُظْهِرُ دِيْنَ نَبِيِّهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) - عَلَى يَدَيْهِ - ﴿عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ﴾»(٣).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) الكافي: ج١، ص٤٣٢، باب فيه نكت ونتف من التنزيل في الولاية، ح٩١.
(٢) كمال الدِّين: ص٣٤٥ - ٣٤٦، ب٣٣، ح٣١.
(٣) الاحتجاج: ج١، ص٣٨٢.