(١٦٤)
﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى...﴾ إلى قوله: ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى﴾ (الليل: ١-١٧)
١ - تفسير القمِّي: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اَلجَبَّارِ، عَنِ اِبْنِ أَبِي عُمَيْرٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ(عليه السلام) عَنْ قَوْلِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾، قَالَ: «اَللَّيْلُ فِي هَذَا اَلمَوْضِعِ فُلَانٌ غَشِيَ أَمِيرَ اَلمُؤْمِنِينَ فِي دَوْلَتِهِ اَلَّتِي جَرَتْ لَهُ عَلَيْهِ وَأَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَصْبِرُ فِي دَوْلتِهِمْ حَتَّى تَنْقَضِيَ»، قَالَ: ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾، قَالَ: «اَلنَّهَارُ هُوَ اَلقَائِمُ (عليه السلام) مِنَّا أَهْلَ اَلبَيْتِ، إِذَا قَامَ غَلَبَ دَوْلَتُهُ اَلبَاطِلَ، وَاَلقُرْآنُ ضُرِبَ فِيهِ اَلأَمْثَالُ لِلنَّاسِ وَخَاطَبَ اَللهُ نَبِيَّهُ بِهِ وَنَحْنُ، فَلَيْسَ يَعْلَمُهُ غَيْرُنَا»(١).
٢ - تأويل الآيات: جَاءَ مَرْفُوعاً عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام) فِي قَوْلِ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى﴾، قَالَ: «دَوْلَةُ إِبْلِيسَ إِلَى يَوْمِ اَلقِيَامَةِ، وَهُوَ يَوْمُ قِيَامِ اَلقَائِمِ، ﴿وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ وَهُوَ اَلقَائِمُ إِذَا قَامَ، وَقَوْلُهُ: ﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى﴾ [أَيْ] أَعْطَى نَفْسَهُ اَلحَقَّ وَاتَّقَى اَلبَاطِلَ، ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى﴾ أَيْ اَلجَنَّةَ، ﴿وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى﴾ يَعْنِي بِنَفْسِهِ عَنِ اَلحَقِّ، وَاِسْتَغْنَى بِالبَاطِلِ عَنِ اَلحَقِّ، ﴿وَكَذَّبَ بِالحُسْنَى﴾ بِوَلَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَاَلأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ (صَلَوَاتُ اَللهِ عَلَيْهِمْ)، ﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى﴾ يَعْنِي اَلنَّارَ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾ يَعْنِي أَنَّ عَلِيًّا هُوَ اَلهُدَى، وَإِنَّ لَهُ اَلآخِرَةَ وَاَلأُولى، ﴿فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى﴾»، قَالَ: «هُوَ اَلقَائِمُ إِذَا قَامَ بِالغَضَبِ، فَيَقْتُلُ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ، ﴿لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الأَشْقَى﴾»، قَالَ: «هُوَ عَدُوُّ آلِ مُحَمَّدٍ، ﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى﴾»، قَالَ: «ذَاكَ أَمِيرُ اَلمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وَشِيعَتُهُ»(٢).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تفسير القمِّي: ج٢، ص٤٢٥.
(٢) تأويل الآيات الظاهرة: ج٢، ص٨٠٧ - ٨٠٨، ح١.