(٦٤٨ هـ - ٧٢٦ هـ)
اسمه وكنيته ونسبه:
الشيخ أبو منصور، الحسن بن يوسف بن علي بن مُطهَّر الحلِّي الأسدي، المعروف بالعلاَّمة الحلّي.
ولادته:
ولد العلاّمة الحلّي في السابع والعشرين من شهر رمضان ٦٤٨ هـ بمدينة الحلّة في العراق.
أساتذته: نذكر منهم ما يلي:
١ـ خاله، الشيخ جعفر بن الحسن، المعروف بالمحقّق الحلّي.
٢ـ الشيخ محمّد الطوسي، المعروف بالخاجة نصير الدين.
٣ـ الشيخ يحيى الحلّي، المعروف بابن سعيد الحلّي.
٤ـ السيّد عبد الكريم بن أحمد بن طاووس.
٥ـ السيّد أحمد بن موسى بن طاووس.
٦ـ السيّد علي بن موسى بن طاووس.
٧ـ الشيخ أحمد بن عبد الله الواسطي.
٨ـ الشيخ علي بن عيسى الأربلي.
٩ـ أبوه، الشيخ يوسف الحلّي.
١٠ـ الشيخ محمّد بن نما الحلّي.
١١ـ الشيخ حسن الصنعاني.
١٢ـ الشيخ سالم السوداوي.
١٣ـ الشيخ ميثم البحراني.
تلامذته: نذكر منهم ما يلي:
١ـ ابن أخته، السيّد عبد المطّلب الحسيني الأعرجي الحلّي.
٢ـ ابن أخته، السيّد عبد الله الحسيني الأعرجي الحلّي.
٣ـ السيّد حسين بن محمّد العلوي الحسيني الطوسي.
٤ـ الشيخ محمّد بن محمّد الرازي البويهي.
٥ـ الشيخ الحسين بن إبراهيم الاسترآبادي.
٦ـ السيّد مهنّا بن سنان المدني الحسيني.
٧ـ الشيخ إبراهيم بن الحسين الآملي.
٨ـ الشيخ علي بن أحمد المرندي.
٩ـ ابنه، الشيخ محمّد الحلّي.
١٠ـ السيّد محمّد الحلّي.
مكانته العلمية:
لم يتَّفق لأحد من العلماء قبل الشيخ جمال الدين الحسن الحلّي أن لُقِّب بـ(العلاّمة)، فهو أوّل من أحرز هذا اللقب، وقد انتزعه من إعجاب العلماء بمعارفه.
فقد تألَّق ذكره قدس سره في الآفاق، وسطع نجمه في سماء العلم، وسمت مكانته بين العلماء، ومن هنا يكون لقبه ذاك بمثابة وسام علمي، يشير - بوضوح - إلى منزلته العلمية الرفيعة.
وممّا يُذكر أنّه قد نال هذا اللقب الفاخر بعد مناظرة مشهورة له في مجلس السلطان الجايتو خُدابنده، إذ كشفت تلك المناظرة عن ذهن وقَّاد، وعلم زاخر، وفهم وافر، ودقَّة مدهشة، واستحضار غريب، وعلى أثر ذلك مُنح هذا اللقب ارتجالاً، ثمَّ ما لبث أن لازمه، واختصَّ به.
أقوال العلماء فيه: نذكر منهم ما يلي:
١ـ قال الشيخ الحر العاملي في أمل الآمل: (فاضل عالم، علاّمة العلماء، محقِّق مدقِّق، ثقة ثقة، فقيه محدِّث، متكلِّم ماهر، جليل القدر، عظيم الشأن، رفيع المنزلة، لا نظير له في الفنون والعلوم العقليات والنقليات، وفضائله ومحاسنه أكثر من أن تحصى).
٢ـ قال الشيخ ابن داود الحلّي في رجاله: (شيخ الطائفة وعلاّمة وقته، وصاحب التحقيق والتدقيق، كثير التصانيف، انتهت رئاسة الإمامية إليه في المعقول والمنقول).
٣ـ قال الشهيد الأوّل في إجازته لابن الخازن: (الإمام الأعظم الحجّة أفضل المجتهدين جمال الدين).
مناظراته:
ممَّا امتاز به العلاَّمة الحلّي أنّه درس عند بعض علماء المذاهب الأُخرى، فخالطهم وحاججهم احتجاجاً علمياً هادئاً، فاطَّلع على ما عندهم من جهة، وعرَّفهم بما عنده من جهة أُخرى.
فاستمرَّ في مناظراته معهم على إدراك، وتثبت، ودقّة، وبصيرة، حتّى فرضت مكانته العلمية نفسها على مخالفيه، فلم يتعدَّوه إلاّ بعد الثناء عليه، والإقرار بفضله وفضيلته.
ولا بُدَّ من مثل العلاّمة الحلّي أن يُناظِر ويناظَر، ويُناقِشَ ويُناقَش، ولا بُدَّ إلى مثله تُوجَّه الأسئلة، ومن مثله تُنتَظر الأجوبة، ومن هنا نُقل أنّ للعلاّمة الحلّي جرت احتجاجات كثيرة، بعضها رُويت، وبعضها كتبها هو بنفسه.
وكان من رائعات مناظراته ما ذكره الشيخ محمّد تقي المجلسي في شرح من لا يحضره الفقيه (روضة المتّقين) في قصَّة خلاصتها: أنّ السلطان الجايتو المغولي غضب على إحدى زوجاته فطلَّقها ثلاثاً، ثمَّ ندم، فسأل العلماء، فقالوا: لا بُدَّ من المُحلِّل.
فقال: لكم في كل مسألة أقوال، فهل يوجد هنا اختلاف ؟ قالوا: لا.
فقال أحد وزرائه: في الحلَّة عالِم يُفتي ببطلان هذا الطلاق، فاعترض علماء العامَّة، إلاّ أنّ المَلك قال: أمهِلوا حتّى يَحضُر ونرى كلامه، فأحضره، فكان من العلاّمة الحلّي أن دخل وقد أخذ نعليه بيده وجلس، فسُئل عن ذلك، فقال: خِفتُ أن يسرقه بعض أهل المذاهب، كما سرقوا نعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
فقالوا معترضين: إنَّ أهل المذاهب لم يكونوا في عهد رسول الله، بل وُلدوا بعد المائة من وفاته فما فوق، فقال العلاّمة الحلّي للملك: قد سمعتَ اعترافهم هذا، فمن أين حصروا الاجتهاد فيهم، ولم يجوِّزوا الأخذ من غيرهم، ولو فُرض أنَّه أعلم ؟! سأل الملك: ألم يكن واحد من أصحاب المذاهب في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ؟ ولا في زمن الصحابة ؟ قالوا: لا.
فقال العلاّمة: ونحن نأخذ مذهبنا عن علي بن أبي طالب عليه السلام، وهو نفس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأخوه، وابن عمِّه، ووصيِّه، ونأخذ عن أولاده عليهم السلام من بعده، فسأله الملك عن الطلاق بالثلاث، فأجابه العلاّمة: باطل، لعدم وجود الشهود العدول.
وجرى البحث بينه وبين العلماء حتَّى ألزمهم الحجَّة جميعاً، فتشيَّع الملك ألجايتو، وخطب بأسماء الأئمّة الإثني عشر في جميع بلاده، وأمر فضُربت السكَّة بأسمائهم عليهم السلام، وأمر بكتابتها على جدران المساجد والمشاهد.
قال الشيخ آقا بزرك الطهراني: وفي عصر العلاّمة الحلّي استبصر السلطان خدابنده وتشيَّع، وضرب النقود باسم الأئمّة عليهم السلام عام ٧٠٨ هـ.
وأُعطيت بعض الحريَّات الدينية التي كان العبّاسيون يمنعونها، وفي عصره أيضاً عادت الحلّة إلى مكانتها العلمية القديمة، فازدهرت فيها المدارس بعدما عانت من الاضطهاد مُدداً طويلة.
مؤلفاته: نذكر منها ما يلي:
١ـ الأدعية الفاخرة المنقولة عن الأئمّة الطاهرة عليهم السلام.
٢ـ كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه السلام.
٣ـ تحرير الأحكام الشرعية على مذهب الإمامية.
٤ـ القواعد الجلية في شرح الرسالة الشمسية.
٥ـ قواعد الأحكام في معرفة الحلال والحرام.
٦ـ تنقيح قواعد الدين المأخوذة عن آل ياسين.
٧ـ الجوهر النضيد في شرح كتاب التجريد.
٨ـ إيضاح الاشتباه في ضبط تراجم الرجال.
٩ـ تحصيل السداد في شرح واجب الاعتقاد.
١٠ـ تبصرة المتعلّمين في أحكام الدين.
١١ـ خلاصة الأقوال في معرفة الرجال.
١٢ـ الألفين الفارق بين الصدق والبين.
١٣ـ مختلف الشيعة في أحكام الشريعة.
١٤ـ إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان.
١٥ـ الأسرار الخفية في العلوم العقلية.
١٦ـ تلخيص المرام في معرفة الأحكام.
١٧ـ كشف الحق ونهج الصدق.
١٨ـ الباب الحادي عشر.
١٩ـ تذكرة الفقهاء.
٢٠ـ لُب الحكمة.
وفاته:
توفّي العلاّمة الحلّي قدس سره في الحادي والعشرين من المحرَّم ٧٢٦ هـ، ودفن بجوار مرقد الإمام علي عليه السلام بمدينة النجف الأشرف.