الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في الكتاب والسنّة موجزاً
محمد هادي معرفت
المقدمة:
ولعلّ من ضرورة المذهب الإسلامي الحنيف، والتي وردت في الكتاب العزيز في عدّة آيات، وجاءت في السنة الشريفة في متواتر الروايات، هي: مسألة (المهدي الموعود (عجّل الله فرجه)) وبذلك اتفقت كلمة الأمّة على مختلف المذاهب والآراء في الاعتقاد بظهور المهدي (عجّل الله فرجه) من آل محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في آخر الزمان، ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد ما ملئت ظلماً وجوراً.
الأمر الذى يبدو ضروريّاً في عامة معتقدات أهل الملّة، لم يشذّ منها إلّا مكابر ومعاند.
والمصنَّفات والتآليف في إثبات ظهوره (عجّل الله فرجه) وأنه من ولد فاطمة (عليها السلام) كثيرة ومتنوّعة، جادت بها قرائح أرباب القلم النزيه من علماء الفريقين.
المهدي (عجّل الله فرجه) في القرآن:
جلّ ما ورد بشأن المهدي (عجّل الله فرجه) في القرآن الكريم، هي من دلالة باطن الآية الذي هو تأويلها دون تنزيلها.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «ما في القرآن آية إلّا ولها ظهر وبطن».
سُئل الإمام أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) عن ذلك، فقال: «ظهرُها تنزيلها وبطنها تأويلها».
والبطن والتأويل، عبارة عن المفهوم العام المنتزع عن الآية، بعد إلغاء الخصوصيّات المكتنفة، لتصبح الآية صالحة للانطباق على موارد مشابهة لمورد النزول، على مرّ الأيّام. الأمر الذي ضمن للقرآن بقاءه وشموله مع الخلود.
نعم أن للقرآن الكريم دلالة بحسب ظاهره، مما يرتبط وشأن نزول الآية. ودلالة أخرى عامة صالحة للانطباق على الموارد المشابهة حسبما يأتي من زمان. وبذلك أصبح القرآن حيّاً مع الأبد، وكان شفاء للناس ودواءً لأدوائهم في مختلف الأزمان والعصور.
فمن الآيات التي ورد تأويلها بشأن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) قوله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾.
هذه الآية نزلت بشأن قصّة فرعون وموسى (عليه السلام) وبني إسرائيل.
ولكنّها عامة، إنها سنة الله جرت في الخلق، أنّ الله تعالى سوف يأخذ بيد المستضعفين ليرفعهم على المستكبرين، ويورثهم أرضهم وديارهم.
ففي حديث مفضَّل بن عُمَر، قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نظر إلى علي والحسن والحسين (عليهم السلام) فبكى، وقال: أنتم المستضعفون بعدي».
قال المفضَّل: قلت: ما معنى ذلك؟ قال: «معناه أنكم الأئمة بعدي، أنّ الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾» قال (عليه السلام): «فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة».
وفي نهج البلاغة: «لتعطفنّ الدنيا علينا بعد شماسها عطف الضروس على ولدها».
وتلا عقيب ذلك: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.
الشماس: مصدر شمس الفرس، إذا منع من ظهره.
والضروس: الناقة السيّئة الخلق تعضّ حالبها، عطفاً على ولدها.
قال ابن أبي الحديد: والإمامية تزعم أن ذلك وعد منه بالإمام الغائب الذي يملك الأرض في آخر الزمان. وأصحابنا يقولون: إنه وعد بإمام يملك الأرض ويستولي على الممالك، ولا يلزم أن يكون موجوداً. بل يكفى في صحة هذا الكلام أنه يخلق في آخر الوقت.
قلت: فقد اتفقت الكلمة بأن في الآية وعداً بإمام يملك الأرض ويستولي على البلاد، قبل أن تقوم الساعة. إنما الاختلاف في أنه موجود الآن أم سوف يولد لوقته. لكنه من ولد علي (عليه السلام) على أي حال.
وفي سورة الأنبياء (٢١: ١٠٥):
﴿وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾.
والمراد من الزبور: زبور داود، جاء في سورة النساء (٤: ١٦٣) والإسراء (١٧: ٥٥): ﴿وآتينا داود زبوراً﴾.
وهو: كتاب المزامير، الوارد ضمن كتاب العهد القديم. جاء فيه: «كُفّ عن الغضب واترك السُّخط، ولا تَفَرْ لفعل الشّر، لأن عاملي الشرّ يُقطعون».
«والذين ينتظرون الربّ هم يرثون الأرض».
«أمّا الوُدَعاء فيرثون الأرض ويتلذّذون في كثرة السلامة».
«لأن المباركين منه يرثون الأرض، والملعونين منه يُقطعون».
«الصدّيقون يرثون الأرض ويسكنونها إلى الأبد».
وهكذا جاء في سورة النور (٢٤: ٥٥):
﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا﴾ وهذا الوعد بالتمكين في الأرض بصورة مستوعبة ومستمرة مع الأبد، لم يتحقق للأمّة المسلمة في اى وقت، سوى أنه وعد حتم يتحقق بظهور المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه).
وجاء بشأن عيسى بن مريم (عليه السلام) ورجوعه إلى الدنيا في آخر الزمان واتِّباعه للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) قوله تعالى: ﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقالُوا أَآلِهَتُنا خَيْرٌ أَمْ هُوَ ما ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ * وَلَوْ نَشاءُ لَجَعَلْنا مِنْكُمْ مَلائِكَةً فِي الْأَرضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِها وَاتَّبِعُونِ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ قال ابن حجر الهيثمي: قال مقاتل بن سليمان ومن تبعه من المفسّرين: إنّ هذه الآية نزلت في المهدي (عجّل الله فرجه).
قال: وستأتي الأحاديث المصرّحة بأنه من أهل البيت النبوي. ففي الآية دلالة على البركة في نسل فاطمة وعلى (عليهما السلام) وأن الله ليخرج منهما كثيراً طيّباً، وأن يجعل نسلهما مفاتيح الحكمة ومعادن الرحمة. وسرّ ذلك أنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أعاذها وذرّيتها من الشيطان الرجيم، ودعا لعلي بمثل ذلك.
قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم وإمامكم منكم» قوله تعالى: ﴿وأنه لَعِلْمٌ للساعة...﴾ أي من علائم الساعة، حيث نزوله في آخر الزمان.
المهدي في الحديث:
جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل (ج١، ص٣٧٦) بالإسناد إلى الصحابي الكبير عبد الله بن مسعود عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «لا تقوم الساعة حتى يلي رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمى».
وهكذا رواه أبو داود في السنن (كتاب المهدي، ج٤، ص١٠٦) برقم (٤٢٨٢).
والترمذي في جامعه (ج ٤، ص٥٠٥) برقم (٢٢٣١).
وروى أبو داود في السنن (ج٤، ص١٠٦) عن أمّ المؤمنين أمّ سلمة، قالت: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «المهدي من عترتي من ولد فاطمة».
وروى ابن ماجه في سننه (ج٢، ص٥١٩): قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «المهدى منّا أهل البيت».
وقال: «المهدي من ولد فاطمة».
وهكذا روى الحاكم في المستدرك (ج٤، ص٥٥٧) وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. وحديث «من أهل بيتي» صحيح على شرط الشيخين. قال: وروى: «رجل من عترتي» ص٥٥٨.
وأخرج أبو نعيم الأصبهاني - في صفة المهدي (عجّل الله فرجه) - بإسناده إلى حذيفة بن اليمان، قال: خطبنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بما هو كائن، ثم قال، «لو لم يبق من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله - (عزَّ وجلَّ) - ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي». فقام سلمان الفارسي، فقال: يا رسول الله، من أي ولدك؟ قال: «هو من وَلَدي هذا»، وضرب بيده على الحسين (عليه السلام).
روى الصدوق - في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) - بإسناده إلى التميمي عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «لا تقوم السّاعة حتى يقوم القائم الحق منّا، وذلك حين يأذن الله - (عزَّ وجلَّ) - له... ومن تبعه نجا، ومن تخلّف عنه هلك... اللهَ اللهَ عبادَ الله، فأتوه ولو على الثلج، فإنه خليفة الله (عزَّ وجلَّ) وخليفتي».
وأيضاً بنفس الإسناد عن الرضا عن آبائه عن علي (عليهم السلام) قال: «قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): لا تذهب الدنيا حتى يقوم بأمر أمتي رجل من ولد الحسين، يملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً».
وروى في الإكمال بإسناده إلى هشام بن سالم عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال: «القائم من ولدى اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وسنته سنتي، يقيم الناس على ملّتي وشريعتي، ويدعوهم إلى كتاب الله - (عزَّ وجلَّ) -. من أطاعه أطاعني، ومن عصاه عصاني، ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني، ومن كذّبه فقد كذّبني، ومن صدّقه فقد صدّقني».
المهدي (عجّل الله فرجه) هو الإمام الثاني عشر:
قد ورد متواتراً عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «إنّ الأئمة اثنا عشر على عدد نقباء بني إسرائيل كلهم من قريش».
فقد أخرج الترمذي في جامعه (ج٤، ص٥٠١) وأبو داود في سننه (ج٤ ، ص١٠٦) عن جابر بن سمرة، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «لا يزال هذا الدين قائماً - وعزيزاً - حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش».
وفي صحيح البخاري - كتاب الأحكام - (ج٩، ص١٠١)، بإسناده إلى جابر بن سَمُرَة قال: سمعت النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: «يكون اثنا عشر أميراً...» فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: أنه قال، «كلهم من قريش».
وفي صحيح مسلم - كتاب الأمارة - (ج٦، ص٣) بإسناده إلى جابر بن سمرة، قال: دخلت مع أبي على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فسمعته يقول: «إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة». ثم تكلم بكلام خَفِي عَليَّ، فقلت لأبي، ما قال؟ قال: قال: «كلهم من قريش».
وهكذا رواه أحمد في سنده (ج٥، ص٩٠ و٩٢) و(ص ٨٩)، و(ص٩٤) و(ص٩٩ و١٠٨) والترمذي في صحيحه (ج٢، ص٣٥) وفى الصواعق المحرقة لابن حجر، (ص١١٣).
وفي المستدرك على الصحيحين (ج٤، ص٥٠١) بإسناده إلى مسروق بن الأجدع قال: كنا جلوساً ليلة عند عبد الله بن مسعود يقرئنا القرآن، فسأله رجل، فقال: يا أبا عبد الرحمن، هل سألتم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) كم يملك هذه الأمّة من خليفة؟
فقال عبد الله: ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك. قال: سألناه فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «اثنا عشر، عدّة نقباء بني إسرائيل».
ورواه أحمد في المسند (ج١، ص٣٨٩ و٤٠٦) ومثله المتقي الهندي في كنز العمال (ج٣، ص٢٠٥).
ثم، من هؤلاء الأئمة الاثنا عشر، الذين هم خلفاء الرسول مَن بعده؟
وللإجابة على هذا السؤال، نجد حديثاً رواه أبو نعيم في حليته، يوضّح أنهم من عترته: روى بإسناده إلى ابن عباس، قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «من سرّه أن يحيى حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنّة عدن غرسها ربي، فليوال عليّاً من بعدي وليوال وليّه، وليقتد بالأئمّة من بعدي، فإنّهم عترتي، خلقوا من طينتي،
رزقوا فهماً وعلماً، وويل للمكذّبين بفضلهم من أمّتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنا لهم الله شفاعتي»، قال أبو نعيم - تعقيباً على ذلك -: (فالمحققون بموالاة العترة الطيّبة، هم الذبل الشفاه، المفترشو الجباه، الأذلّاء في نفوسهم الفُناة، المفارقون لمؤثري الدنيا من الطغاة، هم الذين خلعوا الراحات، وزهدوا في لذيذ الشهوات، أنواع الأطعمة وألوان الأشربة، فدرجوا على منهاج المرسلين والأولياء من الصّديقين، ورفضوا الزائل الفاني، ورغبوا في الزائد الباقي، في جوار المنعم المفضال، ومولى الأيادي والنوال).
وروى بإسناده إلى مجاهد قال: (شيعة عليّ الحُلَماء العُلَماء الذبل الشفاه الأخيار الذين يعرفون بالرهبانية من أثر العبادة».
وعن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: «شيعتنا الزبل الشفاه، والإمام منا من دعا إلى طاعة الله».
وإذا كانت الأئمة من بعده (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من عترته، فهم الأئمة من ولد فاطمة (عليها السلام) الذين اعترفت الأمة بإمامتهم، وعلمهم وفضلهم.
أولهم بعد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) الإمام الحسن ثم الإمام الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي الباقر، ثم جعفر بن محمد الصادق، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثم علي بن موسى الرضا، ثم محمد بن علي الجواد، ثم علي بن محمد الهادي ثم الحسن بن علي العسكري، وآخرهم وهو الإمام المنتظر، هو المهدي القائم (عجّل الله فرجه). والتعبير بالعترة، تغليب، حيث أحد عشر منهم من ذرية رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وكلهم من ولد علي (عليه السلام) فكان هو أولهم وآخرهم المهدى المنتظر (عجّل الله فرجه).
ولا سبيل إلى معرفة الأئمة الاثني عشر، الذين نوّه عنهم الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، سوى الأئمة الذين انتسبت إليهم الإمامية الاثنا عشرية.
فلا تزال هذه العقيدة (الاعتقاد بالأئمة الاثني عشر) هي العقيدة الثابتة، المعتمدة على نصّ الرسول الكريم (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
ولولا أنّ المهدي هو الإمام الثاني عشر، لم يكن للأحاديث المأثورة بهذا الشأن مفهوم معقول.
فالعقيدة التي رسمتها الشيعة الاثنا عشرية - نظراً لوجود المهدي (عجّل الله فرجه) وبقائه طول الغيبة - هي العقيدة المنطبقة على صحيح الروايات المأثورة عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وهكذا ذكر محيى الدين ابن العربي نسب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأنه ابن الإمام الحسن العسكري وذكر آباءه إلى علي وفاطمة (عليهم السلام) واحداً بعد واحد.
قال الشيخ العارف عبد الوهاب الشعراني: (إنّ المهدي (عجّل الله فرجه) من أولاد الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، ومولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين - وهو باق إلى أن يجتمع بعيسى بن مريم (عليه السلام) فيكون عمره إلى وقتنا هذا - (وهو سنة ٩٥٨)، ٧٠٦ سنين).
قال: هكذا أخبرني الشيخ حسن العراقي المدفون فوق كدم الريش المطلّ على بِركة الرطل بمصر المحروسة على الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، حين اجتمع به. ووافقه على ذلك شيخنا سيدي على الخواص رحمهما الله تعالى.
قال: وعبارة الشيخ محيى الدين: (واعلموا أنه لابد من خروج المهدي (عليه السلام) لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جوراً وظلماً، فيملؤها قسطاً وعدلاً، ولو لم يكن من الدنيا إلّا يوم واحد لطوّل الله تعالى ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة، وهو من عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من ولد فاطمة، جدّه الحسين بن علي بن أبي طالب، ووالده الحسن العسكري ابن الإمام علي النقي ابن الإمام محمد التقي ابن الإمام علي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم ابن الإمام جعفر الصادق ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام زين العابدين علي ابن الإمام الحسين ابن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام).
يواطئ اسمه اسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يبايعه المسلمون بين الركن والمقام يشبه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في الخَلْق وينزل عنه في الخُلق. ثم يذكر وصافه وعدله بين الناس).
هذا، ولكن يد الخيانة حرفت من نصّ الفتوحات هنا فشوهت الكلام أردأ تشويه. راجع.
والملخص من هذه الأحاديث: أن الأئمة الذين يحكمون الأمة بإمامتهم العادلة، سواء أكانوا ظاهرين أم مستورين، اثنا عشر إماماً من ولد علي وفاطمة، هم عترة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
وإذ قد عرفنا أحد عشر منهم، بأعيانهم وأشخاصهم كانوا بين أظهر المسلمين، سادة علماء يأتم بهم المسلمون عبر حياتهم المجيدة. وقد تواصلت حياتهم لمدة قرنين ونصفاً.
إذن بقي علينا أن نعرف الإمام الثاني عشر، الذي هو آخر الأئمة الاثني عشر.
وليس سوى المهدي المنتظر (عجّل الله فرجه)، ولابدّ أن تستمر إمامته منذ فارق الإمام الحادي عشر الحياة، وهو سنة (٢٦٠ ه-) إلى ما بقي من الزمان.
(إذ لا تخلو الأرض من حجّة).
وقد صرّح النبي الكريم، بأن الأئمة اثنا عشر، فلابد من طول إمامة الإمام الثاني عشر. وقد قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «بنا فتح الله دينه وبنا يختم».
أخرج أبو نعيم وغيره من الحفاظ بإسنادهم إلى الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: «قلت: يا رسول الله أمنّا المهدي أم من غيرنا؟
فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): بل منّا، يختم الله به الدين، كما فتحه بنا».
وقد ولد (عجّل الله فرجه) عام ٢٥٥، وهو حي لايزال في ستار الغيب.
فقد تحصّل من مقدمات ثلاث: الأولى: أنّ الأئمة من عترة النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) اثنا عشر إماماً.
الثانية: أنّ إمامتهم متواصلة، حسب ظاهر التعبير.
الثالثة: أنّ البدء بالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والختم بالمهدي (عجّل الله فرجه).
تحصّل من هذه المقدمات الثلاث، أنه لابدّ من وجود الإمام الثاني عشر حين وفاة الإمام الحادي عشر، ولابدّ من بقائه واستمرار وجوده عبر الزمان، لئلا تبقى الأرض بلا حجة.
إذن فوجوده (عجّل الله فرجه) في هذا الزمان، وبقاؤه مع طول العهد مما دلّت عليه الآثار النبويّة، واقتضته ضرورة الدين.
ولادة المهدي (عجّل الله فرجه) ومبدأ إمامته:
ولد المهدي الحجة من الحسن العسكري بسامراء - العراق - ليلة الجمعة، الخامس عشر من شهر شعبان المعظم سنة مائتين وخمسة وخمسين من الهجرة. وهو حيّ لا يزال. فكان عمره الشريف لحد الآن (وهو سنة ١٤٢١ ه- .ق) قد بلغ ألفاً ومائة واثنين وتسعين عاماً.
أمّا إمامته فكانت بعد وفاة أبيه عام ٢٦٠ه- حيث بلغ عمره الشريف خمس سنين.
وللإمام محيي الدين ابن العربي، بشأن ولادة المهدي (عجّل الله فرجه)، كلام غريب: قال: (وللولاية المحمديّة المخصوصة بهذا الشرع المنزل على محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ختم خاص... وقد ولد في زماننا ورأيته أيضاً واجتمعت به، ورأيت العلامة الختميّة التي فيه، فلا ولىّ بعده إلّا وهو راجع إليه، كما لا نبي بعد محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلّا وهو راجع إليه).
قال: (وأمّا ختم الولاية المحمديّة فهي لرجل من العرب من أكرمها أصلاً ويداً، وهو في زماننا اليوم موجود عرّفت به سنة خمس وتسعين وخمسمائة. ورأيت العلامة التي له، قد أخفاها الحقّ فيه عن عيون عباده وكشفها لي بمدينة (فاس) حتى رأيت خاتم الولاية منه، وهو خاتم النبوّة المطلقة لا يسلمها كثير من الناس).
ابن العربي يرى عصمة المهدي (عجّل الله فرجه):
يقول: المهدى حجة الله على أهل زمانه، وهي درجة الأنبياء، التي تقع بها المشاركة، قال تعالى: ﴿قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّه عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾(٣) أخبر بذلك عن نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
فالمهدي ممّن اتبعه، وهو (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا يُخطئ في دعائه، فمتّبعه لا يُخطئ، فإنه يقفو أثره، كما قال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «يقفو أثري لا يُخطئ». وهذه هي العصمة في الدعاء إلى الله.
قال: المهدي رحمة، كما كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رحمة. قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾.
قال: وإنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما نصّ على إمام من أئمة الدين يكون بعده ويقفو أثره لا يخطئ، إلّا المهدي خاصّة، فقد شهد بعصمته في أحكامه، كما شهد الدليل العقلي بعصمة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيما يبلّغه عن ربّه.
وروى الصدوق في إكمال الدين بإسناده إلى جابر عن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: «إنّ العلم بكتاب الله - (عزَّ وجلَّ) - وسنة نبيّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ينبت في قلب مهديّنا كما ينبت الزرع عن أحسن نباته، فمن بقي منكم حتى يلقاه فليقل حين يراه: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة والنبوّة ومعدن العلم وموضع الرسالة».
هنا سؤالان، اعترض بهما المخالفون:
السؤال الأول: كيف يستطيع الإنسان أن يُعمَّر في هذا الطول من العمر؟
السؤال الثاني: كيف تصّح الإمامة للصّبي وهو طفل لم يبلغ أشدّه؟
أمّا طول العمر: فهو أمر ممكن الوقوع، حسبما جاء في القرآن الكريم بشأن نوح (عليه السلام) وفي الناس من المعمَّرين كثير.
قال تعالى: ﴿فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾ وقد عاش بعد ذلك سنين طويلة.
وكان بإمكان الإنسان إذا كان عائشاً بعيداً عن ضوضاء البلاد، مجتنباً غوغاءها، أن يعمّر مئات من السنين قويّاً سليماً عن الأمراض والأدواء الموجبة لقصر العمر. فإن النوع الإنساني إذا لم يحمل هموماً ولم تعتريه الأمراض المختلفة ولم تنهك قواه الأطعمة التي لا يقدر على هضمها، فكان من المعقول أن يعيش طويلاً.
وعند العلماء بالطب والأحوال الاجتماعية أنّ الإنسان قواه محدودة، والحياة العريضة تستنفذها بسرعة، بخلاف الحياة الساذجة ولاسيما البدائية البسيطة، فإنها تكون طويلة، لقلة ما يستنفد من قوى الأجسام بتلك الحياة.
يقول الأطباء: سبب تعجيل الموت في الإنسان العائش وسط الاجتماعات المتحضّرة، هو عروض أمراض طارئة مفاجئة، ولاسيّما الباطنة، ولا يحسّ بها الإنسان إلّا بعد فترة طويلة، أوجبت رسوخ المرض ورسوب جذوره بما لم يدع مجالاً للعلاج.
ومن ثم فلو عاش إنسان في مراقبة تامة عن أحواله والمواظبة على طوارئ الجسد ولاسيّما الداخلية - الأمر الذي عجزت عنه الوقاية العامة - لأمكنه أن يعيش مئات من السنين.
وإن ظاهرة الإحراق والتعويض، في خلايا جسد الإنسان، لتؤمّن عليه إمكان تداوم حياته قوياً منيعاً أحقاباً من الزمان، لولا عروض طوارئ وهجوم الأمراض التي يجلب الإنسان على نفسه على أثر سوء تصرّفه في الحياة.
أمّا النابهون، المنعمون بعناية الله، والذين حرستهم رعايته الكريمة، فبإمكانهم التعيش إلى آماد طويلة.
وهذا يونس النبي (عليه السلام) جاء بشأنه: ﴿فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْ لا أَنَّهُ كانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْناهُ بِالْعَراءِ وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنْبَتْنا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ﴾.
وهكذا ورد بشأن عيسى المسيح (عليه السلام): ﴿وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللهِ وَما قَتَلُوهُ وَما صَلَبُوهُ وَلكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ ما لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ وَما قَتَلُوهُ يَقِيناً * بَلْ رَفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً * وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً﴾.
قوله: ﴿لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ﴾. يدل على أنه لم يمت موته الطبيعي، وإنما يموت بعد نزوله من السماء عند ظهور المهدي الموعود (عجّل الله فرجه).
وعن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): «إن عيسى بن مريم لم يمت وإنه راجع إليكم قبل يوم القيامة».
قال الطبرسي: وقد صحّ عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنه قال: «كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم - يعني المهدي (عجّل الله فرجه)».
قال، رواه البخاري ومسلم في الصحيح.
وأمّا الإمامة قبل بلوغ الأشدّ. فلا غرو بعد وقوع مثله في أنبياء عظام: متمثلاً بقولة الشاعر - متّبعاً غوايته -:
ما آن للسرداب أن يلد الذي * * * كلمتموه بجهلكم ما آنا
فعلى عقولكم العفاءُ فإنّكم * * * ثلثتم العنقاء والغيلانا
(الصواعق المحرقة لابن حجر، ص١٠٠).
قال تعالى بشأن يحيى (عليه السلام): ﴿يَا يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّة وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا﴾ وقال بشأن عيسى بن مريم (عليه السلام): ﴿فَأَشارَتْ إِلَيْهِ قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا * قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتانِيَ الْكِتابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبارَكاً أَيْنَ ما كُنْتُ وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ما دُمْتُ حَيًّا﴾.
ختامُه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون:
هنا نكتة دقيقة لابدّ من التنبّه لها: هي ضرورة وجود الحجة في الأرض ليكون إماماً للناس وأسوة في كافّة شؤونهم. «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة».
أو «من مات ولا إمام له مات ميتة جاهليّة». و«من مات وليس عليه طاعة إمام فميتته ميتة جاهلية». وأمثالها من تعابير، صحت عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
فيجب على المسلم الصالح أن يعتقد بطاعة إمام زمانه إماماً معصوماً من الخطأ والخَطِل، كما كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) معصوماً. لأنه أسوة، ولا ينبغي للأسوة أن يخطأ ويزلّ.
وهذا ما ذهب إليه الإمامية في معتقدهم بضرورة وجود الإمام المنتظر (عجّل الله فرجه).
ونكتة أدقّ: هي ضرورة وجود واسطة الفيض، وإلّا لساخت الأرض بأهلها، إنهم (عليهم السلام) أبواب رحمته تعالى ومنابع بركاته إلى الخلائق.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ﴾.
﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾.
روى الصدوق بإسناده إلى سليمان بن جعفر قال: سألت الرضا (عليه السلام) فقلت: تخلو الأرض من حجة؟ فقال: «لو خلت الأرض طرفة عين من حجة لساخت بأهلها».
وعن الإمام أبي جعفر الباقر (عليه السلام): «لو بقيت الأرض يوماً بلا إمام منّا لساخت بأهلها، ولعذبهم الله بأشد عذابه. إن الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه، وأماناً في الأرض لأهلها، لن يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الأرض مادمنا بين أظهرهم».
إذن فكما أنهم (عليهم السلام) وسائط رحمته تعالى في إفاضة شريعة الحق، كذلك هم وسائط بركات السماء والأرض.
وهذا باب عريض لا يدخله إلّا ذو حظّ عظيم.
هذا، والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيّبين.
المصادر:
- القرآن الكريم.
- نهج البلاغة.
- بحار الأنوار للمجلسي.
- تفسير العياشي.
- حلية الأولياء لأبي نعيم الأصبهاني.
- ذخائر العقبى للفيروز آبادي.
- سنن البيهقي.
- شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد.
- صحيح البخاري.
- صحيح مسلم.
- الصواعق المحرّقة لابن حجر.
- عقد الدرر في أخبار المنتظر، المقدس الشافعي.
- علل الشرائع.
- عيون الأخبار.
- الغدير للأميني.
- الفتوحات المكيّة لابن العربي.
- فضائل الخمسة.
- قصص الأنبياء، عبد الوهاب النجار.