شعّي على الأفاق يا طلعة المهديً
د. محمد حسين علي الصغير
بطلعته الغرّاء نُهدى ونستهدي أقيمي الضحى حَيّاً فما برح الدُّجى وفجر الهدى يختالُ نوراً وبهجة تعاليتَ يا سرّ الإمامةِ والنُّهى فيا شعلةَ الحَقِّ المبين توهّجي أعيدي لنا عَهْد (النبيّ) بيثرب أعيدي صدى القرآن كالأمس هادراً متى تشرق الدّنيا، ويشمخُ أنْفُها ويزحفُ مِنْ بَطحاءِ مَكَّةَ (قائمٌ) فيملؤها عَدْلاً وقسْطاً وَرَحمةً ويا صاحبَ الأمر استطالَ بِناَ المَدى ويا صاحب الأمرِ استجارَ بكَ الهُدى أجِلْ طَرْفَكَ المحزونَ فينا فهل تَرى فديتكَ عَجِّل بالظهورِ فإنّما أجِرْ حَوزَةَ الإسلام مِن كلّ جائرٍ ودمِّر طواغيتَ الزمانِ بثَورَةٍ وضيّق خِناقَ الحاقدينَ على الهُدى فأنتَ عِمادُ الدّين ما زالَ قائماً نؤمّلُ أن نحيا بظلّكَ أمَّةً فَقْد عُطل الشَّرعُ الشريف وأُثخنت ويا صاحب الأمر المطلّ بمجدِهِ تغيّبتَ حتى قيل: أنّكَ لم تكن فمن مُنكِرٍ لا عن دليلٍ وحجّةٍ وما خفيتْ شمسُ النهار لناظرٍ وُجودُكَ فينا عِلّةٌ في وجودنا وإنّك من هذي العوالمِ سِرُّها وآباؤك الغرّ الهداة صحائِفٌ بهاليلُ في الجلّى، مصاليتُ في الوغى وأعداؤكم أحدوثةٌ من فضائحٍ إذا شُمْتمُ من محكم الذكر آيةً وإمّا رويتمْ بالأحاديث مسنداً وأنتم بنو الزهراء.. مجدٌ مؤثّلُ أئمة أجيالٍ، وقادةُ أمةٍ بكم ولكم أمْسي وأصبِحُ واجماً مصائبكمْ لا تنتهي بروايةٍ
|
|
فشعّي على الآفاق يا طلعةَ المهدي ينيخُ على الدنيا بأربدَ مُسوَدّ ويحتضن الأرجاء في أرجِ النَدِّ وبوركتَ يا رَمْزَ القَداسة والرُّشدِ ويا صَولَةَ الدّين الحنيف بنا جدِّي وعَصْرَ (عليّ الطّهر) في كُوفَةِ الجُنْدِ وما شيَّدَ الاسلامُ في سالفِ العَهْدِ بمُنْصَلتٍ كالسيفِ سُلَّ مِنَ الغِمْدِ يقومُ على اسم الله باليُمنِ والسَّعد كما مُلئَتْ بالجَورِ والظّلمِ والحِقْدِ وحنّتْ إلى لُقياكَ أفئِدَةُ المَجدِ وخصَّكَ ما بين البَريّةِ بالقَصْدِ سِوى نَزواتٍ مِن جُنوحٍ وَمِنْ صدِّ كجَمْرِ الغضا هذي القلوبُ مِنَ الوَجْدِ وطَهّرْ بلادَ اللهِ مِنْ كُلِّ مرتَدِّ وطَوِّقْ شياطينَ السّياسَةِ بالرّصْدِ وَشمّر إلى الاصلاح عن ساعدِ الجَدِّ ومُنْتَظَرُ الأجيالِ للحلّ والعَقْدِ مُنَفَّذَة الأحكام، مَبْسوطةَ الأيْدي جراحُ الهدى من واثبين عَلى عَمْدِ على الكونِ في حبلٍ من النور مُمْتَدّ وأشكلت حتّى قيل: جاز عن الحدّ ومن جاحدٍ غاوٍ مصرٍّ على الجَحدِ وما حُجِبَتْ.. فالذنبُ للأعينِ الرُمْدِ ونفحُ عبير الورد يُنْبي عن الوردِ فما حيرةُ الألباب في الجوهر الفردِ مِنَ النور نتلوها بألسنَةِ الحَمْدِ مصابيح في البَلوى، مناجيدُ في الرَّفد رَوَتْ عن (بني الزرقاء) لؤمَ (بني هندِ) تغنَّوا بذكرى مِنْ سُعادٍ وَمِنْ دعْدِ أقاموا على نجوى الأحاديث مِن نَجدِ من النسب الوضّاح والحسبِ العَدِّ وأعلامُ تأريخٍ، وأقمارُ مستهدي وعندي من الهمّ المبرَّح ما عندي وأرزاؤكم جَلّتْ عن الحصرِ والعدّ
|