نهج الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في تشكيل الحكومة
السيد عادل الياسري
دأب البعض مع الأسف على رسم صورة عنيفة وفظة عن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) معتقدين أنه سيؤسس دولته وينشر سلطانه بأعمال السيف في أعدائه وإهراق دمائهم، مستندين في ذلك إلى ما تضمنته بعض الروايات ذات الصلة والتي ستعرض مالها وحال رواتها لاحقاً تناهى ذلك إلى علم الناس عن طريق بعض المتكلمين وبعض الكتب، حيث تذكر بعض الروايات على سبيل المثال أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عند ظهوره سيأخذ الناس بالشدة والعنف لدرجة أنهم يتمنون لو كان بينهم وبينه أمراً بعيداً حتى لا يتسلط عليهم، بينما البعض الآخر منها تذكر أنه سيشكك الكثير منهم في انتسابه حقاً إلى الدوحة المحمدية بسبب سيرته العنيفة في الحكم.
الروايات المرسومة الموضوعة عن شخص يدعى محمد بن علي الكوفي وهو وضّاع سيء الصيت اشتهر بعدم الثقة لدى العلماء ونأخذ منها بعض الروايات: الرواية الأولى: تقول هذه الرواية المطولة بما مضمونه إلى أن تصل بالسند عن زرارة، قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): أيسير الحجة بسيرة محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)؟ فقال: «هيهات هيهات يا زرارة ما يسير بسيرته».
قلت: جعلت فداك لِمَ؟
قال: «إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) سار في أُمته باللين، وكان يألف بين الناس والقائم يسير بالقتل، وكثير من هذه الروايات المدسوسة لا نريد ذكرها، فعلاوة على ضعف سند هذه الرواية فإنها تناقض الروايات الصحيحة التي تتحدث عن محاكات مسيرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لمسيرة جده رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والتي نذكر منها:
الرواية الأولى: فقد وردت رواية موثقة وحسنة عن كتاب الغيبة للنعماني تقول: عن ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن رفاعة عن عبد الله بن عطار: قال سألت أبا جعفر الباقر (سلام الله عليه).
فقلت: إذا قام القائم (عجّل الله فرجه) بأي سيرة يسير في الناس؟ فقال (عليه السلام): «يهدم ما قبله كما صنع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويستأنف الإسلام جديداً». أي كما أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هدم أركان الشرك واليهودية والنصرانية والمجوسية من قبل فإن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) كذلك يزيل عن الدنيا كلّ ما ينطق ظاهرة باسم الإسلام ويستبطن خلافة ليؤسس بعد ذلك للإسلام الحقيقي الأصل دولته الحقة. وروايات كثيرة أخرى نستكفي بذلك.