أقلامهم تتحدث عن المهدي (عجّل الله فرجه) ودولة آخر الزمان (١١)
نصوص نستقيها من مداد علماء أهل السنة وما خطته أقلامهم لتسطر لنا ألواحاً في حق الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) والانتظار وآخر الزمان والعدل الإلهي والقسط المحمدي
الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي
يذكر يعتبر أبو العباس، أحمد بن يوسف بن أحمد القرماني الدمشقي من مشاهير المؤرخين، قال عنه صاحب (كشف الظنون): لم أر كتاباً جامعاً لدول العالم مثله. وقال الزركلي: مؤرخ منشئ، حسن المحاضرة، رقيق المعاشرة ولد ونشأ في دمشق وتولى فيها النظر في وقف الحرمين. له: (أخبار الدول وآثار الأول) وهو تاريخ عام للدول الإسلامية، مع مقدمة في التاريخ القديم إلى الظهور الإسلام وتاريخ الخلفاء والأئمة الاثني عشر والصحابة ويتكون من اثنين وثمانين باباً، باب لكل دولة. طبع على الحجر في بغداد سنة ١٢٨٢هـ في ٥٠٠ صفحة بقطع كبير وفيه قسم يتعلق بالمهدي المنتظر (عجّل الله فرجه).
وإذا رجعنا إلى كتابه أخبار وآثار الأول نجد فيه عنواناً تحت الفصل الحادي عشر ذكر فيه الخلف الصالح الإمام أبي القاسم محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام) إذ قال: (وكان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين أتاه الله فيها الحكمة كما أوتيها يحيي (عليه السلام) صبياً وكان مربوع القامة.
ثم قال: واتفق العلماء على أن المهدي هو القائم في آخر الوقت وقد تعاضدت الأخبار على ظهوره والروايات على إشراق نوره وستسفر ظلمة الأيام والليالي بسفوره وينجلي برؤيته الظلم انجلاء الصبح عن ديجوره ويسري عدله في الآفاق فيكون ضوءاً من البدر المنير في مسيره).
فأنت تجد هذا المؤرخ يذكر بشكل واضح قضية الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وانتسابه للإمام العسكري (عليه السلام) وأنه الخلف الصالح للحسن العسكري (عليه السلام) فيترضى عنه وعن أبيه ويثبت ولادته وأنه قائم آخر الوقت فيثبت لنا حيث أنه من علماء الألف الهجرية أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) لم يمت وهو حي وقائم في آخر الوقت مع إنه قد ترجم له في نسبته للإمام الحسن العسكري (عليه السلام) وولادته منه فبلا شك يكون من القائلين بغيبته.وهذه عقيدة شيعية إمامية اثنا عشرية، نقلها لنا قلم شخص يصنف أنه من ألدّ أعداء الأمامية.