الهديّة وأثرها في التحفيز والإبداع المهدوي
لطيف عبد النبي يونس
الطفل أرض خصبة سريعة التقبّل، وهي في نفس الوقت مثمرة، فما عليك إلا أن تبذر البذرة الطيبة وستجدها بعد مدة شجرة مثمرة تفخر بها.
إنّ الطفل واحة خضراء تستقبل كل الزائرين بكل بسمة، وتتفاعل معهم بكل براءة الطفولة.
والطفولة هي المستقبل، وهي روح الحياة، وهي الطريق نحو الإبداع ونحو التغيير فما لم نغير أطفالنا لا نغيّر الواقع.
ولكن يبقى السؤال، وهو كيف نغيّر أطفالنا نحو الإبداع ونحو السلوك الطيب الذي نريدهم أن ينشؤوا عليه، وبالتالي يكون طريقاً صالحاً ومستقيماً في المستقبل يقيهم من المخاطر.
يتكفل علم النفس التربوي للطفل بمثل هذه الأمور، ومن خلال روايات المعصومين (عليهم السلام) تتكامل الرؤية في التربية.
وعلينا أن نرى نظريات العلم الحديث ونمزجها مع نصوص أهل البيت (عليهم السلام) ومن هذه النظريات:
نظرية التحفيز وأثرها في الإبداع لدى الطفل:
والتحفيز هو إدخال بعض المؤثرات إلى ذهن الإنسان لتفعيل طاقاته ومهاراته وتوجيهها بالشكل السليم وأقسام التحفيز هي:
• التحفيز الذاتي: وهو إدخال مؤثرات إلى الذهن، بحيث تكون مرتكزات ثابتة يتعود عليها الطفل لتجعل من سلوكه وانفعالاته نهرا يستمد ماءه من المعين الصافي، ونستطيع أن نمثل ذلك بمصدر ثابت للكهرباء، متى ما أراد الطفل أن يعمل أو يفعل مهاراته يجده حاضرا لديه.
ومن أمثلة للتحفيز الذاتي:
-زرع مفهوم الحب في ذات الطفل
- زرع حب الله (عزَّ وجل) من خلال معرفته ومعرفة خصائصه وارتباطنا به، وهذا يسري إلى أن محبته تعني محبة كل خير.
- زرع حب النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً في مجال تقوية علاقة الطفل مع الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
- حب الآخرين والمهدويين خصوصاً، فعندها يكون توجه الطفل منشدّاً نحو المهدوية بشكل كبير. فبهذا الانشداد تجعل ذاته محفزة نحو الله والإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
• التحفيز الموضوعي: وهي مجموعة مؤثرات خارجية جزئية تعمل على تحفيز ذهن الطفل نحوها، بحيث لا ينتقل ذهنه إلى أكثر منها أو يلتفت إلى غيرها مثل الهدية، ولكن أثر هذا التحفيز ليس كأثر طاقة التحفيز الذاتي الذي يسري إلى جميع الاتجاهات.
من أمثلة التحفيز الموضوعي:
- الهدية المهدوية: فالهدية بصورة عامة هي من الأمور المهمة في العلاقات الإنسانية، حيث ورد عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم): تهادوا تحابوا، تهادوا فإنها تذهب بالضغائن. وورد فيها في الهدية أن (قيد الملل تكسره الهدية) والهدية مادية أو معنوية.
يقول علماء التربية إن الهدية يجب ألا تكون بعنوان المقايضة بمعنى أن تقول لطفلك إذا فعلت واجبك سأعطيك كذا، فإن مثل هذه الهدية لها ضرر مستقبلي، وهو أن تعوّد الطفل على العمل وقتما تكون هناك هدية، وهذا أمر لا ينبغي بناء شخصية الطفل عليه وإنما يجب أن تعطيه الهدية في أي وقت وفي أية حال.
والهدية المادية المهدوية هي كأن تكون كتاباً قصة أو لعبة مهدوية أو لابتوب يحوي معلومات مهدوية ويربى على الانتظار، أو زيارة إلى بعض معارض الكتب والألعاب.
وأما الهدية المعنوية: فهي الكلمة المشجعة، فالطفل يحب أن يشجع، وهو يحب أن يمتدح كثيراً وخصوصاً بالكلمات المهدوية، لكي تنمي عنده الجانب المهدوي مثلاً، أو أن تأخذه إلى جلسة أو زيارة إلى أصدقاء مهدويين، وتجعل له أصدقاء منتظرين صغاراً، ومن الأمور المهمة أيضاً الدعاء له بأن يكون منتظراً لإمامه (عجّل الله فرجه)، والموعظة بشكل عام أو بشكل خاص وخصوصاً إذا كان معها قصة مهدوية، أو أي عمل خير تبني به شخصيته.
ضوابط للهدية ومنها:
* إن تقدم الهدية المناسبة للواقع وللهدف المراد ومن أجله قدمت الهدية ترافقها عبارة مهدوية تتفق والهدف.
* الهدية لا تفرض، لأن كل فرض غير محبب للطفل فيجب أن تعرف ما يحب، وأن تجعل هديته مفاجأة وجميلة.
* عندما تقدم هدية مالية، فعليك أن تعرف ماذا سيشتري طفلك بهذا المال أو أن تذهب معه لتشتري له الهدية المناسبة بدون فرضها.
* يجب أن لا تعلمه أن الهدية فقط هي الهدية المادية بل ماذا تعني أيضاً.
* أن لا يتكلم الأب بكلام شديد عند شرائه هدية لطفله فهذا يجعل من الهدية عنده شيئاً مكروها.
* تكليف الطفل بالمسؤوليات الصغيرة والبسيطة مثل حفظ نشيد مهدوي أو حديث مهدوي أو آيات تخص الإمام (عجّل الله فرجه) ومن ثم قراءتها في المدرسة أو في جلسات بيتية أو مع الأطفال الآخرين لمناسبة الهدية.
* حتى تعرفه بأن إمامه موجود، تبلغه في أوقات معينة أن الإمام (عجّل الله فرجه) يسلّم على الأطفال الذين يهتمون بأمور إمامهم أو بأمور المنتظرين أو يقدمون أي شيء فيه خير للناس.
هذه المحفزات وربما هناك الكثير منها، لو قام بها الأب بها لكان بها تحفيز كبير للطفل لكي يكون بذرة منتجة وشجرة مثمرة وربما يكون هذا الطفل ممن يحضرون قيام الإمام (عجّل الله فرجه) فيكون فعلا من أنصاره، فيفوز الأب المربي بالأجر الكبير وهو أنه قد أعدّ قائداً أو جندياً يقوم بنصرة الإمام (عجّل الله فرجه).