الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٣٥٠) إمكان عدم بلاء الأجسام
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٣٥٠) إمكان عدم بلاء الأجسام

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: السيد محمد صالح البحراني تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٨/١٢ المشاهدات المشاهدات: ٣٥٨٧ التعليقات التعليقات: ٠

إمكان عدم بلاء الأجسام

السيد محمد صالح البحراني

هناك من الشواهد الكثير على عدم بلاء الأجسام، وبقائها لمدة طويلة سواء بعد موتها، أو أثناء بقاء أصحابها على قيد الحياة.
قال في (الأعيان): شاهدنا في زماننا أجساماً بقيت بعد الموت محفوظة بالأدوية ألوفاً من السنين.
فقد أخرج قريبا من (صيدا) ملك مستودع في تابوت مغمور بالماء، لم يفقد من جسمه شيء، ونقل بتابوته إلى القسطنطينية في عهد السلطان عبد الحميد العثماني مع أنّ تاريخه يعود إلى ما قبل المسيح (عليه السلام).
- وشاهدنا في مصر أجسام الفراعنة محنّطة باقية من عهد موسى أو قبله بأكفانها، كذلك التماسيح المحنطة والمعزى، وفي هذه السنين استخرج في مصر أحد الفراعنة المسمى (توت عنخ آمون) وجسمه لم يبل، ومائدته أمامه عليها الفاكهة.
فإذا جاز على الله أن يلهم عباده معرفة الأدوية الحافظة للأجسام لتبقى ألوفاً من السنين بعد موتها أما يجوز عليه أن يطيل عمر شخص فيبقى حيا سليما حتى يؤذن له بالخروج؟
- ونقل ابن هشام في (السيرة) عن ابن إسحاق: أن رجلا من أهل نجران في عهد عمر بن الخطاب حفر خربة من خرب نجران لبعض حاجته فوجد فيه جثمان عبد الله بن الشامر الذي حمل أهل اليمن على النصرانية في عهد الملك (فهيمون) قد دفن فيها واضعا يده على رأسه وبه ضربة قد امسكها بيده، فإذا أخّرت يده عن الضربة انبعث منها دم، وإذا أرسلت يده ردها عليها فأمسكت دمه، وفي يده خاتم مكتوب فيه (ربّي الله)، فكتب بخبره إلى عمر فأمرهم أن يردّوه على حاله ففعلوا.
- وجاء في (الرياض الخزعلية) أنّ المأمون بلغه ما كان عليه الملك كسرى آنو شروان من العدل فقال: بلغني أن الأرض لا تأكل ولا تبلي أجساد الملوك العادلة، وقد عزمت على أن اختبر ذلك في كسرى، فتوجه إلى بلاده وفتح قبره ونزل إليه وكشف عنه وجهه فإذا هو في غاية الطراوة، بالثياب التي عليه وهي باقية على جدّتها لم تتغير وفي إصبعه خاتم من الياقوت الأحمر ليس في خزائن الملوك مثله، فتعجب المأمون وقال: هذا رجل مجوسي عابد النار ولم يضع الله ما كان يستحقه من ثواب عدله. ثم أمر أن يصّب على قبر كسرى الرصاص.
- وفي مجال من بقوا على قيد الحياة معمّرين فقد دلت أخبار التاريخ أن نوحاً (عليه السلام) عمّر ألفين وخمسمائة عام وهو محتفظ بقوته وسلامة أعضائه وحواسه وصحة جسمه وعقله.
لكن أهل العناد يصدّقون بأخبار الدجال ويؤمنون بوجوده وغيبته وطول بقائه المدة الطويلة وبخروجه آخر الزمان ولا يصدقون بأمر القائم (عجّل الله فرجه) وغيبته وخروجه ليملأ الأرض عدلا، وقد طفحت مؤلفات المسلمين بالنصوص عليه من النبي وأهل بيته.
وأكثر ما يحتجّون به في دفعهم لأمر الحجة أنهم يقولون: إنّا لم نرو هذه الأخبار التي تروونها في شأنه ولا نعرفها، وكذا يقول من يجحد نبوة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من الملحدين والبراهمة واليهود والنصارى إنه ما صح عندنا شيء مما تروونه من معجزاته ودلائله ولا نعرفها فنعتقد بطلان أمره لهذه الجهة ومتى ما لزمنا ما يقولون لزمهم ما تقوله هذه الطوائف وهم أكثر عدداً منهم.
ويقولون أيضاً: لا تحتمل عقولنا أن يعمّر أحد في زماننا عمراً يتجاوز عمر أهل الزمان، ونقول لهم: كيف صدقتم في الدجال وإبليس أن يعمّرا عمراً يتجاوز عمر أهل الزمان، ولم تصدقوا في القائم (عليه السلام) مع النصوص الواردة متواترة مستفيضة، وإذا صدقتم بلبث أصحاب الكهف ثلاثمائة وتسع سنين بطريق السمع، فكيف لا تصدقون ببقاء القائم بطريق السمع؟
وكيف وجب تصديق رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيما أخبر به من وجوب الفرائض وتحريم المآثم ولا يجب تصديقه فيما أخبر به من أمر القائم ولقد أخبر بوقوع جملة حوادث كقتل عمار، ونفي أبي ذر، وضرب علي (عليه السلام) على رأسه، وسم الحسن (عليه السلام)، وقتل الحسين (عليه السلام)، فوقعت كما أخبر بها، فكذا يجب أن يصدق فيما أخبر به من قيام القائم وغيبته وإلا لزم كذبه، ومتى صح كذبه في شيء لم يكن نبيّا، ولا يصح إيمان عبد حتى لا يجد في نفسه حرجاً مما قضى وأخبر به رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويسلّم لأوامره تسليماً كما أمر الله، وإلا لم يكن مسلماً صحيحاً.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016