لماذا يقتل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) العرب وقريش؟
حسين الماجدي
لا زال المخالفون يبثون الشبه الواهية ضد القضية المهدوية من أجل زرع بذرة البغض في صدور الناس، لتنبت كراهية خروج المهدي (عجّل الله فرجه)! ومن ذلك ما روّج له البعض من أن مهدي الشيعة رجل صهيوني إسرائيلي! مستدلين على ذلك بروايات ورد فيها أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) عندما يخرج سيضع السيف في العرب وقريش خاصة!
ونحن بغض النظر عن النقاش السنَدي الذي ربما يهوي بالعديد من تلك الروايات إلى وادي الهجران، نقول: مع التسليم بصدور تلك الروايات، يمكن توضيح الحال في قتله لهم بما يلي:
أ- إن الحجة على العرب وقريش آكد، فيكون حسابهم أشد، تماماً كما كان ثواب وعقاب نساء النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) مضاعفاً بنص الآية الكريمة ﴿يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسيراً * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَريماً﴾. فإن العرب وقريش يفهمون لغة القرآن والروايات، ولا يحتاجون إلى تكلف التعليم.
وفي وضع السيف عليهم قبل غيرهم إشارة إلى عدم إيمان الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) بالقومية والعنصرية.
على أن فيه تهديداً لغيرهم، فمن كانت علاقته عقائدية صارمة حتى مع أبناء جلدته، فكيف بمن هم غير ذلك.
ب- إن أكثر طائفة تحقد على أهل البيت (عليهم السلام) وتبغضهم هي فرقة الوهابية، والكل يعلم أنها نشأت ولا زالت في بلاد الحجاز، وأتباعها عرب، أليس كذلك - إن غضضنا الطرف عن أصولها الحقيقية -
والخوارج أيضاً، من الفرق التي تبغض أهل البيت (عليهم السلام)، وأين هم الخوارج؟ أنهم في الحجاز وبلاد عربية أخرى.
وعواصم المخالفين لمذهب أهل البيت (عليهم السلام) والذين يعملون ضد مذهبهم ليل نهار هي في العرب، وأظن ان الكل سمع بفلان العربي الذي قال أنه سيبيع مجوهرات زوجته ولا يسمح لدولة شيعية تقوم في بلاد كذا!
وبالتالي يكون وضع السيف في العرب كناية عن قتله للأعداء منهم وليس كل العرب كما هو واضح.
ج- على أن أكثر أعداء أهل البيت (عليهم السلام) في زمنهم هم العرب وقريش، فمعاوية ويزيد وبنو أمية وبنو العباس، أو ليسوا كلهم من قريش! أو ليس الذي قتل الإمام الحسين (عليه السلام) هو من قريش ابن سادس المسلمين العرب!
د- ويمكن أن يكون المراد من ذلك هو المظروف لا الظرف، بمعنى أن المراد من العرب وقريش هو مكان تواجدهم لا هم أنفسهم، وربما يؤيد هذا الاحتمال حصر روايات القتال في بلاد العرب (العراق والسعودية وسوريا والأردن وفلسطين وقسم من الأهواز أو عبادان). وكذا الروايات التي تقول أن الروم وبني الأصفر يبعثون بجيوشهم لقتال الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في بلاد العرب.
هـ- وربما يقال إن من الصفات التي غلبت على العرب ولو في الجملة - هي صفة اللجاجة، وعدم الاقتناع بالحق مباشرة، فهم أكثر شيء جدلاً، وبالتالي ستنقلب هذه الصفات على علاقتهم بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سلباً.
وعلى أية حال، لا يحتمل عاقل أن تلك الروايات تقصد أنه (عجّل الله فرجه) سيبيد العرب وقريش أجمع، كيف والقرآن الكريم يصرح بأن الذين يكرهون خروجه وبالتالي يقعون في الدائرة التي يمكن أن يقاتلها الإمام (عجّل الله فرجه) هم المشركون والكافرون خاصة! وبالتالي يكون قتله للمشركين والكافرين موافقاً للقواعد الإسلامية، سواء أكانوا من العرب وقريش أو من غيرهم...