البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٣٨٠) الرجعة (٦)

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٩/١٦ المشاهدات المشاهدات: ٥٩٢١ التعليقات التعليقات: ٠

الرجعة (٦)

الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي

تحدّثنا في الحلقات السابقة عن جملة من الروايات التي أثبتت بداية الرجعة ورجوع جميع الأئمة (عليهم السلام)، وحديثنا الآن في رجعة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وهل أنّ ظهوره (عجّل الله فرجه) هو رجعة أو انّه سيرجع بعد رجعة الأئمة (عليهم السلام)، وعلى هذا فهل أنّ الرجعة واحدة أو هي متعددة، وهل لكل واحدة إذا قلنا بالتعدد مرحلة واحدة أو مراحل متعددة؟
وبطبيعة الحال أنّ الحديث عن هذه الاستفهامات والتساؤلات لابدّ أنْ يكون مستقى استجابته من الروايات الشريفة، إذ لا سبيل لدى العقل الخوض في مثل هكذا قضايا محكومة لعنصر الغيب وعالم الما وراء وإذا تتبعنا الروايات التي مرت علينا سابقاً، ودققنا النظر فيها، واجلنا البصر في روايات الرجعة بشكل عام نستفيد من خلال تلكم الروايات ومجموعة من الزيارات والأدعية التي تنص على قولهم (عليهم السلام) في بعضها: ...وأحياني في رجعتكم...، وقولهم (عليهم السلام): ...وإن رجعتكم حق لا ريب فيها...، وقولهم (عليهم السلام): ...ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم... .
وقول أبي جعفر (عليه السلام) في رواية عنه: فيا عجباً من أموات يبعثهم الله أحياء مرة بعد مرة... .
وإذا رجعنا بعد ملاحظة هذه الروايات الشريفة إلى روايات ظهوره (عجّل الله فرجه) وقيامه وخروجه وهي كثيرة جداً نفهم أنّ خروج الإمام وظهوره وقيامه هو ليس رجعة بالنسبة إليه، وإنْ كنا قد انتهينا في حلقات سابقة إلى إن هناك أشخاصاً سيرجعون في أول ظهوره وعند قيام دولته، كذلك وبملاحظة روايات الظهور المقدس ومقاطع الأدعية وروايات الرجعة للأئمة (عليهم السلام) جميعاً يظهر لنا هذا التشكيل الذي ليس ببعيد عن واقع ما صوره أهل البيت (عليهم السلام) لإتباعهم في حديثهم عن المستقبل فظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) الذي لم يسبق بشهادة أو موت له حفظه الله من كل سوء وعجّل في فرجه، لا يمكن أنْ يكون بحال من الأحوال رجعة بل هو حضور لشخصه المقدس بين أفراد أمته وأتباعه وأنصاره بعد غيبة طويلة ساهمت في طولها وتعدد سنيها وأيامها عناصر كثيرة.
إذن فخروجه بمقتضى دلالة الروايات ليس برجعة وإن كان سيقع في زمانه رجعة لأشخاص من هذه الأمّة متقدمين أو متأخرين كما تحدثنا به سابقاً بل لبعض من أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وفي زمانه كما نطقت به رواية رجعة الإمام الحسين (عليه السلام) ورجعة أمير المؤمنين (عليه السلام) في زمان ظهور القائم (عجّل الله فرجه).
وبمقتضى ما دلّت عليه المرويات التي قرأتها قبل قليل ننتهي إلى وجود رجعة له (عجّل الله فرجه) بعد شهادته او موته -على تحقيق ذكر في محله -.
وعلى ذلك فالنتائج المستخلصة من هذا الحديث هي:
١- إن ظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وخروجه وقيامه ليس برجعة، وإنما هو إعلان عن الحضور بعد انتهاء ضرورة الإخفاء والغيبة.
٢- إن هناك رجوعاً في دولته لبعض أهل الإيمان وللأئمة (عليهم السلام) ولأصناف أخرى.
٣- إن له (عليهم السلام) رجعة دلّت عليها المرويات عن الأئمة (عليهم السلام) بعد رجعة الأئمة (عليهم السلام).
٤- إن الرجعة ليست واحدة وإنما هي متعددة، وإنّ في بعض الرجعات هناك مراتب، ففي بعضها يجتمع الأئمة (عليهم السلام)، وفي بعضها يكون هناك إمام واحد، وفي بعضها يكون مجموعة من أصحابهم (عليهم السلام)، وفي بعضها لا يكونوا إلا حديثاً عن عموم الناس دون أن يلحظ فيه لون بحد ذاته أو صنف بمشخصاته.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016