الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٤١٣) المهدي من آل البيت من ولد الحسين (عليهم السلام)
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٤١٣) المهدي من آل البيت من ولد الحسين (عليهم السلام)

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ جعفر الهادي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠١٣/٠٩/٢١ المشاهدات المشاهدات: ٤٣٧٩ التعليقات التعليقات: ٠

المهدي من آل البيت من ولد الحسين (عليهم السلام)

الشيخ جعفر الهادي

إنّ فكرة الخلاص فكرة إنسانية وبشرية عامة.
ووضح الإسلام هذا الأمر على لسان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وقبل ذلك كانت آيات من القرآن الكريم قد كشفت عن هذا الرجل، وبما يقع على يديه من إيجاد الأمن وتحقيق العدالة، هذا اولاً، فإنّ بهذا الرجل العظيم الذي سيظهر يكتمل العدد الذي أشار إليه رسول الله حيث بيّن (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لا يزال أمر الإسلام ماضياً ولا تزال الأمّة قوية عزيزة ودينها قوياً وعزيزاً، و(لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة).
فحسب ما يقول الشيعة هناك أحد عشر إماماً بدءا من الإمام علي (عليه السلام) وانتهاءً بالإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، وقد جاؤوا، فمن هو الثاني عشر؟، إنّ الثاني عشر هو الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وثالثاً إن الأئمة الذين استخلفهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عاشوا الى نهاية القرن الثالث ومن ذلك الزمن إلى الآن مرت ألف سنة، فمن هو الإمام في هذا الزمان ونحن نعلم انه لا تخلو الأرض من حجة ومن إمام معصوم.
إن القرآن الكريم يقول ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ﴾ هذه الكينونة مع الصادقين كينونة مطلقة، ثم أن هذا الكلام ينسحب على المسلمين في كل العصور والقرون، فمن هو الإمام الصادق المعصوم الذي نكون معه في هذا الزمان؟
فلان الكينونة مطلقة، ونحن لسنا مكلفين أن نكون مع الصادقين العاديين، إنما نحن مكلفون أن نكون مع الصادق الذي يكون معصوما.
فالصدق موجود ولكن بنسب مختلفة.
ويجب أن يكون في أعلى مستويات البشرية، ولذا نجد الإمام الفخر الرازي يقول الكينونة هنا مطلقة يعني بدون شرط وقيد، يعني كن معه - أي بالإمام الصادق (عليه السلام) - مئة بالمئة. وهذا يدل على العصمة لا محالة.
فالأمر يجري في هذا القرن والقرن الذي يليه والذي يليه، ومعناه أنه دائماً يوجد مثل هذا المعصوم، ولذا فالله يأمرنا بأن نتّبعه ونكون معه.
لقد تواترت الأخبار والروايات التي وردتنا من السيرة النبوية العطرة أنّ إمام هذا الزمان الذي علينا إتباعه هو الإمام المهدي المنتظر بن الحسن العسكري (عليهما السلام).
إنّ القضية المهدوية تعرضت لتحريفات عديدة كأية قضية مذهبية ودينية أخرى.
ومن هذه التحريفات، التحريف في الكنية، فالكنية للنبي الأكرم (أبو القاسم)، واسمه الشريف محمد (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، ونحن نرى أنّهم يريدون أنّ يغيروا هذه القضية، فيقولون واسم أبيه اسم ابي، والحال أنّ النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال في الحديث: (سيظهر في آخر الزمان رجل من ذريتي أو رجل من عترتي اسمه اسمي وكنيته كنيتي)، أي الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أيضاً اسمه محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والكنية أبو القاسم، ولكن هؤلاء قالوا اسم أبيه (أبو عبد الله)، بل إنهم غيّروا حتى في الاسم، فهناك من قال إن اسمه احمد وليس محمد، والاسم المشهور لرسول الله هو محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم).
﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ﴾، وأنّه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) محمد بن عبد الله بن عبد المطلب.
وهناك رواية هيّأها بنو العباس قالوا فيها أنه - أي الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) - من ولد العباس، ولأجل الوقوف أمام التحريف (انه من ولد العباس) قال النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) (إنه من ولد فاطمة)، وفاطمة زوجة علي (عليهما السلام)، وأولادهما منهم المهدي (عجّل الله فرجه)، فإذن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) في أكثر من رواية أوضح أنه (عجّل الله فرجه) من ولد فاطمة (عليها السلام)، فما علاقة فاطمة (عليها السلام) بالعباسيين، أين العباسيون من فاطمة (عليها السلام)! إنّ كل هذه الأمور يبدو أن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) تداركها قبل أن يأتي العباسيون ونظراؤهم وتنجح تحريفاتهم ومؤامراتهم على القضية المهدوية.
والحقيقة إنّ المعارضين لهذه العقيدة طرقوا كل الأبواب فلم تفتح لهم ولم ينجحوا في التشويش على هذه القضية التي جاءت على لسان النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلى لسان أهل بيته (عليهم السلام) بشكل واضح، فلمّا ضاق بهم الطريق قالوا صحيح هو - أي الإمام (عجّل الله فرجه) - من أولاد فاطمة (عليها السلام)، من أولاد النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم)، لكنه ابن الحسن (عليه السلام) وليس من ولد الحسين (عليه السلام).
وهنا أريد ابيّن ما يقوله بقية علماء أهل السنّة مثل ابن حجر الهيثمي في كتابه (الصواعق المحرقة) حيث يذكر أحوال الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) جميعاً، وفي مكان يذكر الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ويسميه بـ(المهدي) ويذكر أنّ هذا ابن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، والحسن العسكري (عليه السلام) ابن الإمام الهادي (عليه السلام)، والإمام الهادي (عليه السلام) ابن الإمام الجواد (عليه السلام) وهو ابن الإمام الرضا (عليه السلام) وهو ابن الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) وهو ابن الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) ثم هو ابن الإمام محمد الباقر (عليه السلام) ابن الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) ابن الإمام الحسين (عليه السلام) ابن علي بن ابي طالب (عليه السلام) فإذن نسبه ينتهي إلى الإمام علي (عليه السلام)، يعني أنه من ولد الإمام الحسين (عليه السلام)، ثم الشيخ عبد المؤمن الشبلنجي ذكر ذلك في كتابه (نور الأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار) وفي حاشية (إسعاف الراغبين).
إنّ أصحاب هذا الرأي يريدون أن يبثوا شكّا في قضية الإمامة ولكنه من الواضح والأحاديث كثيرة أن الأئمة كلهم ومنهم الإمام المهدي الحجة (عجّل الله فرجه) من ولد الإمام الحسين (عليه السلام).

التقييم التقييم:
  ١ / ٣.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016