💠 هذه الفقرة هي فقرة قرآنية حيث قال تعالى: ﴿سَلامٌ عَلى إِلْ ياسينَ * إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنينَ﴾ وقد فسرت هذه الآية بأهل البيت (عليهم السلام)، ونصّت على ذلك جملة وافرة من الروايات، بل بوّب لها المحدّثون أبواباً مستقلة، كما صنع ذلك صاحب (البحار) حيث قال رحمه الله: (باب إنّ آل يس آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)) وأخرج فيه مجموعة من الأخبار التي تنص على ذلك، وقد رويت اخبار كون إل ياسين هم محمد وآله (صلّى الله عليه وآله وسلم) من طرف أبناء العامّة، كما هي من طرفنا، فقد روي عن ابن عباس في قوله عزّ وجل: ﴿سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ أنّه قال أي على آل محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم)، وروى الصدوق في معاني الأخبار قائلاً:
(ياسين محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) ونحن آل ياسين) وقد روي فيما احتج به الإمام الرضا (عليه السلام) على علماء العامّة أنّه قال لهم (اخبروني عن قول الله عزّ وجل ﴿يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكيمِ﴾ فمن عني بقوله (يس) قال العلماء (يس) محمد (صلّى الله عليه وآله وسلم) لم يشك فيه أحد فقال (عليه السلام) إنّ الله عزّ وجل أعطى محمداً وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ احد كنه وصفه...
وذلك أنّ الله عز وجل لم يسلّم على أحد إلاّ على الأنبياء (عليهم السلام) فقال تبارك وتعالى: ﴿سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمينَ﴾ وقال: ﴿سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ﴾ وقال: ﴿سَلامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ﴾ ولم يقل سلام على آل نوح، ولم يقل سلام على آل إبراهيم، ولا قال سلام على آل موسى وهارون، وقال عزّ وجل: ﴿سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ﴾ يعني (آل محمد (عليهم السلام)).
وحيث أنّ الآيات الشريفة قد قرنت أهل البيت (عليهم السلام) بالأنبياء فلابدّ أنْ تكون لهم مراتب الأنبياء من العلم والعصمة والإمامة والفضيلة.
فابتداء الزيارة بهذا السلام دلالة على ارتباطه (عليه السلام) بالأنبياء وأنّه وارثهم، وقد نص على ذلك مجموعة من الروايات، منها قول الباقر (عليه السلام) (إنّ في القائم من أهل البيت (عليهم السلام) سنّة من خمسة من الرسل، يونس بن متي، ويوسف بن يعقوب، وموسى وعيسى ومحمد (عليهم السلام) ...).
وهناك أخبار أخرى تدل على شباهته (عليه السلام) بأنبياء أخر.
الشيخ حميد عبد الجليل الوائلي