الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) إنما هو معصوم بعصمة الله تعالى وبعينه التي ترعاه، فعصمة المعصومين لا تجعلهم مستغنين عن الله تعالى في أي حال من أحوالهم، ولو رفع الله تعالى عنهم توفيقه وتسديده لصاروا كبقية الناس، ولكن الله تعالى أراد لهم الطهارة والعصمة، فعصمهم يقول تعالى: ﴿وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شيئاً قَلِيلاً﴾، ويقول تعالى: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ﴾، وإنما عصمهم وتفضل عليهم لِما علمه منهم أنهم يمتلكون الاستعداد والقابلية التي تؤهلهم لقبول فيضه وعطائه، ولذلك يرد القرآن الكريم على المشركين الذين استشكلوا العطاء الإلهي والتسديد للمعصومين حاكياً قولهم: ﴿أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا﴾ فيجيبهم ويرد عليهم: ﴿أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ﴾، ولذلك تعلقت مشيئته وارادته بطهارتهم واصطفائهم ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً﴾، فالباري تعالى هو الذي أراد ذلك، وهو الذي يطهرهم ويزكيهم ويرعاهم بعينه وتوفيقه، ولذلك يؤكد الإمام الصادق (عليه السلام) أن الأئمة (عليهم السلام) لا يمكن أن يستغنوا عن الله تعالى طرفة عين أبداً، فقد جاء عنه (عليه السلام): إذا أراد الله أمراً عرضه على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، ثم أمير المؤمنين (عليه السلام) وسائر الأئمة واحداً بعد واحد إلى أن ينتهي إلى صاحب الزمان (عليه السلام)، ثم يخرج إلى الدنيا، وإذا أراد الملائكة أن يرفعوا إلى الله (عزَّ وجل) عملاً عرض على صاحب الزمان (عليه السلام)، ثم يخرج على واحد بعد واحد إلى أن يعرض على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم)، ثم يعرض على الله (عزَّ وجل) فما نزل من الله فعلى أيديهم، وما عرج إلى الله فعلى أيديهم، وما استغنوا عن الله (عزَّ وجل) طرفة عين. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٣٨٧]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)