الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية وردت في كتب العامة عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهي بصدد الحديث عن ابدال أهل الشام وكرامتهم على الله تعالى، وما لهم من اثار وبركات تعم الناس جميعاً، فقد روى ابن حنبل في مسنده: ذكر أهل الشام عند علي بن أبي طالب [عليه السلام] وهو بالعراق، فقالوا: العنهم يا أمير المؤمنين. قال: لا، اني سمعت رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلم] يقول الأبدال يكونون بالشام، وهم أربعون رجلاً، كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً، يسقى بهم الغيث وينتصر بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب. [مسند أحمد بن حنبل: ج١، ص١١٢]
وهناك مصطلح آخر للأبدال ذكر في كتبنا، وهم الذين سيكونون من خاصة أنصار الإمام (عجّل الله فرجه)، والمعبر عنهم بالعدد (٣١٣)، فقد روى الطوسي عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق، فيقيم ما شاء الله أن يقيم. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٧٧]
وأما لماذا يكون لهم هذا الأثر وهذه البركة؟ فيمكن أن نفهمه من جهتين:
أولاً: من جهة التزامهم الكامل بالشريعة والتدين الحقيقي الذي يتجاوز ظواهر الدين إلى العمق والجوهر، فقد روي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): وأربعون رجلاً من الأبدال بالشام وثمانية عشر بالعراق، كلما مات رجل أبدل الله مكانه أما إنهم لم يبلغوا ذلك بكثرة صلاة ولا صيام، ولكن بسخاء النفس وسلامة الصدور والنصيحة للمسلمين. [كنز العمال للمتقي الهندي: ج١٢، ص١٩٠]
والجهة الثانية: إن تلك البركات والآثار ليست لهؤلاء الأبدال أولاً وبالذات، وإنما هي في حقيقتها آثار وبركات وجود أهل البيت (عليهم السلام)، وإنما نُسبت الآثار والبركات لهم من جهة أن وجودهم سبب في بقاء أهل البيت (عليهم السلام)، والذي هو رهين بوجود المؤمنين الكاملين، فقد سأل زيد الزراد الإمام الصادق (عليه السلام): نخشى أن لا نكون مؤمنين قال ولم ذاك؟ فقلت: وذلك أنا لا نجد فينا من يكون اخوه عنده آثر من درهمه وديناره، ونجد الدينار والدرهم آثر عندنا من أخ قد جمع بيننا وبينه موالاة أمير المؤمنين (عليه السلام)، فقال: كلا انكم مؤمنون، ولكن لا تكملون ايمانكم حتى يخرج قائمنا، فعندها يجمع الله أحلامكم فتكونون مؤمنين كاملين، ولو لم يكن في الأرض مؤمنون كاملون إذا لرفعنا الله إليه وأنكرتكم الأرض وأنكرتكم السماء، بل والذي نفسي بيده إن في الأرض في أطرافها مؤمنين ما قدر الدنيا كلها عندهم تعدل جناح بعوضة... إلى آخر الرواية. [الأصول الستة عشر - عدة محدثين – ص٦]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)