الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الدعاء بالتمكين والنصر على أعداء الدين والشريعة هي من سمات الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)، نجد كل ذلك واضحاً في آيات القرآن الكريم وفي سيرة المعصومين (عليهم السلام)، فقد ورد الدعاء بذلك على لسان نوح (عليه السلام): ﴿قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ﴾، وورد كذلك على لسان داوود (عليه السلام): ﴿رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين﴾، وقد تظافرت الروايات عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) بالدعاء بتعجيل فرج الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في سياق ذكرهم له، فقد روي عن العلامة المامقاني في رجاله في ترجمة دعبل، عن محمد بن عبد الجبار في مشكاة الأنوار أنه لما قرأ دعبل قصيدته المعروفة على الرضا (عليه السلام) وذكر الحجة (عجّل الله فرجه) إلى قوله:
خروج إمام لا محالة خارج * يقوم على اسم الله والبركات
وضع الإمام الرضا (عليه السلام) يده على رأسه وتواضع قائماً ودعا له بالفرج وقال: اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه. [منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر للشيخ لطف الله الصافي الكلبايكاني: ب٣، ح٣، ص٥٠٥]
وأما دعاؤه لنفسه (عجّل الله فرجه) بتعجيل الفرج فقد روى الشيخ الطوسي عن عمته حكيمة إنها رأت الإمام (عجّل الله فرجه) يتشهد الشهادتين إلى أن قالت: ثم لم يزل يعد السادة الأوصياء إلى أن بلغ إلى نفسه، ودعا لأوليائه بالفرج على يديه ثم أحجم. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٢٣٩]
وكذلك روى عبد الله بن جعفر الحميري قال: سألت محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) فقلت له: أرأيت صاحب هذا الأمر؟ فقال: نعم وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام وهو يقول: اللهم أنجز لي ما وعدتني. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٣٦٤]
وكذلك ما رواه ابن طاووس من روايته عنهم (عليهم السلام) في حجاب الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ودعاؤه فيه: اللهم احجبني عن عيون أعدائي واجمع بيني وبين أوليائي وأنجز لي ما وعدتني واحفظني في غيبتي إلى أن تأذن لي في ظهوري وأحي بي ما درس من فروضك وسننك وعجل فرجي وسهل مخرجي واجعل لي من لدنك سلطانا نصيراً. [مهج الدعوات لابن طاووس: ص٣٠٢]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)
