الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
البصيرة الإيمانية والعقائدية بالعقيدة المهدوية لا تأتي بطبيعة الحال من فراغ، وإنما هي ثمرة تتفرع وتتجلى عن التكليف الذي يفرض علينا أن نعيش هذه العقيدة في قلوبنا وفي سلوكنا، حتى يتجذر فينا الإيمان بانتظار الإمام (عجّل الله فرجه) وبظهوره، وبدولته، وأهم السبل والعوامل التي تعين على ذلك قراءة ومطالعة أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) والتدبر فيها، فهي الملاك الأهم في تأصيل هذه العقيدة، وأن تكون تلك القراءة واعية ومستوعبة لمعانيها القيمة، لا أن تكون مجرد قراءة عابرة لا تتجاوز الاطلاع والمرور.
استشعار حضور الإمام (عجّل الله فرجه) في وجداننا ومشاعرنا وأحاديثنا وفي لقاءاتنا يؤصل هذه العقيدة، ويجذر هذا الإيمان، لتصبح علاقتنا بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أقوى وأعمق وأصلب، جاء في الحديث عن النبي (صلّى الله عليه وآلــه وسلم): من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته فمات فقد مات ميتة جاهلية. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤١٣]
وعن الإمام الباقر (عليه السلام) أنه قال: يأتي على الناس زمان يغيب عنهم إمامهم فيا طوبى للثابتين على أمرنا في ذلك الزمان. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٣٠]، وعن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: طوبى لمن تمسَّك بأمرنا في غيبة قائمنا، فلم يزغ قلبه بعد الهداية. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٥٨]
ومن الوسائل التي تعمق هذا الالتحام الروحي والنفسي والوجداني:
١- المواظبة على قراءة بعض الأدعية الواردة، كدعاء العهد الذي يستحب قراءته بعد صلاة الفجر في كل صباح، فقد وردت الرواية عن الإمام الصادق (عليه السلام) أن من قرأ دعاء العهد أربعين صباحاً كان من أنصار القائم، فإن مات بعثه الله من قبره، ويعطى بكل كلمة ألف حسنة، وتمحى عنه ألف سيئة.
٢- المواظبة على زيارة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) في كل يوم.
٣- المواظبة على أداء بعض العبادات والأعمال المستحبة وإهداؤها إلى الإمام المهدي (عجّل الله فرجه).
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)