الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لم يرد في الروايات توصيف الأنصار الـ(٣١٣) جميعاً بالأبدال، بل ورد ذلك في خصوص من ينضم إليهم من شيعته (عجّل الله فرجه) من أهل الشام، فقد روى الطوسي عن جابر الجعفي قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): يبايع القائم بين الركن والمقام ثلاثمائة ونيف عدة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر والابدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق، فيقيم ما شاء الله أن يقيم. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٤٧٧]
مع ملاحظة أن هذا الوصف تم اطلاقه على عدة مصاديق ابتداء بالمعصومين وانتهاء ببعض خواص المؤمنين، والذي يلاحظ في سبب إطلاق هذه التسمية أعني (الأبدال) الإشارة إلى استبدال الأحياء بمن يتوفى منهم، يقول الطريحي في مجمع البحرين: الأبدال: قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم إذا مات واحد أبدل الله مكانه آخر. [مجمع البحرين للطريحي: ج٥، ص٣١٩]
ولأجل هذا المعنى أُطلق على الأئمة المعصومين (عليهم السلام) باعتبار أن وظيفتهم تقوم كبديل عن مقام الأنبياء (عليهم السلام) في هداية وارشاد الناس، فقد ورد عن خالد بن الهيثم الفارسي، قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): إنَّ الناس يزعمون أنَّ في الأرض أبدالاً، فمن هؤلاء الأبدال؟ قال: صدقوا، الأبدال هم: الأوصياء، جعلهم الله في الأرض بدل الأنبياء إذا رُفِعَ الأنبياء وخُتِمَ بمحمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم). [الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج٢، ص٢٣١]
وقد ذهب بعض المحققين إلى أن هذا الوصف يشمل أصحاب الإمام (عجّل الله فرجه) الذين يرافقونه في غيبته قبل الظهور، جاء عن الإمام الباقر (عليه السلام): لا بدَّ لصاحب هذا الأمر من عزلة، ولا بدَّ في عزلته من قوَّة، وما بثلاثين من وحشة، ونعم المنزل طيبة.
فهؤلاء الثلاثون رجلاً يصحبون الإمام (عجّل الله فرجه) ويكونون معه فإذا مات أحدهم يأتي بدلاً عنه رجل آخر من خواص المؤمنين، وعليه يكون المعنى محفوظاً فيهم بهذا اللحاظ المتقدم وقد يؤيد هذا الإطلاق ما رواه العامة عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من أن عدد الأبدال ثلاثون رجلاً كما جاء في مسند أحمد بن حنبل عنه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قوله: الأبدال في هذه الأمة ثلاثون، مثل إبراهيم خليل الرحمن (عزَّ وجلَّ)، كلَّما مات رجل أبدل الله تبارك وتعالى مكانه رجلاً. [مسند أحمد بن حنبل: ج٥، ص٣٢٢]، فيكون التطابق في العدد أحد القرائن على أن المقصود بالأبدال هم هؤلاء دون غيرهم من المؤمنين.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)