الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث لم يرو من طرقنا وإنما روته مصادر العامة عن ثوبان عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثم لا يصير إلى واحد منهم، ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقتلونكم قتلاً لم يقتله قوم. ثم ذكر شيئاً لا أحفظه. فقال: فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنه خليفة الله المهدي. [سنن ابن ماجة: ج٢، ص١٣٦٧]
والحديث كما هو واضح يبشر بظهور الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ويصفه بأنه (خليفة الله) وهي صحيحة الإسناد عندهم، ويكون ظهوره على أثر نزاع يقع بين أُسَر حاكمة أو أفراد أسرة واحدة على كنز مدفون، وأمّا ماهية هذا الكنز ومكانه فلم توضحه الأخبار، واختلفت تفسيراتهم في ذلك، فقد ذهب ابن كثير أن المقصود به هو (كنز الكعبة). [الفتن لابن كثير: ج١، ص٤٢]
وفي رواية ملاحم ابن المنادى جاء فيها: ليقتلن عند بيت مالكم هذا ثلاثة أبناء ملوك لا ينال أحدهم ما طلب... إلى آخر الخبر. [ملاحم ابن المنادى: ص٤٤]
وبعض ذهب إلى تفسيره بما روي في مصادر العامة من الاقتتال على الكنز الذي ينحسر عنه نهر الفرات كما في رواية مسلم عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم): يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً. [صحيح مسلم: ج٨، ص١٧٥]، وفي رواية أخرى: يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس... فيقتتلون عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون. [صحيح مسلم: ج٨، ص١٧٥]
وهناك أقوال أخرى تُذكر لتفسير هذا الكنز أعرضنا عن ذكرها لأنها لا تتجاوز الظن والتخمين لا سيما مع عدم ورود ما يدعم ذلك من رواياتنا ومصادرنا المعتمدة.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)