الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
السبيل الوحيد والمنهج القويم لنصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) يتجلّى في نشر مذهب أهل البيت (عليهم السلام) من خلال بيان عقائدهم وكلماتهم النورانية التي تجذب الناس وتعرفهم بأصالة هذا الدين، فالمؤمنون بإيمانهم واتّباعهم لأهل البيت (عليهم السلام) يشاركون ويساهمون في نصرة الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وكل انتصار وتغيير اجتماعي هو بحاجة إلى الأرضية والأسس التي تُمهد له وتساعد على توفر مقتضياته، ولا يخفى أن أهم ركيزة في ذلك هي التعريف الصحيح بمشروع ذلك التغيير ومآلاته وغاياته.
وظهور الإمام (عجّل الله فرجه) إنما هو إعلان لمشروع السماء في نشر الحق والعدل والقضاء على جميع مظاهر الظلم والانحراف، فإذا كانت البشرية جاهلة وغير عارفة بذلك المشروع ومضمونه، فمن الطبيعي أنها تقف على النقيض منه وتتمرد عليه، لا سيما إذا علمنا أن السنن الإلهية حاكمة في جريان الأمور بأسبابها وليس بالإعجاز فقط ومحض الغيب، كما بيّن ذلك في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ﴾.
ومن خلال ذلك نفهم معنى وأهمية انتظار الفرج في زمن الغيبة، ضرورة أن حقيقة الانتظار إنما تتحقق إذا عرف المنتظرون ماذا ينتظرون وكيف ينتظرون؟ وهذه المعرفة لا تتم إلّا بالوعي العقائدي والمعرفة لأصول دينك، ثم الالتزام الديني والورع عن محارم الله التي نهى عن ارتكابها، والعمل بما افترض الله (عزَّ وجلَّ) على الإنسان من الواجبات والتكاليف الشرعية، وبإمكانك أن تستغل وقتك في حفظ أحاديث أهل البيت (عليهم السلام) ولو في كل يوم حديثاً واحداً تتقنه وتعرف معناه من الكتب المعتبرة، سواء في الجانب العقائدي أو العبادي.
وبإمكانك أيضاً أن تستفيد من مواقع التواصل الاجتماعي لتكون داعية وناشراً لحديث آل محمد (عليهم السلام) فإنها من أعظم الوظائف في زمن الغيبة الكبرى، روى الشيخ الصدوق: عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: سمعت أبا الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) يقول: رحم الله عبداً أحيا أمرنا، فقلت له: وكيف يحيى أمركم؟ قال: يتعلم علومنا ويعلمها الناس، فإن الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا. [عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الصدوق: ج١، ص٢٧٥]، وروى الشيخ المجلسي عن الإمام الصادق (عليه السلام): راوية لحديثنا يبث في الناس، ويشدد في قلوب شيعتنا أفضل من ألف عابد. [بحار الأنوار للعلامة المجلسي: ج٢، ص١٤٥]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)