إن من مقومات إقامة العدالة في أي مجتمع هو وجود تعاطي مع هذا المبدأ من قبل الناس:
أولاً: وجود نخبة قادرة على إقامة العدل، ونحن نعلم أن القاعدة مرت بتاريخ من الظلم والاستبداد حتى بات جزء من حياتهم وكأنه سنة كونية، وبالتالي أصبح سلوكاً في حياتهم، كيف تكون استجابتهم وتطبيقهم لأحكام قد تكون غريبة أو ثقيلة عليهم؟
وثانياً: عن النخبة التي سوف تكون حكّاماً أو ولاة بأمر الإمام (عجّل الله فرجه) أنهم أناس مجتهدون قد يخطؤون، وبالتالي ممكن وقوع الظلم، وبالتالي ينعكس على المشروع الإلهي وأهدافه المبارك.
والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية، هل يعمل الإمام (عجّل الله فرجه) هو بتنصيب الحكّام والولاة أم يتركه للناس، لأن هناك ثقافة الانتخاب واختيار الأصلح من ثقافتهم بسبب ممارستهم لذلك الفعل.
إذا كان أمر الولاة بالتعيين ألا يكون هذا الأمر خارجاً عن ثقافتهم، وبالتالي وحسب فهمي أنه نوع من الاستبداد، أنا أعرف أن كل ما أسأله مجرد فرضيات قد لا تكون لها معنى في عصر الظهور المبارك، لأن تغييرات الزمان لها مدخلية في زمن الظهور، وبالتالي تكون قراءة تتناسب مع الوضع العام في تلك الفترة، ولكن تبقى أسئلة تتناسب مع القراءة الحالية، لذلك نسعى للحصول على بعض الإجابات مما تحمله رشحات بعض الروايات المباركة.